منذ الإعلان عن الانتخابات المبكرة للكنيست، بادرت عدة مجموعات من الناشطين الى مقاطعة انتخابات أيلول 2019 ، وينبع هذا من أسباب مختلفة، بالرغم من اعادة تشكيل القائمة المشتركة التي تعتبر حلمًا يتحقق لدى الكثيرين من أبناء مجتمعنا، غير أن وجودها لم يمنع صوت المقاطعة من أن يبرز بشكل واضح في مختلف النقاشات المتعلقة بالإنتخابات، سواء كان النقاش افتراضيًا على مواقع التواصل الإجتماعي أو كان في تجمعات الأصدقاء، الزملاء والنشطاء في أي مكان.

يتوجب الوصول الى فئة المصوتين غير الدائمين

عن ضرورة المشاركة في الانتخابات تحدث مراسلنا مع الباحث في الانتخابات الإسرائيلية د. عوفر برينشتاين وهو مستشار تشجيع الناخبين ، الذي تحدث عن أهمية المشاركة في الانتخابات، وخاصة في المجتمع العربي والروسي، حيث بعدم مشاركتهم انخفضت نسبة التصويت في المجتمع الإسرائيلي حيث قال :"
عندما نتحدث عن تشجيع التصويت غير الحزبي، من الجدير ذكره ان هنالك 3 مراحل، يتوجب علينا التعامل معها باهتمام كبير ، في البداية يتوجب اقناع الشخص بان هنالك حاجة ماسّة للحديث عن هذا الموضوع، وهنالك أهمية كبرى للتصويت، خاصة للذين يعتبرون انفسهم غير مصوتين دائمين، حيث أحيانا يقومون بالتصويت، ومن ثم يمتنعون في الانتخابات التي تليها".

تحضير الوظائف

اما المرحلة الثانية فهي مرحلة تحضير الوظائف، حيث يتوجب الوصول الى فئة المصوتين غير الدائمين، يجب معرفة كيفية الوصول اليهم ، وسماع مطالبهم، ومعرفة ما يدور في ذهنهم، لان هذه النقطة تم اهمالها من قبل السياسين العرب المخضرمين أمثال احمد طيبي وباسل غطاس، والذين اهتموا اكثر في القضية الفلسطينية وتجاهلوا متطلبات هذه الفئة، ولم ينجحوا بخلق مقترحات عملية لهم، لانهم لا يتحدثون بلغتهم، ولا يشعرون بألمهم، ولذلك لا ينجذبون لهم ".
وأضاف :" هنا تصبح ضرورة اقناع الناس بالتصويت قضية غير حزبية، حيث التصويت للقائمة المشتركة يعتبر حزبي، ولكن في نفس الوقت أي خيبة أمل في سلوك الأحزاب هي سبب للامتناع ، أو التصويت لصالح الأحزاب الصهيونية / اليهودية ، لأنه لا يوجد حزب عربي آخر، لهذا السبب تمكنت أحزاب مثل "ميرتس" أو حتى في بعض الحالات "شاس" من تجنيد الناخبين من الجمهور العربي.

الناخب الروسي

اما المرحلة الثالثة فقال برونشتاين :" هي بالفعل مرحلة حزبية - حيث يجب إقناع الناخب باختيار حزب معين (أو مرشح). في حالة الجمهور العربي ، يدخل هذا ضمن المرحلة الثانية. لكن بالنسبة للناخبين اليهود ، فهم لديهم خيارات أكثر للاختيار، ولكن نرى ان لدى الجمهور اليهودي أيضا نسبة معينة من المصوتين غير الدائمين وهم من المجتمع الروسي ، الذي ينطبق عليه حالة المجتمع العربي. حيث يشعرون بان الأحزاب الصهيونية ، في معظم الحالات ، لا تلبي احتياجاتهم. كما أن ليبرمان خطابه يأتي للجيل الروسي القديم وليس للشباب".

الفجوة بين خطاب الحملات الانتخابية، ووصولها الى الجمهور هي عميقة ومن الصعب سدها

واسهب برونشتاين :" الحملات الانتخابية غير الحزبية لتشجيع التصويت تواجه مشكلة صعبة. لانها تأتي من قبل أشخاص يؤمنون إيمانا راسخا بأهمية التصويت والمشاركة السياسية ، وذلك باستخدام المنطق الذي يفترض أن الجميع يفكرون فيه. لكن الحملات الانتخابية غير الحزبية لتشجيع التصويت تهدف في المقام الأول إلى جمهور مستهدف لا يؤمن بأهمية التصويت ، ولا يعتقد أن التصويت والمشاركة السياسية دعائم أساسية للديمقراطية. وبالتالي فإن الفجوة بين خطاب الحملات الانتخابية، ووصولها الى الجمهور هي عميقة ومن الصعب سدها
لذلك من اجل الوصول الى هذه الشريحة من الناخبين، يتوجب تغيير الخطاب ، والتأكيد على التصويت بانه عمل سياسي أخلاقي له فائدة اجتماعية ".

شعارات شائعة

واختتم د. حديثه قائلا :" يُنصح بتدريب موظفي العلاقات العامة الذين يشاركون مع الناخبين على تبني مثل هذه الأنماط السلوكية الإيجابية ، على الشعارات الشائعة مثل "من لا يصوت لا يحدث فرقًا" أو "إذا لم تصوت أو" أين كنت؟ في الانتخابات الأخيرة؟ " هذه الشعارات لها تأثير سلبي قوي على تجنب الناخبين وعلى المدى الطويل الضرر الكبير للفوائد التي يستمدونها.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]