"حزبنا، حزب الوحدة الشعبية، تشكل على ضوء فشل القيادات العربية على مدى عشرين عاماً، ومن خلال ضلوعي بالعمل السياسي طوال ثلاثين عاماً، اتضح لي ان العمل السياسي لا يأتي بأية منفعة لشعبنا سوى التمثيل الرمزي للهوية".

هذا ما قاله البروفيسور أسعد غانم، رئيس حزب الوحدة الشعبية (والمرشح الثامن في قائمته الانتخابية) في مقابلة مسهبة مع موقع "بكرا".
وأضاف في هذا السياق انه عندما أقيمت القائمة المشتركة في المرة الأولى وجه مع آخرين رسالة الى لجنة الانتخابات المركزية تضمنت التأييد لرفع نسبة الحسم" بعكس سائر الأحزاب العربية" – كما قال، مضيفاً انه بعد تشكيل المشتركة بدأت الخلافات بين مركباتها "حول المقاعد وليس حول المبادئ والبرامج ومصالح الجماهير، وأتحدى أن يأتيني كائن من كان بإنجاز جماعي واحد لشعبنا حققته المشتركة طوال أربع سنوات من عمرها" – على حد تقييمه، مشدداً على الخلافات مدة طويلة على المقاعد، ما أدى الى تفكيكها.

70% من شعبنا سئموا "المشتركة" 

وفي هذا السياق نقل البرفيسور عن النائب أيمن عودة قوله ان تفكك المشتركة نجم عن تدخلات خارجية (من دول الخليج، ولا سيما دولة الامارات وامارة قطر، اللتين وصفهما سوية مع محمود عباس ويهود أمريكا بأنهم "يستثمرون مواردهم وأموالهم فينا كشعب وكأننا مزرعة تابعة لهم".

وحول دواعي تشكيل حزب الوحدة الشعبية، قال البروفيسور اسعد غانم، ان ذلك عائد الى ان 70% من الجماهير قد سئمت المشتركة ومركباتها، فنشأت الحاجة الى تشكيل الحزب وقائمته الانتخابية. وهنا شدد على انه بدئ بتشكيل الحزب قبل بضعة شهور "لأننا كنا نستعد للانتخابات المتوقعة بعد عامين، وليس بعد بضعة شهور" – كما قال.

ورداً على سؤال حول عدم استجابة الحزب الجديد للانسحاب من المعركة الانتخابية، قال غانم ان السبب يعود الى كون المشتركة "مشروعاً فاشلاً وإقصائياً، ولأننا نلقى ترحاباً لدى الجماهير، ولان مركبات المشتركة رفضت اقتراحاتنا ببناء مشروع وطني مشترك، لمنفعة شعبنا وضمان إدخال شخصية مثل مازن غنايم الى الكنيست، وإقامة تحالفات جديدة أوسع " – على حد تعبيره، مكرراً تصميمه وحزبه على إقامة الصندوق الوطني لدعم الأهل الصامدين في النقب بمواجهة خطر الهدم والتشريد والترحيل.

"نقترب من (100) ألف صوت"

ورداً على سؤال حول مصدر ثقته من أي حزب سيكون نداً جديراً للمشتركة بمركباتها العريقة قال البروفيسور اسعد غانم ان حزبه الوحدة الشعبية يضم شخصيات عريقة أيضاً وذات شعبية وتجربة ومراس في العمل السياسي "ورغم عراقة قادة وأحزاب المشتركة فقد فشلوا فشلاً ذريعاً في اجتذاب الجماهير للتصويت، بل نفّروها وأبعدوها بسبب مناكفاتهم وخلافاتهم على المقاعد" – على حد تعبيره. وأضاف: عندما أقمنا حزبنا قبل بضعة شهور أجرينا استطلاعاً أظهر حصولنا على (80) ألف صوت والبقية آتية لعبور نسبة الحسم، ونحن نقترب الآن من بلوغ مئة ألف صوت، بفضل التواصل اليومي والمباشر مع الجماهير للتصويت لنا، أو للقائمة المشتركة. وأكرر وأشدّد: من لا يرغب بالتصويت لقائمتنا فليصوت للقائمة المشتركة! 

