اثار اعلان ليبرمان حول موافقته تشكيل حكومة اقلية بدعم النواب العرب من القائمة المشتركة تباينا واضحا بين الناشطين السياسيين والشارع العربي فالبعض يرى ان ما اشيع من ليبرمان مجرد محاولات استفزاز لنتنياهو لتشكيل حكومة وحدة وطنية او الخضوع له فيما يرى اخرون ان هذه المرحلة حاسمة وعلى النواب العرب الاستفادة منها قدر الإمكان.

على قيادة القائمة المشتركة التعامل الحذر والمسؤول في هذه المرحلة الهامة والمفصلية

الناشط السياسي باسل دراوشة قال بدوره معقبا: على قيادة القائمة المشتركة التعامل الحذر والمسؤول في هذه المرحلة الهامة والمفصلية التي قد تشهد نهاية عصر نتنياهو وارساله خلف القضبان، وإعطاء شرعية لمشاركة الأحزاب العربية في الساحة السياسية الإسرائيلية كشريكة في اختيار رئيس الوزراء وصنع سياسة جديدة.

وتابع: وفي نفس الوقت عليهم الاحتراس من عدم استغلالهم عن طريق غانتس وليبرمان كوسيلة ضغط على نتانياهو. وبالتالي يجب أن تكون مصلحة الجماهير العربية في أعلى سلم الأولويات ومحاولة تحصيل مكاسب للوسط العربي في قضايا مهمة كقانون القوية وكامينتس. وضع خطة حكومية مدروسة بمشاركة ممثلي المواطنين العرب ورصد الميزانية لمكافحة العنف والجريمة في الوسط العربي وقضايا التشغيل واستيعاب الأكاديميين العرب وتوسيع مناطق النفوذ ومسطحات البناء البلدان العربية والمناطق الصناعية.

ونوه: الكل يلاحظ أن احتمال تشكيل حكومة ضيقة يرأسها غانتس ادخل نتنياهو في حالة هستيرية الأمر الذي قد يجعل نتنياهو يقوم بكل عمل من أجل الحفاظ على رئاسة الوزراء. وهذا ما تشهده من استمرار التحريض ورفع وتيرة التحريض على قيادة القائمة المشتركة والنواب العرب. وبالتالي تزداد مصلحة الجماهير العربية بمنعه من الاستمرار في منصب رئيس الوزراء.

ختاما قال: اذا صحت الأنباء عن استعداد غانتس الوصول إلى تفاهمات مع القائمة المشتركة، فأنا مع إعطاؤه الفرصة لتشكيل الحكومة بدعم القائمة المشتركة كوسيلة لخدمة المواطنين العرب وحل المشاكل اليومية التي يعاني منها المجتمع العربي والذي يعاني من سياسة فصل عنصري وهي فرصة ذهبية لإعادة الشرعية للجماهير العربية من خلال القائمة المشتركة كشريك في اتخاذ القرارات المصيرية واختيار رئيس الوزراء وتشكيل حكومة، الأمر الذي قد يعيدنا الي حكومة رابين عام 1992 والتي استندت على الحزب الديموقراطي العربي والجبهة وكانت لها دور هام في اتفاقية أوسلو وتمرير الميزانيات الضخمة للوسط العربي.

القائمة المشتركة هي بارقة امل ويجب ان تبقى في هذا الوضع!

غسان عبد الله القيادي في العربية للتغيير قال: نحن في مرحلة العد التنازلي وفي النفس الاخير لمارثون المفاوضات والاقتراب من الوصول الى خط النهاية، ما زال الموقف غامضا للإعلان عن نجاح او فشل تشكيل الحكومة الجديدة، ومن وسط التطورات والمستجدات على الساحة التفاوضية وفي ظل تعاظم الازمه وربما الوصول الى ذروتها بين الاحزاب بما فيها القائمة المشتركة، تقترب ساعة الحسم وكلمة الفصل ، وبالرغم من ذلك ما زالت الآراء متضاربة ووجهات النظر متفاوتة عند الكثير من المحللين والمتابعين والمراقبين للحلبة السياسية حول امكانية تشكيل الحكومة حيث ما زالت الضبابية تسود المواقف ، والافكار تتزاحم والتساؤلات تكثر هل هو الانفراج نحو اتفاق قد يؤدي الى تشكيل حكومة ضيقه برعامة غانتس رئيس حزب ازرق ابيض بتحالف مع ليبرمان بدعم خارجي من القائمة المشتركة ام انهيار لكل المفاوضات وزوال كل السيناريوهات وبالتالي التوجه نحو انتخابات ثالثه؟؟!!

