مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية القادمة، تظهر بين الفينة والأخرى أصوات خافتة تطالب الأحزاب بخطاب جديد ومختلف في جين يبدو ان أصوات المقاطعة التي برزت الانتخابات الأخيرة بدأت تتراجع.

مقاطعة الانتخابات يعني مقاطعة الاستعمار!

القيادي في أبناء البلدي محمد أبو اسعد كناعنة قال: إن الحراك الوطني الشعبي الداعي لمقاطعة انتخابات (الكنيست) الاستعمار الصهيوني على أرض فلسطين، ما هو إلّا حراك يدعو إلى مقاطعة الاستعمار بذاته، فهذه الانتخابات تأتي على حساب حق شعبنا في تقرير مصيره، على الدم الفلسطيني تقوم وتُبنى أسُسها، هي تستند على مجازر التطهير العرقي بحق شعبنا منذُ أكثر من مئة عام.
وتابع: عليه فنحنُ لا نتصرّف بناء على وجود أو عدم وجود قائمة واحدة للمشاركين من الأحزاب والقوى السياسية العربية الفاعلة على ساحة المجتمع الفلسطيني في مناطق ال 48، بل هو موقف من المؤسسة وما تمثّله بأعلى سلطة وهيئة تشريعية في مبنى هذا الاستعمار الغاشم على أرضنا، نحن ندعو إلى المقاطعة وسنستمر في ذلك في إعلان موقفنا والعمل على التجنيد له وتدويته بين أوساط جماهير شعبنا.
ونوه: لا نعتقد بأن وجود قائمة مشتركة سيؤثّر على نسبة التصويت، بل بالعكس، فالضرر قد وقع، هم أساءوا إلى جماهيرهم من خلال الإحتراب فيما بينهم حول ترتيب الكراسي والتعويضات المالية، شيء مؤسف فعلا، لكن هذا حال الأحزاب والقيادة التي تدعي بأنها تمثل إرادة شعب، هي إرادة ذاتية ومصالح حزبية لا علاقة لها بمصالح الشعب. وننوه فقط بأن حملات المشاركة وخاصة المؤسسات الداعية إلى مواجهة حملة المقاطعة مُموّلة صهيونيًا وأوروبيًا وأمريكيًا هذا عدا أموال قطر القذرة.


حركة المقاطعة غير فاعلة بشكل منظم كما كانت عشية الانتخابات السابقة

المحلل والناشط السياسي اليف صباغ والمعروف بموقفه المقاطع للانتخابات قال لـ "بكرا": في الوقت الحاضر حركة المقاطعة غير فاعلة بشكل منظم كما كانت عشية الانتخابات السابقة، ولكن هذا الامر يمكن ان يتغير ابتداء من الأسبوع القادم أي بعد العيد، هذا يسمح للقائمة المشتركة ان تعمل وتنشط بين الناس على أمل ان تزيد نسبة التصويت علما ان هناك قوى أخرى مثل حزب الوحدة الشعبية وقائمة كرامة ومساواة ممكن فعلا ان ينشطوا ويحاولون التأثير على الجمهور، القائمة المشتركة وهذان الحزبان بتقديري يعملون امام جمهور الناخبين الذي صوت في الانتخابات الماضية وليس الجمهور الذي قاطع.

يجب إعادة بناء المتابعة كهيئة وطنية منتخبة

وتابع صباغ ل "بكرا": اذا اخذنا بعين الاعتبار ان المقاطعين هم عدة تيارات وليس تيارا واحدا بالتالي ممكن ان يعملوا أيضا بشكل غير مباشر للتأثير على جزء من جمهور المقاطعة. اذا ما عادت حركة المقاطعة تعمل بشكل منظم ستكون هذه المرة اكثر من المرة السابقة وذلك من خلال استفزازها بواسطة الملايين التي تصب في جمعيات مختلفة لزيادة نسبة التصويت العربي هذا يمكنه ان يحرك حركة المقاطعة وان تعمل بشكل منظم بالأساس ضد هذه الملايين واصحابها وتزيد من نسبة المقاطعة بدون شك هذا يتطلب عمل إضافي أيضا ليس فقط المقاطعة وانما خلق البديل الذي تحدثنا عنه في هذه الانتخابات وفي انتخابات 2015 و2013 وهو إعادة بناء لجنة المتابعة، ان لم يكن هناك نشاط حقيقي وفعلي لإعادة بناء لجنة المتابعة كهيئة وطنية منتخبة، عندها يتحول جزء من المقاطعين الى ناس محبطين لا يملكون بديل ولا يريدون التصويت للكنيست.

معظم القيادة السياسية الممثلة في احزاب المشتركة استنفذوا قدراتهم القيادية

طاهر سيف من حركة أبناء البلد قال بدوره: أثبتت التجربة ان المشتركة قائمة انتخابية تجمعها مصالحة انتخابية ذات توجهه فئوي مصلحي للأحزاب، المشاركة بهذه القائمة لا تحمل اي برامج سياسية او مطلبيه سوى خطاب شعبوي دون اي مضمون عملي يترجم على ارض الواقع. ولا اعتقد ان المشتركة قادرة على تحقيق اي هدف حقيقي لشعبنا في الداخل. المرحلة القادمة لا تعدو عن عملية استعراض سياسي ليس أكثر.
وتابع: مشروع المقاطعة ظهر حقيقة وواقعا لا يمكن القفز عنه ويتنامى بشكل متسارع واعتقد انه سيبلور نفسه بشكل أكثر فاعلية، وهنا نؤكد المؤكد لا خيار امامنا الا المقاطعة كبديل حقيقي يقود نضال شعبنا في الداخل نحو تحقيق اهدافه المدنية والسياسية.
واختتم: معظم القيادة السياسية الممثلة في احزاب المشتركة استنفذوا قدراتهم القيادية على اي فعل يغير قواعد اللعبة او التأثير على هامش هذه اللعبة ومن الصعوبة بمكان اضافه اي جديد. يبقى الحال على ما علية قد يكون الانجاز الوحيد لمعظمهم البقاء على راس احزابهم والحفاظ على مقاعدهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]