وفي هذا السياق اقترح رئيس حزب الوحدة الشعبية على القائمة المشتركة صياغة حملة إعلامية مشتركة لتشجيع وحث الجماهير على التصويت بنسب تتجاوز 50% "وبذلك نعبر نحن نسبة الحسم ويزداد تمثيل القائمة المشتركة" – كما قال، مضيفاً ان قائمته ستستمد أصواتها ممن خابت آمالهم من المشتركة ومن ميرتس وممن صوتوا للأحزاب الصهيونية.

المرونة والواقعية والشفافية

وأشار غانم الى ان أكثر من جهة في القائمة المشتركة حاولت إقناعه بالترشح للانتخابات في إطارها، لكنه – كما قال – لم يتصرف انطلاقاً من مصلحة شخصية "بل أظهرت اصراري على أهمية تغيير النهج السياسي في مجتمعنا واحزابنا، من جهة نظافة اليد والتصرف الأمين بالأموال والتمويل، وعدم التنكر والاقصاء" بينما حزبنا وقائمتنا سيحدثان نقلة نوعية تاريخية في هذا المضمار" – على حد تقييمه.

وأخذ البروفيسور اسعد غانم على الأحزاب العربية غياب الشفافية من جهة التصرف بعشرات الملايين من الشواقل الآتية من التمويل والتي يفترض ان تستثمر في مشاريع لصالح الشعب والمجتمع" وسنكون نحن البادئين بالتغيير، وقد أعددنا مشروعاً مفصلاً ومتكاملاً لخدمة مصالح شعبنا في مختلف ميادين الحياة كمكافحة العنف وتوسيع المسطحات ورفع مستوى التعليم، وما شابه. لن نذهب الى الكنيست لنصرخ بل لنعمل ولنتصرف بشفافية ومرونة وواقعية على غرار ما اتبعه في حينه النائبان توفيق زياد (رحمه الله) وعبد الوهاب دراوشة (أطال الله عمره)، إذ لن نتردد في تبادل المصالح مع سائر الأحزاب الإسرائيلية التي تتفهم مطالبنا من أجل تحقيق الإنجازات لشعبنا، في حين أهملت المشتركة هذا الجانب – على حد تقييمه.


"تصريح النائب أيمن عودة – لعبة إعلامية "! 

ووصف البروفيسور غانم تصريح النائب أيمن عودة حول الاستعداد لدعم ائتلاف حكومي (من يسار الوسط) يوافق على شروط عينية مفصّلة من جهة القائمة المشتركة والجماهير العربية – وصفه بانه "لعبة إعلامية بهلوانية" تستند الى أموال آتية من جهات يهودية أمريكية يسارية لرفع نسبة التصويت في المجتمع العربي، ولهذه الجهات مصالح تتناقض مع مصالح نتنياهو. وأشار غانم في هذا السياق الى ان كثيرين من المحيطين بالنائب عودة، في المشتركة ولدى رفاقه، عارضوا تصريحه. أما موقفنا فواضح، وهو تطوير تجربة النائبين زياد ودراوشة". وهنا شدد غانم على استعداد قائمته للتوصية على بيني غانتس (كاحول لافان") ليتولى تشكيل الحكومة اذا ما تبنى ولو 50% من برنامج قائمة الوحدة الشعبية.
"لن نحرق أصواتاً، بل هي قاعدة للمستقبل"

ورداً على سؤال حول احتمالات فشل قائمته في اجتياز نسبة الحسم وضياع الآلاف من الأصوات – قال البروفيسور أسعد غانم، انه سيشعر بغصة وأسف اذا ما حصل ذلك " لكن الأصوات التي سنحصل عليها هي بمثابة رصيد وقاعدة سياسية شعبية للمعارك القادمة، والمعارك ليست بالضرورة حكراً على الكنيست، بل تستثمر في بناء مؤسسات لجنة المتابعة والفعاليات والأطر النضالية الأخرى، ولصالح الجماهير. هذه الأصوات لن تضيع – بل سننقذها لمصلحة شعبنا وجماهيرنا – كما قال .

وفي ختام المقابلة وجه البروفيسور أسعد غانم نداء الى مركبات القائمة المشتركة، والى جماهير الناخبين – مشدداً على الرسائل والأجوبة التي تضمنتها المقابلة، مقترحاً على المشتركة توقيع اتفاقية حول فائض الأصوات.


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]