وتابع: الاعتقاد السائد ان هذا السيناريو بات الاقرب بعد ان رجحت كل التطورات وكل ما نجم عن نتائج المفاوضات بفشل نتنياهو واستنفاذ المهلة التي منحت له بتشكيل حكومة ضيقه واستبعاد امكانية تشكيل حكومة قوميه. وفيما يتعلق بالإمكانية الاولى فهي منوطه باتخاذ موقف شجاع وجريء من غانتس وليبرمان وخاصة ان هناك هدف مشترك ومتفق عليه وهو الاطاحة بحكم الليكود واسقاط نتنياهو وليواجه القضايا الجنائية التي تلتف حول عنقه والتخلص من حقبة استبداده وعنجهيته. اما بالنسبة للقائمة المشتركة فهي ايضا تصبو لنفس الهدف وقد كان الشعار الذي رفعته عشية الانتخابات السابقة هو اسقاط نتنياهو وقد كان الهدف الاول الذي وضعته على اجندتها بعد ان امعنت حكومة نتنياهو سياساتها العنصرية وخطابها الحاقد على الجماهير العربية والتحريض على قياداتنا العربية. وايضا التمادي بممارساتها التمييزية من خلال تشريعاتها للقوانين الظالمة مثل قانون القومية وكمينيتس، بالإضافة لسياسة تصفية القضية الفلسطينية وتبنيها لما يسمى بصفقة القرن. بلا أدني شك القائمة المشتركة وناخبيها تعي جيدا ان حزب ازرق ابيض بفكره الصهيوني والايديولوجي ومواقفه اليمينية لا يختلف كثيرا عن الليكود وتعي ايضا تاريخ زمرة الجنرالات الحافل، ولا غانتس يختلف كثيرا عن نتنياهو ولا هو بملاك ولكنها اللعبة السياسية !!ففي عالم السياسة كل شيء وارد وممكن، وقد تتغير الامور بين عشية وضحاها وبشرط دون التخلي او الحياد عن الثوابت الأساسية والاستراتيجية من اجل كسب ما يمكن لمصلحة المجتمع العربي بموازاة المحافظة على خطاب سياسي واضح ومنضبط.

ونوه قائلا: ليس من الحكمة وليس من مصلحة جماهيرنا العربية التقوقع بأفكار قديمة غير مجديه، بل الاجدى رسم مسار جديد ورؤيا أكثر واقعيه وخطاب جديد وانتفاضه فكريه خلاقة لعلها تدفع ولو بخطوه مرحليه واحده بمجتمعنا العربي نحو افق جديد قد يكون أكثر املا للمستقبل. وهنا الشيء بالشيء يذكر، وهل تجربة الكتلة المانعة على غرار الكتلة المانعة عام 1993 غير جديرة ان نحذو حذوها؟! الم تحقق بعض المطالب للمجتمع العربي وساهمت بدفع عملية السلام؟؟ وهل كان رئيس الحكومة اسحاق رابين آنذاك اقل تطرفا وعنصرية من غانتس مثلا؟؟ وهو المعروف بصاحب سياسة تكسير العظام!! وهل نحن أكثر حرصا ومسؤولية من الراحل توفيق زياد والاخ عبد الوهاب دراوشة.

وختاما: القائمة المشتركة هي بارقة امل ويجب ان تبقى في هذا الوضع وعدم الانعزال والابتعاد عن المشهد السياسي فنحن نحمل مشروعا وطنيا ونتعامل مع قضايا حارقه ومصيريه، فالواجب يتطلب منا ان نبقى بقلب الحدث وان لا نغادره، والاولى ان تبقى المشتركة لاعبا سياسيا اساسيا مهما ومؤثرا في اللعبة السياسية وان ترفض محاصرة الاحزاب اليمينية، بل يجب ان تحاصر هذا الحصار وان تكسره ولفرض واقع سياسي جديد يخدم جماهيرنا العربية. ومن اجل ذلك اعطى شعبنا الثقة لنوابنا العرب في القائمة المشتركة لكي تغير قواعد اللعبة لعلنا نحقق بعض الانجازات ونتطلع الى المستقبل.

