كتبت ماري الأشقر في "الجمهورية": يكره الطفل المدرسة لأنّه لا يرى فيها إلّا سجناً تُمارس فيه شتى انواع القمع والاكراه والإرغام. فلا يلمس لذاته أي اهتمام في إشباع رغباته الطفولية من جهة والإحساس بالاحترام والتقدير على جهد بذله او عمل قام به.
عندما يصل الطفل إلى هذه المرحلة من الكره، لن يدرك الدعم والتشجيع والتحفيز الايجابي الذي تؤدّيه المدرسة لتطوير المهارات. وبالتالي إنّ جعل الطفل يحب المدرسة هو الطريق الى حب الدراسة والتفوّق.
تحت عنوان "كيف نجعل الطفل يحب المدرسة؟" هناك العديد من النقاط الاساسية لا بدّ من التطرّق إليها، منها تطوير إمكانات الطلاب وحقل خبراتهم. لذلك، يجب معاملة الطفل بصفة خاصة ومساعدته على اكتشاف قدراته وتجربتها وتنميتها. ويوفّر المحيط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الطفل شبكة الحماية والقدرة على الاندفاع والابداع من جهة، أو الاحباط والفشل، من جهة أخرى. وقد يجد الطفل أنّ المدرسة لا تفهمه وبعيدة عن اهتمامه وطريقة تفكيره وسيصعب عليه التكيّف معها. فتصبح المدرسة عنده مثل السجن، فيحاول أن يتملّص من الواجبات والضغوطات التي تُفرض عليه بأي طريقة ممكنة. فيُظهر أساليب ليدافع بها عن نفسه سواء بالخجل أو العصيان، الكذب "الغرور" ونزعة للتحطيم.
دور الأسرة: إنّ التنشئة الاجتماعية هي الوظيفة الأساسية للأسرة، التي تمكّن الطالب من القدرة على تنظيم مداركه ومحاكمة الاشياء في موضوعية، والتي تجعله ينضج وينمو ليصبح فرداً ناجحاً مفيداً لمجتمعه. من هنا تُعتبر التلقائية في التعامل والانطلاق داخل الاسرة أمراً مهماً، ليعبّر الطفل عن نفسه بحرية لتكوين شخصيته.
تلعب الاسرة في المرحلة العمرية الأولى من حياة الطفل دوراً كبيراً في تكوين شخصيته، من خلال ما تغرسه من قيم وعادات واتجاهات مما يتعلّمه من والديه أو تقليدهما.
حب المدرسة: تلعب المدرسة دوراً مهماً في توجيه سلوكه، إذ يقع على عاتقها مسؤولية بناء مستقبل المجتمع وتساهم بشكل فعّال في عمليات البناء والتغيير الاجتماعي. وتكمّل المدرسة دور الاسرة في غرس المبادئ والأهداف الراقية والقدرة على التفاعل الخلّاق والسليم من خلال ترسيخ عمليّ لدراسة المناهج، بما يضمن إعطاء الطالب المجال للتفكير والمحاكمة العقلية، وليس فقط للحفظ الجامد ومن ثم المكافأة.
لذلك، فإنّ انتقال الطالب من مرحلة الى اخرى، مع وجود نقاط انعطاف تقديرية، تتيح له تلمّس التحفيزات الايجابية، التي تجعله يشعر ويتقبّل نتاج عمله الخلاّق والناجح، ومنحه فسحة ليرفع من وتيرة عمله. وغالباً ما يكون الطفل في أسرته محط اهتمامها ورعايتها الأول، ولكن في المجتمع الاكبر والأوسع، أي المدرسة، يشعر أنّه ليس مميزاً إلّا إذا قام بتصرّف خارج عن المألوف. إذ خلال أيام الدراسة اليومية يشعر أنّه متساوٍ مع عدد كبير من الطلاب الذين سيظهر منهم هذا أو ذاك المشاغب أو الكسول او المتفوق.
وفي سياق مُمنهج، على المدارس أن تتبع سياسة "مكافأة المتفوق"، مما يعطيه حافزاً لمزيد من التقدّم، وللآخر مزيداً من التركيز ليكون مميزاً بنجاحه، لا بدوره السلبي أو التهريجي في الصف.
المصدر: الجمهورية
[email protected]
أضف تعليق