يأتي الاحتفال باليوم العالمي للسياحة في الوقت الذي تحقق فيه دولة الإمارات قفزات نوعية على صعيد النمو في أعداد الزوار والطاقة الفندقية والمساهمة في الاقتصاد الوطني.

اللامستحيل هو ما تجسده مسيرة تطور القطاع السياحي الذي انتقل من منطقة صحراوية بلا سياح إلى نحو 21 مليون زائر بنهاية العام الماضي ومن صفر مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 161 مليار درهم، ومن المتوقع أن ترتفع المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى 234.2 مليار درهم بحلول 2027 ، الأمر الذي يلخص حركة التطور والنمو الذي شهدها القطاع السياحي الذي اعتمد منذ نشأته على استراتيجية التكامل بين مكونات البنية التحتية المتطورة للسياحة، والتوجهات الحكومية الرامية إلى تعزيز الاستثمار في هذا القطاع بجرأة كبيرة.

نموذج عالمي

شكل نجاح القطاع السياحي في الإمارات نموذجاً ملهماً للعديد من الدول، خاصة وأن الإمارات استطاعت أن تعزز مكانتها على خارطة السياحة والسفر العالمية لتصبح واحدة من أهم وأكبر الوجهات السياحية العالمية، بحسب العديد من التقارير والمؤشرات الدولية العالمية المتخصصة.

واستحوذت الإمارات على 26.93% من إجمالي حجم الإنفاق على السياحة الترفيهية في منطقة الشرق الأوسط خلال عام 2018، والذي بلغ نحو 505.7 مليارات درهم بحسب بيانات مجلس السياحة والسفر العالمي.

وتوقع المجلس أن يرتفع الإنفاق على السياحة الترفيهية في السوق الإماراتية من 145.3 مليار درهم خلال العام الجاري إلى 158.7 مليار درهم في 2020، بنسبة نمو تصل إلى نحو 9.22%. وأشار إلى أن حجم الإنفاق على السياحة الترفيهية نما بنسبة 12% بين عامي 2010 و2018.

وتوفر السياحة بشكل مباشر حوالي 325 ألف فرصة عمل في الدولة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا المعدل بنسبة 2.4 % سنوياً ليوفر 410 ألاف وظيفة، أي ما يعادل 5.9 % من مجموع الوظائف في عام 2027.

ووفقاً لمؤشرات تقارير التنافسية العالمية عام 2018 .. فقد احتلت الإمارات المركز الأول عالمياً في مؤشر أولوية قطاع السياحة والسفر لدى حكومة الدولة، ومؤشر استدامة التنمية في قطاع السياحة والسفر، ومؤشر فعالية التسويق لجذب الزائرين، ومؤشر البنية التحتية لقطاع السياحة، ومؤشر تواجد كبرى شركات تأجير السيارات، ومؤشر جودة الطرق، إضافة إلى المركز الثاني عالمياً في مؤشر الأمن والأمان، والمركز الثالث عالمياً في مؤشر البنية التحتية لقطاع الطيران.

فنادق

وتابع قطاع الفنادق في الإمارات تحقيق المؤشرات الإيجابية في النمو والازدهار من حيث عدد النزلاء وعدد المنشآت، فعلى سبيل المثال ارتفع عدد الغرف الفندقية في إمارة دبي إلى 115 ألفاً و967 غرفة خلال عام 2018 وفي أبوظبي سجل القطاع الفندقي أرقاماً قياسية جديدة مستقطبة 5 ملايين و 45 ألف نزيل في 168 منشأة فندقية.

أسواق جديدة

ونجحت دولة الإمارات من خلال هيئاتها ودوائرها السياحية والشركاء بالقطاع الخاص في اختراق أسواق سياحية جديدة، بدعم من توسع الناقلات الوطنية، لذلك نلاحظ وجود نمو في أعداد السياح الآسيويين والروس والصينيين ونمو في أعداد السياح من منطقة أمريكا اللاتينية وأفريقيا.

خيارات

وتحتضن دولة الإمارات العديد من الخيارات السياحية التي تجمع بين الحداثة والتاريخ والمعالم الطبيعية والصناعية مثل برج خليفة ومتحف اللوفر وبرواز دبي ومشاريع جزيرة ياس والسعديات ومنطقة القصباء ومحمية الزوراء الطبيعية وجبل جيس وغيرها من المعالم التي شكلت أيقونات سياحية عالمية، كلها قد أسهمت في استدامة النمو السياحية وعززت من مكانة القطاع على الخريطة الإقليمية والعالمية.

ونجحت الإمارات في ابتكار المنتج السياحي الذي يتناسب مع متطلبات السياحة العائلية وسياحة الترفيه وسياحة الأعمال وسياحة الحوافز والمؤتمرات والمعارض وسياحة المهرجانات بالإضافة إلى أنها حققت قفزات نوعية فيما يتعلق بتوفير المنتج الخاص بالسياحة العلاجية والرياضية والسياحة البحرية.

وتعتبر سياحة الترفيه من اهم العوامل الداعمة لتطور ونمو القطاع السياحي بالإضافة إلى سياحة المعارض والمؤتمرات وسياحة التسوق والسياحة الصحراوية والسياحة البيئية والسياحة البحرية بالإضافة إلى أن دولة الإمارات حققت نجاحات في السياحة العلاجية والرياضية والثقافية والفنية .