ما يميز هذه المرحلة من المفاوضات انها تتمحور حول صدق الديموقراطية الاسرائيلية

د. وائل كريم القيادي والناشط السياسي قال بدوره: ان هذا المخاض التفاوضي لا يمكن الاعتماد فيه على اي تصريح لأي جهة تناور من خلاله مع الأطراف الأخرى. ما يميز هذه المرحلة من المفاوضات انها تتمحور حول صدق الديموقراطية الاسرائيلية التي تجلت بهذا الذعر الذي أظهره نتنياهو من إمكانية دخول العرب الى الحلبة السياسية وكذلك محاولة غانتس الابتعاد قدر الإمكان عن هذه اللعنة التي تسمى اليسارية او الشراكة مع العرب. لقد استطاعت المشتركة من حيث لا تدري ان تحرج المؤسسة الاسرائيلية بشكل لم يسبق له مثيل، فقد كانت الحالة البديهية في السابق ان العرب لا يدخلون في اللعبة السياسية وأنهم ليسوا جزء من المفاوضات الائتلافية في اَي مرحله كانت، وعندما ابدت المشتركة بغالبيتها الاستعداد لدخول الحلبة والمشاركة، تعرت المؤسسة "الديموقراطية" مما تبقى من لباسها وبدى الارتباك والذعر يسيطر على لاعبيها. لقد تمكنت المشتركة من تحقيق إنجاز تاريخي حتى لو لم تدخل الحكومة الحالية ولكنها كسرت الحاجز الذي طالما ارتكزت عليه احزاب اليمين، ويمكن ان تكون رافعه لدخول قوى اخرى يهودية وعربية لم تشارك في الانتخابات في الفترات الاخيرة نتيجة يأسها من احتمال التغيير وكذلك من اداء اليسار البرلماني.

وختاما: ناهيك عن حقيقة مهمة وهي ان اي حكومة مستقبليه مع العرب او بدونهم سوف لن تستطيع تجاهل العرب وسن قوانين عنصريه لأنها أصبحت تواجه مجتمع واعيا مدركا لقدرته على تغيير المعادلات السياسية الإسرائيلية، لذا فعلينا ان نكون فخورين بهذا الإنجاز ومقتنعين اننا غيرنا بفهمنا الواعي خارطة الطريق الإسرائيلية حتى ولو بشكل جزئي، سوف يكون رافعه لخطوات استباقيه اخرى مستقبلًا تستطيع من خلالها الأقلية العربية ان تتحكم بقواعد اللعبة وتحصيل حقوقها الكاملة غير منقوصة.

تصريحات نتنياهو ممكن ان تودي بحياة رجل سياسي فلسطيني

الناشطة النسوية والسياسية، مديرة جمعية "تغيير"، فداء طبعوني قالت بدورها: العنصرية والفاشية التي يتصرف بها نتنياهو امر غير مفاجئ وهو استمرار لسياسته على مدار سنوات عديدة وخصوصا انه اليوم في ازمة ما يزيد من حدة العنصرية والفاشية تجاه المواطنين العرب الفلسطينيين داخل الدولة، اعتقد ان كل المرشحين ليبرمان غانتس او نتنياهو لا يملكون مصداقية تجاهنا كعرب في الدولة ممكن ان نكون شركاء في هذه العملية وانا أرى ان شراكتنا يجب ان تكون مع حكومة تسعى الى انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية الى جانب الإسرائيلية، واي اتفاقية أخرى لا يمكن ان نكون جزء منها لأننا جزء من الشعب الفلسطيني ومستحيل ان نكون داخل حكومة تحتل شعبنا.

ونوهت: تصرف نتنياهو وتصريحاته تعدت الخط الأحمر ويجب مقاضاته على تصريحاته العنصرية والفاشية ضدنا كشعب، وللأسف الشديد التوجه العام في الدولة ممكن ان يودي بحياة رجل سياسي فلسطيني بسبب هذا التحريض الارعن وعدم اعطاءنا الشرعية كمواطنين والتحريض ضدنا من قبل قيادات على منصات عامة، ونتنياهو يمثل فريق كامل يمارس التحريضات بطرق مختلفة.

أي لعب من قبل نتنياهو وليبرمان بالعصا السحرية التي اسمها المشتركة هدفها الدفع بغانتس ونتنياهو الى إنشاء حكومة وحدة وطنية

الناشطة السياسية والاجتماعية سماح سلايمة قالت: لا اصدق عناوين يسرائيل هيوم بالمجمل. هذه الجريدة أصبحت منذ زمن بوق سلطة نتنياهو ويملي عليها ما يجب ان ينشر. كل أعضاء المشتركة اكدوا عدم التوجه اليهم باي طلب لدعم حكومة ضيقة او واسعة، ولن تدعم المشاركة حكومة يكون فيها ليبرمان وزير ، فإن كان تحريض نتنياهو موسمي في الانتخابات وبعدها فإن ليبرمان قائد الأوركسترا التحريضية بامتياز على مدى عشرين عاماً، وإذا كان نتنياهو يحرض لخدمة مصالحه الشخصية، وينسحب ويتراجع بعد العاصفة السياسية فإن ليبرمان محرض ممنهج ويؤمن فعلاً بترحيل العرب وبرنامج الترانسفير وتبادل المناطق، وهو مهندس قانون المواطنة وعدم إعطاء عشرات الآلاف من المواطنين حق تجنيس ذويهم وغيرها من قوانين عنصرية سنها ضد العرب وضد الفلسطينيين.

