المسند أو المتكأ هو الوسادة التي تتلقف أجسامنا وتهب ظهورنا الراحة، فتخفف تشنجات العضلات والضغط في أطراف الجسم. وإلى جانب دورها العملي في تقديم الراحة، تكاد تكون اللمسة الأخيرة التي تعطي الغرف شخصيتها وهيبتها.

تقول المهندسة الفنانة رنا الخليل: في الفترة التي كنت أبتاع فيها أثاث منزلي، اكتشفت أهمية الوسادة في إضفاء شخصية خاصة لكل غرفة في البيت.

وتلفت إلى أن معظم العائلات كانت تفضل الخيار الكلاسيكي من حيث الشكل واللون خاصة في الصالون، حيث اللونين البيج والبني ومشتقاتهما تربعت في صدر البيت لسنين طوال.

ومن أراد التجديد حينها أدخل الزيتي والعنابي من دون التخلي عن البيج، وبالطبع تبنت الستائر والكراسي والوسائد وأغطية الطاولات هذه الألوان.

بدأ السوق اللبناني يصنع ويستورد في العقد الأخير أقمشة مختلفة الطبعات والرسوم، لم يتخل بالطبع عن "السادة" والمقلم والمخطط والأشكال الهندسية والأزهار بأنواعها، إلا أنه أدخل روحا جديدة برسوم وخطوط عربية وأجنبية وصور حيوانات ونباتات وصور لمشاهير الفن والسياسة.

تقول الرنا خليل إن رحلتها مع اقتناء الوسائد كان دافعها الرغبة في مشاهدة صور لطائر البوم في كل مكان، و"طالما لا أحبذ امتلاك الطائر في قفص بالمنازل ولا جثته المحنطة بعد موته، ارتأيت أن أضع صورته في كادر وسادة".

من البوم والذئب والفيل إلى سيدات منطلقات في الحياة والفرح، وكلمات وجمل ودراجات هوائية، مجموعة تقول رنا إنها تعكس أفكارها وتحرص على إثرائها من السوق المحلية أو طلبا عبر مواقع البيع على الإنترنت.
كيف بدأت قصة الوسائد "الأوريجينال" -الأصلية الفكرة والتنفيذ- في بيروت؟

بدأت رنا الخليل رحلة خاصة بها في عالم الديكور الثقافي منذ حوالي 15 عاما، وأرادت للمنازل التي تصممها وتصمم ديكورها هويات مختلفة مبدعة.

فأقامت عدة معارض في حينها، أحدها تحت عنوان "بيت الصحافي"، وآخر "بيت الفنان".

في هذين البيتين فتحت نافذة الإبداع على مصراعيها، من تصميم الكراسي والطاولات والستائر والوسائد بطرق مبتكرة، فوسائد الصحافي عبارة عن افتتاحيات رؤساء تحرير كأنها مقصوصة من الجرائد.

أما صالون الفنان فاسمه بتهوفن وطاولة الموسيقى عبارة عن بيانو، والوسائد عليها صور فيروز وكركلا.

كانت رنا رائدة في هذا المجال قبل أن تنتشر في السوق اللبناني جملة من الخيارات.

تعتبر رنا الوسائد جزءا منسابا مع باقي الديكور، والأهم بالدرجة الأولى أن تكون محشوة بطريقة تجعلها مريحة، إذ يوضع فوق الإسفنج طبقة من الريش تجعل الظهر يغرق بسلاسة في المقعد.

وتقول إن من المهم جدا الانسجام بين الجدران والأثاث والستائر والطاولات والوسائد، وتقول إن أغلب الزبائن يفضلون الكلاسيكية من حيث الشكل واللون، وتبذل جهدا كبير لإقناعهم بإدخال عنصر مختلف، كتلوين الجدران أو أشكال المقاعد أو مزج ألوان خاصة لدى الذين يخافون من التغيير.

وجهان لوسادة واحدة
عن أشكال الوسائد تقول رنا إن معظم وسائد الصالون يجب أن تكون مريحة جدا، ومن الممكن إضافة أشكال عصرية أو قديمة تضفي سحرها الخاص ولا تكون كثيرة العدد.

وفيما يخص التنوع في الأشكال فاللائحة طويلة. ولكن الوسائد العملية والمريحة هي ذات الشكل المربع أو المستطيل، وحيز الإبداع فيها لا يقل عن الأشكال المبتكرة. ويمكن إدخال أقمشة مختلفة أو تطريزات أو كشكش وخرز، ويمكن جعلها على شكل ظرف أو علبة.

الأقمشة التي يصنع منها غطاء الوسائد عديدة، المهم بحسب رنا أن تناسب قماش الأريكة الموضوعة عليها وتنسجم معها. من الممكن أن تكون الأقمشة مخملية أو من الساتان أو مزينة بالستراس.

وعما إذا كان من الأفضل تغيير أغطية الوسائد بين الفصول، تقترح رنا أن يكون للوسادة وجهان مختلفان بحيث يصبح التغير في المناسبات أو في الفصول غير مكلف ماديا، إذ يكفي أن تقلب الوسادة إلى الجهة الأخرى.


وتعتبر رنا أن تصرف بعض الأشخاص أحيانا باستبدال الوسائد المصنوعة أصلا لطقم جلوس معين قد يخرب العمل الفني لها من دون إضافة جمالية.

والفرق بين التنفيذ والصالونات الجاهزة يكمن في الفرادة أو التميز، وتبدأ هذه الخطوة من محلات الأقمشة للاطلاع على الجديد، ثم التفكير بنوع الأريكة -كلاسيكية أو مودرن- مع خشب ظاهر أو مغطى بالقماش بالكامل، وهي التي تحتمل أكثر من غيرها التنوع في الوسائد.

تقول رنا إنها لا تحبذ الصور على الوسائد كيفما اتفق، إذ يجب أن يكون لها معنى وأن توضع في إطارها، لهذا أقامت معارض لإظهار كيفية تنسيق الديكور.

وتضيف أن لكل صالون قصة، فليس من المستحسن رمي الوسائد عشوائيا. المهم أن نعرف ماذا نريد أن نخبر من ديكور صالوننا، فالبعض يفهم أن العصري هو أي مزج كيفما اتفق، والحقيقة أنه يعتمد على البساطة وليس على جمع الأشياء عشوائيا، المهم معرفة ماذا نريد.

\
تعتبر رنا أن الأشخاص الكلاسيكيين يخشون التغيير، فعندما تريد إضافة لمستها تعمل على إقناعهم بإدخال تغيير طفيف على الكلاسيكي، كتلوين حائط أو إضافة رسوم خفيفة عليه.

أما بالنسبة للذين يريدون إدخال روح جديدة غير تقليدية، فهي تحرص على المحافظة على الأسس العامة، وتدرس كيفية إدخال روحية تشبه شخصية صاحب البيت.

يبقى أن لكل شخص ذوقه الخاص باختيار شكل ولون ومحتوى وسائده التي تشبهها رنا بالكحل في عين المرأة، لما تضفيه من جمالية.

المصدر : الجزيرة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]