عوامل

ويرى مراقبون أن هناك 5 عوامل أساسية ساهمت في انتعاش القطاع وتفوقه على الكثير من عواصم السياحة العالمية والتي تتمثل أهمها في المبادرات النوعية والدعم اللامحدود من الحكومة للقطاع السياحي الذي يعول عليه بشكل كبير في قيادة قاطرة اقتصاد ما بعد النفط، ويرجع العامل الثاني إلى الموقع الجغرافي الذي تتمتع به الإمارات الذي يعتبر حلقة وصل بين الغرب والشرق في ظل وجود شبكة قوية من رحلات الطيران التي تربط الإمارات بالعالم، لاسيما عبر طيران الإمارات والاتحاد للطيران والعربية للطيران وفلاي دبي.

وشكل حجم الاستثمارات الضخم بالبنية التحتية للقطاع السياحي بمجالاته المختلفة خصوصاً في الترفيه والتسوق والأعمال والمؤتمرات العامل الثالث الذي ساهم في النمو المستدام للقطاع السياحي، في حين يشكل مناخ الاستقرار والأمن الذي يتوافر بالدولة واحداً من أهم عوامل الانتعاش السياحي، أما العامل الخامس فيرجع إلى استراتيجية التنوع التي اعتمدتها الإمارات وعدم اعتمادها على أسواق معينة، الأمر الذي مكنها من تجاوز الأزمات التي واجهت القطاع خلال السنوات الماضية والتي كان مصدرها أسواق وظروف عالمية.

الأنماط السياحية

تعتبر سياحة التسوق أحد أبرز الأنماط السياحية في الإمارات حيث تجذب في كل عام إلى مراكز تسوقها الضخمة كدبي مول وأبوظبي مول، وأسواقها التقليدية العريقة ملايين المتسوقين الذين يأتون من كل ركن من أركان العالم بحثاً عن أجود وأفضل السلع والمنتجات.

وتعد الإمارات أحد أبرز وجهات السياحة التاريخية والثقافية في المنطقة بفضل غناها بالمواقع الأثرية والمتاحف والصروح الثقافية والفنية التي تستضيف أهم الأحداث والمهرجانات العالمية.

وتشمل قائمة المواقع التراثية في الإمارات كلاً من قصر الحصن وقلعة المقطع في أبوظبي، وقلعة الجاهلي في العين، ومتحف وقلعة الفهيدي في دبي، وموقعي المليحة ومويلح في الشارقة، وقلعة مصفوت والحصن الأحمر في عجمان، وقلعة ضاية والجزيرة الحمراء في رأس الخيمة، وقلعة الفجيرة وقصر الحيل في الفجيرة، وتل أبرق وجزيرة الأكعاب في أم القيوين.

وبالإضافة إلى المتاحف والقلاع التاريخية باتت دولة الإمارات وجهة استثنائية للفنون على اختلاف أنواعها، حيث تقام وعلى مدار العام المعارض الفنية والمهرجانات الموسيقية والعروض المسرحية.وتبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من الوجهات الرئيسية المفضلة على مستوى العالم في سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض. وقطعت الإمارات أشواطاً متقدمة على صعيد السياحة العلاجية، وتضم العديد من المنشآت الطبية المتخصصة التي تستقبل الزوار بغرض العلاج من جميع أنحاء العالم مثل (كليفلاند أبوظبي) و (مدينة دبي الطبية)وغيرها.

وتتميز الإمارات بالسياحة الصحراوية وتعتبر الصحراء واحدة من أهم المزارات السياحية التي تستقطب كل عام أعداداً متزايدة من السياح من مختلف الجنسيات، وتأتي البرامج الصحراوية على رأس اهتمامات الزوار خاصة خلال فصل الصيف.

مبادرات


وتلقى قطاع السياحة في دولة الإمارات دفعة معنوية ومادية كبيرة للمضي قدماً في تحقيق مزيد من الإنجازات وذلك بعد أن تبنت الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2018 ضمن أعمال دورتها الثانية في أبوظبي، 3 مبادرات هادفة لتعزيز القطاع السياحي في الدولة.

وشملت المبادرات إطلاق (الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية) التي ترتكز على استشراف المستقبل والابتكار والتكنولوجيا وتحقق استدامة السياحة، كما تم إطلاق مبادرة هوية الإمارات السياحية الهادفة إلى تطوير هوية سياحية جديدة تدعم رؤية الدولة لقطاع السياحة والترويج للمقصد الواحد، كذلك تبنت الاجتماعات السنوية مبادرة آليات تعزيز القطاع السياحي التي تتضمن إجراء دراسة تفصيلية لوضع ملف الرسوم والضرائب المفروضة على قطاع السياحة بالدولة.

وتعمل الإمارات على تسهيل إجراءات السفر، وتعزيز تألقها في قطاع الفنادق خصوصاً فيما يتعلق بالفنادق متوسطة التكلفة، والتوسع في افتتاح المرافق والوجهات السياحية، فضلاً عن تعزيز سياحة الأعمال والمؤتمرات والسياحة العلاجية.

21.53

توقعت مؤسسة «بزنس مونيتور» ارتفاع عدد السياح الدوليين القادمين إلى الإمارات خلال 2019 إلى 21.53 مليون سائح، بنمو متوقع قدره 5% عن عام 2018. وأن ترتفع عائدات القطاع إلى 150.97 مليار درهم، من 135.27 مليار درهم في 2018، بنسبة نمو قدرها 11.6%، وأن يواصل القطاع النمو في عام 2020 لتصل عائداته إلى 167.4 مليار درهم، بنمو قدره 10.9% قبل أن ترتفع العائدات بنسبة 10.5% في 2021 لتصل إلى 185 مليار درهم، وإلى 204 مليارات درهم في العام 2022 بنمو نسبته 10.4%.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]