فقدت سهام اغبارية من ام الفحم أبنيها وزوجها قبل ثمانية سنوات بعد ان قام ملثم مجهول الهوية يرتدي بزة عسكرية بانتهاك حرمة بيتهم واقتحامه وإطلاق النار عليهم خلال نومهم في منزلهم امامها وامام باقي افراد العائلة، تعود سهام بالذاكرة الى الوراء وتروي تفاصيل ما حصل تلك الليلة التي فقدت بها نصف عائلتها لتكون المصيبة مضاعفة زوجها وابنائها، وتقول بانها لا تنسى ما مر عليها تلك الليلة العصيبة، ليلة كانت هادئة هدوء غريب ونظرت الى الساعة حينها كانت بالتحديد 10:03 دقائق ولا انسى هذا التوقيت قبل ان انام طلب مني ابني المرحوم احمد كان حينها 16 عاما ان ينام في نفس الغرفة التي انام بها الى جانب اخوته الاصغر منه وطلب مني ان اغطيه وللحظة تبادلنا انا وهو نظرة غريبة ولا اعلم ما سببها لم يكن زوجي حينها في البيت ولا ابني محمود المرحوم الثاني، في العادة اصحو عندما يعود زوجي وولدي الثاني الى البيت ولكنني في هذه الليلة لم اشعر بعودتهم فقط استيقظت من النوم مرة واحدة وشعرت بان ريح قوية دخلت البيت وشخص ما قام بفتح الباب بقوة وفتحت عيوني ورأيت حينها شخص يلبس ملابس جيش ويقف فوق رأس ابني احمد رحمه الله ويقوم بإطلاق النار عليه، ومرت ثوان وخرج الشخص من الغرفة فنهضت من مكاني ووقفت فوق رأس ابني احمد واخوته، ورأيت احمد مدرج بدمائه لا يتحرك، عندها ذهبت الى الغرفة الأخرى فوجدت ابني محمود رحمه الله ينام على ظهره وظهره أيضا مدرج بالدماء لكنه ما زال يتنفس عندها ذهبت بسرعة الى غرفة الصالون ورأيت والدهم أيضا ميت بعد ان قام المجهول بإطلاق الرصاص عليه، عندها قمت بسرعة بالاتصال بالإسعاف في محاولة لإنقاذ ابني محمود الذي كان يتساءل طيلة الوقت ما الذنب الذي اقترفته حتى يقتلوني، ويقول بانه لم يخطئ، وحتى اللحظة الأخيرة كان يوصي محمود اخوته بان يعتنوا بي لأنه سيموت، الإسعاف حينها لم يأت سريعا كان يسالنا ان توقف اطلاق الرصاص حتى جاءت سيارة الإسعاف واخذته ومنعوني من مرافقته، بعد ساعتين في الثانية ليلا في التحديد توجهت الى مركز الشرطة حيث بدأ الشرطي بالتحقيق معي واستمر التحقيق حتى ساعات الصباح، عندها وصلني الى مركز الشرطة ان ابني الاخر محمود قد توفي أيضا.

الشرطة لم تبحث عن القتل وطلبت مني دليل!

وتابعت بسرد ما حصل منذ الحادثة: منذ الحادثة وحتى اليوم لا زلت أتذكر كل تفصيل، هناك من دعمني في العائلة ولكن اولادي مروا بحالة نفسية سيئة وتلقوا العلاج النفسي حتى يمروا هذه الازمة ويستطيعون ان يتحدثوا بشكل سليم مجددا، صبرت كثيرا حتى احمي اولادي المتبقين، وهناك من المجتمع من لام احد أبناء واتهمه بانه نذل لأنه لم يأخذ بثأر ابيه واخوته وانا منعته من القيام بذلك، لا اريد ان اتعامل مثل القتلة ولا اريد ان اخسر باقي ابنائي، هناك دولة وقانون هم سيحاسبون القتلة، وقد توجهت الى جهات حكومية مختلفة منها رئيس الوزراء نتنياهو الذي وعدني بإيجاد القتلة ولكن دون جدوى وكل مرة ارسل مكتوب اسالهم عما حصل يقولون لي بان القضية قيد البحث وفي النهاية قاموا بدعوتي الى مركز الشرطة في حيفا وطلبوا دليل حول هوية القاتل، قلت له حينها انه هم من عليهم إيجاد الدليل وليس انا، عندما يقتل يهودي في أي منطقة فان جريمة القتل تحل سريعا ويتم القبض على القاتل خلال يومين، ولكن منذ ان حصلت جريمة قتل ابنائي وزوجي ولم يتم القبض على الجانب علمت حينها ان الجريمة لن تتوقف، جاءوا الى عقر بيتي وقتلوا ابنائي وزوجي والمجرم ما زال حرا طليقا فقد اعطى الضوء الأخضر لباقي المجرمين لانهم يريدون ان تستفحل الجريمة في المجتمع العربي، وعندما يشك العربي بشخص ما بانه هم من قتل قريبه يذهب ليأخذ حقه ويقتله بالمقابل لان الشرطة لا تقوم بواجبها وعندها الجريمة لا تتوقف، قبل ثمانية سنوات لم يكن الاجرام بهذه الوتيرة بينما منذ ان قتل زوجي وابنائي الجريمة لم تتوقف.

لم يسأل عني أي عضو كنيست لا قبل الانتخابات ولا بعدها

وأكدت اغبارية انها توجهت الى عدد من المسؤولين لمساعدتها بالضغط على الشرطة ومعاقبة القاتل ولكن لم يحرك أحدا ساكن وقالت: اليوم انا اعلم ان حقي فقط سآخذه عند الله، لأنني توجهت الى جهات عديدة وطلبت حتى من النواب العرب ان يدعمونني في نضالي وقتها اعلن النائب احمد الطيبي والنائب عفو اغبارية وعدة نواب دعمهم لي وفي النهاية اكتشفت انها دعاية إعلامية ليس اكثر ولم يدعمونني، لذلك قررت ان لا اصوت في الانتخابات البرلمانية، لم يسأل عني أي عضو كنيست لا قبل الانتخابات ولا بعدها، كل ما تقوم به القيادات من هبة شعبية قمت به لمدة اربع سنوات مظاهرات واحتجاجات ولكن في النهاية لم يتم القبض على الجاني، واكتشفت انه لا يوجد فائدة مما أقوم به لان هدف الشرطة ان نصل الى ما وصلنا اليه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]