فنَّد عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، القول بعدم مشروعية الصيام في الأيام التسع الأُوَل من ذي الحجة، ودعا لعدم الالتفات لوسوسة من يقول بذلك، بحسب وصفه، مشيرًا إلى أنه لا دليل لهم.. وقال: “سمعنا وسوسة من بعض الشباب بأنه لا يشرع صيام التسع، وهذه ليس لهم دليل عليها”. حاثًّا في المقابل على حسن استغلال هذه الأيام التي بدأت مغرب أمس “الخميس” في الأعمال الصالحة والطاعات، وعلى مجاهدة النفس، وعلى كثرة الذكر والصيام والعبادات، والتقرب إلى الله بسائر أنواع القربات؛ فإنها أيام قليلة، وأيام معدودات، والعمر كله أيام معدودات؛ لذلك إذا أحسن الإنسان استغلالها وجدها في صحائف عمله. جاء ذلك ضمن حديثه اليوم عن فضل الأيام العشر الأُوَل من ذي الحجة في برنامجه الأسبوعي “استديو الجمعة” على إذاعة نداء الإسلام.
وتفصيلاً، قال المطلق: “في هذه الأيام العشر يوم عرفة، وهو أفضل أيام السنة، وشرع النبي -صلى الله عليه وسلم- صومه للأمة، وقال عليه السلام في حديث أبي قتادة عن صيام يوم عرفة (إني أحتسب على الله أن يكفِّر السنة الماضية والباقية)، وهذا حديث صحيح رواه مسلم؛ ولذلك يقول العلماء إنه يشرع صيام يوم عرفة لغير الحاج؛ فينبغي لغير الحجاج أن يستغلوا هذا اليوم العظيم بكثرة الذكر وقراءة القرآن والتبتل إلى الله والتضرع إليه، وأن يكونوا صائمين”. وأضاف المطلق: وقد سمعنا وسوسة من بعض الشباب بأنه لا يشرع صيام التسع الأُوَل، وهذه ليس لهم دليل عليها إلا ما رُوي أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يصمها، ورُوي أنه صامها. ثم أيضًا إذا كانت الروايات مختلفة فالمثبت مقدَّم على النافي. وأيضًا النبي – صلى الله عليه وسلم – كان مشغولاً بأمور الدولة التي كان يديرها وحده، ولم يكن لديه وزراء ونواب وسكرتارية كما هو الحال الآن؛ فكان – صلى الله عليه وسلم – أكثر الأعمال يمارسها بنفسه.
وأردف بقوله: فلو ثبت ذلك – مع أن المشهور أن النبي صلى الله عليه وسلم صامها – فيكفي أيضًا أمره ﷺ بصيامها لقوله ﷺ “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام” يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”. موضحًا أن الصوم من العمل الصالح، بل هو من أعلى الأعمال الصالحة مقامًا؛ فعن أبي أمامة – رضي الله عنه – أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: “عليك بالصوم فإنه لا عدل له”. وتطرق المطلق إلى أهمية عبادة التكبير في هذه الأيام مشيرًا إلى أنه زهد فيها بعض الناس حتى أنه لتمرّ عليهم الأيام العشر دون أن يكبروا فيها. وامتدح المطلق في هذا السياق بعض الأفكار التي تشجع على الذكر والتكبير، منها قوله عن أحدهم “أعطيت ولدي الصغير مكافأة إذا ذكّرنا بالتكبير. وآخر يقول إنه وضع الجوال على منبه، وفي كل وقت يذكِّره بالتكبير “. يُذكر في هذا الصدد أن الباحث في العلم الشرعي الدكتور أحمد الغامدي كان قد كشف عن ضعف حديثَي الأضحية وفضل صوم عرفة! وذلك من خلال مقال له منشور في صحيفة الرؤية بعنوان (ضعف حديثَي الأضحية وفضل صوم عرفة).
[email protected]
أضف تعليق