بعمق أجواء بحرية تغمرها نسمات هواء الشاطئ وتراقصها موسيقى الموج، اختتمت مدرسة حسكة لتعليم ركوب الأمواج، اليوم السبت، دورة الركمجة لعام 2019.
حصل أكثر من 70 مشارك ومشاركة على شهادة إنهاء الدورة، في حفل مميز نظمته إدارة حسكة، في قرية الصيادين في جسر الزرقاء الساحلية، بحضور الأهالي والداعمين.
وقال المدرب راكب الأمواج الأول ومؤسس المبادرة في جسر الزرقاء، محمد جميل: "يسرني اليوم تسليم الفوج الخامس شهادات تخرج لإنهائهم الدورة بنجاح. من عام لآخر نشهد ازديادا في عدد المشاركين في الدورة من أطفال وبنات وأولاد وشباب وهذا يثلج صدري ويؤكد أن رياضة الركمجة أصبحت تشيع وتنتشر في مجتمعنا، لاسيما وأن هذا العام استقبلنا طلابا من حيفاـ باقة الغربية، جت والفريديس". وأضاف جميل أنه اكتشف خلال دروس التدريب مهارات وطاقات كبيرة لدى الأطفال، حيث تعلموا بسرعة ونجحوا في ممارسة الرياضة والوقوف على خشبة التزلج وتحدي الأمواج ومخاطر البحر.
حسكة ليست مجرد مدرسة لتعليم رياضة ركوب الأمواج
مرشدة السباحة ومدربة الركمجة الرياضية حمامة جربان أشارت في كلماتها إلى أن حسكة ليست مجرد مدرسة لتعليم رياضة ركوب الأمواج، بل هي أكثر من ذلك، كونها تنمي لدى الطالب والطفل والشاب قيم التربية والتحدي والصبر والعمل الجماعي والتسامح. وأردفت "في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها مجتمعنا من مظاهر عنف وجريمة وتفكك مجتمعي، نحتاج لكل مبادرة اجتماعية وتربوية ورياضية وغيرها لتحتضن الأبناء والبنات وتوفر لهم مكانا لتحقيق الذات وممارسة مواهبهم وتفريغ طاقاتهم وتنمية قدراتهم، ونحن في حسكة وضعنا نصب أعيننا بأن تكون المدرسة إطارا حاميا للشباب وداعما وحاضنا وموجها ومطورا ينمي الخير وينشر المحبة والسلام".
وشدد مدير مدرسة حسكة ومدرب الركمجة، سامي العلي، على أهمية المشروع في أبعاده المختلفة وقال: "إن حسكة مشروعا إنسانيا وطنيا واجتماعيا رياضيا، له مركزية وأهمية في حياتنا كأبناء وبنات البحر. الركمجة تجسد علاقتنا الوطيدة مع البحر الذي يعتبر جزء أصيل من حياتنا وتاريخنا وتراثنا وهويتنا، لجانب كون هذه الرياضة وسيلة صمود وثبات نتحدى من خلالها الحصار والأزمات والضائقة وسياسات الفصل والتهميش والعنصرية الإسرائيلية."
وأنهى العلي حديثه بالقول: "حسكة أول مدرسة عربية لركوب الأمواج، تأسست قبل 5 سنوات بمبادرة راكب الأمواج محمد جميل، وتشهد في السنوات الأخيرة تطورا وإقبالا كبيرا من داخل وخارج القرية. طموحنا توسيع هذه الرياضة وإشاعتها أكثر في المجتمع العربي، خصوصا وأنها غير رائجة كبقية الرياضات الشعبية، ونسعى إلى إقامة نادي لركوب الأمواج وبناء شراكات مع مبادرات مشابهة وخوض بطولات ركمجة محلية وعالمية. هدفنا أن تكون حسكة وطلابها رائدين في هذه الرياضة، تتبوأ المراتب العليا. جسر الزرقاء القرية العربية الوحيدة الباقية على شاطئ البحر ويجب أن تتميز وتسمو في الرياضات البحرية. نحمل رسالة واضحة للمجتمع وللعالم؛ مع حسكة نركب أمواج الحرية ونكسر الحصارات والصورة الدونية".
وتقدم إدارة مدرسة حسكة الثناء للسيد خالد أبو ندى على دعمه للمشروع وتطوعه في تدريب الطلاب لجانب طاقم المدربين، كما ترفع الشكر للأهالي على تبرعهم لحفل الختام.
[email protected]
أضف تعليق