وتابعت: أي لعب من قبل نتنياهو وليبرمان بالعصا السحرية التي اسمها المشتركة حالياً هدفه الاول والأخير الدفع بغانتس ونتنياهو الى إنشاء حكومة وحدة وطنيه. انا متأكدة ان اول قانون سيقترحه ليبرمان وقطعان الليكود سيحاول منع استلام ايمن عودة رئاسة المعارضة حتى. لكي يمنع العرب من دخول اي منصب يقربهم من الحكم والتأثير. اعتقد انه ما دام هناك اتفاق بين كل الاحزاب الصهيونية ان دور الفلسطينيين هو فزاعة لليهود لا أكثر، فان على المشتركة اداء دور فزاعة قوية وغير قابله للكسر ابداً صامدة ومؤثرة.

ونوهت قائلة: هناك جوانب ايجابيه من كل المسرحية المستمرة في ساحة اسرائيل السياسية وهي ان القائمة المشتركة شئنا ام ابينا موجودة في المعترك السياسي بقوة، وهناك من بدأ يستوعب فكرة حق المواطن العربي بالسلطة والمشاركة الحقيقة فيها، حتى لو كان المجتمع الاسرائيلي غير جاهز ديمقراطياً ونفسياً لمجرد الفكرة، فان المواطن العربي لا يمانع دخول اللعبة، واعطى ضوء اخضر للقيادة بملاحقة العيار لباب الدار، وكل خطوة للأمام تكشف لنا وللعالم عورات الديمقراطية الاسرائيلية المعدة والمبينة لليهود فقط.

ليبرمان لن يصفي حساباته مع نتنياهو بالاستعانة بالقائمة المشتركة التي وبكل سذاجة

الإعلامي محمد السيد قال: من الصعب جداً أن يتمكن بيني غانتس من تشكيل حكومة ضيقة تستند إلى الأحزاب العربية وحزب "إسرائيل بيتنا" نظراً للبون الشاسع في المواقف والبرامج، إن لم نقل إنه من المستحيل أن يتم ذلك. عدد من أعضاء الكنيست العرب تحولوا للأسف إلى أداة بيد كلا المعسكرين للتلويح بهم كلٌ في وجه الآخر، وفي النهاية سيجدون أنفسهم خارج المعادلة كما دائماً، فما بالك إذا كان الحديث عن شراكة في حكومة مع افيغدور ليبرمان ألد الأعداء السياسيين للعرب؟

ونوه: ليبرمان نجح في إقحام إسرائيل في انتخابات ثانية فقط من أجل تصفية حسابات مع نتنياهو، لكنه في الوقت ذاته لن يصفي حساباته هذه بالاستعانة بالقائمة المشتركة التي وبكل سذاجة ربما أو غباء سياسي أو ربما هوس لدى البعض لتجاوز عضوية الكنيست والسعي للقب معالي الوزير.

وعقب قائلا: توقعاتي أن المرحلة القادمة ستشهد محاولات حثيثة لتشكيل حكومة "وحدة" وفق طرح الرئيس ريفلين وبضغط من ليبرمان، وإن لم تنجح هذه المحاولات فالوجهة ستكون نحو انتخابات ثالثة، ولكنها قد تجري بعد قبول ليبرمان على مضض تشكيل حكومة مؤقتة مع العرب فقط من أجل إبعاد نتنياهو عن الساحة السياسية، ويكون بذلك قد استخدم العرب لتمرير برنامجه كما فعل ذلك من قبله بنيامين نتنياهو عندما استعان بالعرب لتعيين مراقب الدولة.

محاولة تشويه صورة المجتمع العربي والتحريض عليه من قبل رئيس الحكومة هدفه الحفاظ على حكومته

محمد يحيى أمين عام حزب الوحدة الشعب: من أسس الديموقراطية امكانية الأقلية ان تصبح اغلبية وان تشارك في الحكم او تغييره. ان محاولة تشويه صورة المجتمع العربي والتحريض عليه من قبل رئيس الحكومة مصدرا للعنف هدفه الحفاظ على حكومته في نهايتها التي تبدو قريبة.

وتابع: نحن في حزب الوحدة الشعبية وجهنا رسالة واضحة لرئيس الدولة والمستشار القضائي للحكومة للحد من تصرفات رئيس الحكومة قبل تدهور الوضع. كل الخيارات محتملة والأهم هو اتحاذ القرار المناسب. الليكود يستعمل المشتركة فزاعة حتى تحول دون قيام حكومة بديلة ويبدو ان انتخابات ثالثة هي سيد الموقف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]