للوهلة الأولى حين تسمع عن اليوم العالمي للمرأة، تظن أنه يومٌ ابتكرته الناشطات النسويات لدعم حقوق المرأة وطلب المساواة بالرجل، لكن في الحقيقة أن أولى النساء اللاتي قمن بحركات احتجاجية كان هدفهن هو العمل في ظروف إنسانية. الحكاية بدأت في 8 مارس/آذار 1857بنيويورك حين لجأت النساء إلى الاحتجاج على الظروف غير الإنسانية وطالبن بتحديد 10 ساعات عمل يومياً، لكن لم تقابل التظاهرة بالتأييد أو الدعم، وإنما تعاملت معها الشرطة حينها بمزيد من القمع بحيث تم تفرقة المتظاهرات سريعاً.

وفي هذا الموضوع اجرت مراسلتنا حديثا مع ناشطات اجتماعيات حنان الصانع وزينب ابو سويد ناشطة اجتماعية سياسية.

حنان الصانع ذكرت هذا اليوم بأن العنف ضد النساء والفتيات هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا في ايامنا. ولكن لا يزال معظمه غير مبلغ عنه بسبب انعدام العقاب من السلطات والصمت من قبل المجتمع والعائلة . والإحساس بالفضيحة من قبل الضحية ووصمة العار المحيطة بها!

وتابعت القول ان المرأة المعنفة تواجه ضرر نفسي وجسدي وبالرغم من أن الديانات الثلاثة أوصت بإكرام المرأة " ما اكرمهن الا الكريم وما اهانهن الا اللئيم" ما زال مجتمعنا الذكوري يمارس العنف الكلامي والجسدي ضد نسائه، امهاته وبناته...

واكدت حنان الصانع: هنالك تقاعس من قبل المؤسسات الحكومية في التعامل مع الشكاوي التي تصلهم سواءً الشرطة ومكاتب الرفاه الاجتماعي عليهم الكف عن إعطاء المبررات وحان الأوان ليطرحوا لنا خطتهم لمناصرة المرأة المعنفة تتلاءم مع احتياجاتها كمرأة عربية ..

وتابعنا الحديث مع الناشطة زينب ابو سويد: نتعامل مع تحديات عديدة كأقلية عربية في البلاد، مع الهوية المتشرذمة، العنصرية، التمييز، صعوبات اقتصادية، تفكك أسري وتراجع في الترابط الاجتماعي.

وتابعت الحديث ,كل هذه الأمور تؤدي إلى ضغط اجتماعي يُتَرجَم إلى تصرفات عِدائيَّة داخل بلداتنا العربية بشكل عام، وداخل نِطاق الأسرة بشكل خاص.

وذكرت لبكرا: بالعادة، تكون النساء فريسة سهلة لممارسة العنف ضدهن، خاصة في ظل انعِدام رادع أخلاقي، شرعنة مجتمعية وتقاعس الشرطة في ممارسة واجبها في حماية النساء اللاتي يواجهن العنف، واللاتي صرَّحن مرارًا وتكرارًا أن حياتهن بخطر.

وتطالب بان يتوجب إعلان حالة طوارئ من قبل مؤسسات المجتمع المدني عامة، والجمعيات النسوية خاصة للوقوف ضد ظواهر العنف بكل أشكالِه وأنواعِهِ.

وفي الوقت نفسِه يجب علينا أن نُعيد تنظيم تربيتنا لأولادنا، لبناتنا، لطلابنا وطالباتنا؛ نُدَرِس التربية الجندرية من جيل صفر، نذكر مصطلحات المساواة بدون حرج ونتصرف وِفقها تمامًا، نتصرف باحترام مع النساء في مُحيطنا، ننُصِفهن في الحقوق، في الميراث، في القرارات، في الأجر، في التقدم للوظائِف الإدارية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]