انخراط الشبان والشابات العرب في مؤسسات التعليم العالي يشهد نمطًا متصاعدًا وارتفاعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وبالرغم من ذلك كلما صعدنا بسلم الدرجات يقل عددهم. اليوم يشكل الطلاب العرب للألقاب الأكاديمية العليا فقط 7.2% من مجمل طلاب الدكتوراة في مؤسسات التعليم العالي. بالإضافة، فإن برامج المرافقة والدعم المخصصة لطلاب الدكتوراة العرب شبه معدومة.
الآن، ينطلق صندوق ادموند دي روتشيلد وجمعية “الرواد”، ببرنامج جديد تحت اسم “رافعة”، يشمل ورشات لطلاب الدكتوراة العرب في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
يشهد العديد من الطلاب العرب، الذين يدرسون للألقاب المتقدمة بأنهم واجهوا صعوبات في المهارات الرقيقة التي تحدّ من ابراز قدراتهم المهنية بأفضل شكل، الأمر الذي يشكل عائقًا بوجههم في تطوير وتنمية مسيرتهم المهنية، مشددين على الانتقال الى مرحلة ما بعد الدكتوراة و/ أو انخراطهم في الصناعة. إضافة الى ذلك، فإن الاستثمار والاهتمام الضئيلين جدًا على مر السنين بالتعليم العلمي - التكنولوجي في المجتمع العربي، أدى بطبيعة الحال الى خلو الحوار العام من العلوم. نتيجة ذلك، فقد تضررت مكانة الشبان العرب على خارطة الأكاديميا العلمية والتشغيل الحداثي في إسرائيل.
بهدف جسر الهوّة ومواجهة التحديات القائمة أسس صندوق ادموند دي روتشيلد وجمعية “الرواد” البرنامج الجديد “رافعة”، ليشمل ورشات لطلبة الدكتوراة العرب في مجالات العلوم والتكنولوجيا. يهدف البرنامج الى وضع الأسس لتعزيز وتقوية الطالبات والطلاب العرب الدارسين للقب الثالث، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم الدقيقة لدعم تقدمهم في مرحلة ما بعد الدكتوراة و/ أو اندماجهم وانخراطهم في الصناعة وسوق العمل. يشمل برنامج الورشات لقاءًا اسبوعيًا طوال السنة يشمل المهارات لتحسين قدرات الطالب على خلق حالات تعارف، وخبرات وفرص لأجل اثراء خبرتهم وسيرتهم الذاتية. كما سيحصل الطلاب على توجيه حول المراحل العملية للانتقال الى ما بعد الدكتوراة (بوست دكتوراة).
ينطلق البرنامج بنطاق موّسع بعد نجاح التجربة (بايلوت) العام المنصرم. ويتوقع أن يشارك في البرنامج نحو مئة طالب وطالبة من مجالات العلوم شتى من مختلف الجامعات.
من جانبه يؤكد أحمد مواسي - مدير مجال المجتمع العربي في صندوق ادموند دي روتشيلد: “يشكل طلاب الدكتوراة العرب نحو 7.2% من مجمل طلاب الدكتوراة في اسرائيل ويشكل الأساتذة العرب نحو 2.5% من مجمل الكادر الأكاديمي. تعكس هذه النسب الحاجة بالاستثمار، تعزيز وتشجيع المزيد من الشباب على اختيار مسار الألقاب المتقدمة ومنحهم الادوات والمردود المطلوب لذلك كي يصبحوا مثالًا للآخرين وينجحوا ويتقدموا في مسيرتهم الاكاديمية. البرنامج الجديد الذي نطلقه في صندوق ادموند دي روتشيد بالتعاون مع جمعية “الرواد، يقدم المردود الذي أفاد طلاب الدكتوراة بأنه يشكل عائقًا وإحدى التحديات المركزية التي يواجهونها. لا شك لديّ أن مجتمع الأكاديميين من المجتمع العربي سينمو ويقوى بفضل هذه المبادرة الجديدة”.
ويؤكد د. مسعود غنايم، مدير عام متطوّع لجمعية “الرواد” بمجال العلوم والتكنولوجيا ومدير طاقم تطوير لقاء في شركة دسكال فارما: “يُطلب من علماء القرن الواحد والعشرين أن يشكلوا قادة بقدراتهم البشرية والادارية التي تفوق البحث نفسه كي يتبوأوا قمة التميّز العلمي العالمي. بنت جمعية الرواد، وصندوق ادموند دي روتشيلد معًا، برنامجًا مميزّا يطوّر هذه القدرات لدى طلبة الدكتوراة العرب - معرفة عالم براءات الاختراع، انشاء المشاريع الريادية (ستارت أب) بالأكاديميا، مهارات الاقناع والاقتدار، كتابة المقالات الأكاديمية، وغيرها. هذا خير دليل على قوة التعاون بين المؤسسات وتأثيره في صياغة وتصميم مستقبل الأكاديميا”.
[email protected]
أضف تعليق