احتفلت مدرسة الفنون "همدراشا" في الكليّة الأكاديميّة بيت بيرل بتخريج فوج جديد من الفنانين في مختلف التخصّصات كالفنون التشكيليّة والرسم والتصوير والاخراج والنحت وغيرها، وذلك بمشاركة الأهالي والأصدقاء والمحاضرين والطاقم الاداري والعديد من الفنانين المعروفين والشخصيات العامّة. وقد حصل الخريجون على شهادات اللقب الأوّل بالاضافة إلى شهادات التدريس في مجال الفنون. ويشار إلى أنّ الفوج لهذا العام تضمّن ثمانيّة خرّيجات عربيّات وبضمنهم، الاء هيثم من الطيبة والتي حصلت على منحة على تفوقها في إطار التطبيق في المدارس، روان جبارين من أم الفحم، منيرة منصور من الطيبة، جنى شواهنة من جلجولية، سارة كبها من برطعة، بيان بشارة من الطيرة، حنين وتد ولما وتد من جت.
وتضمن حفل التخرج اقامة معارض ختاميّة للخريجين، عرضوا فيها أعمالهم الفنيّة التي تناولت العديد من الموضوعات والمضامين ذات المدلولات والمعاني القيّمة والتي تجمل أربع سنوات من التعليم الأكاديمي. وقد أثنى المهتمّون ومتذوّقو الفن على المستوى الرفيع والقيمة الفنيّة العالية لهذه الأعمال.
في معرضها الختامي تحت عنوان "ضفيرتي"، والذي ضمّ مجموعة مميّزة من المنحوتات، تتعمّق روان جبارين في مراحل التحليل والتكوين والهدم والبناء التي يجتازها الانسان خلال مسيرته مع طرح موضوع قوّة وصلابة المرأة التي تختار استقلاليتها في ظل وجودها في مجتمع غير متفهم وغير قادر على الاحتواء، مثيرةً بذلك العديد من الأسئلة حول الحياة الشخصيّة والاجتماعيّة والسياسيّة من حولها. واستغرق التحضير للمعرض قرابة السنتين، علمًا أنّ التخطيط والتفكير في ماهيّة وتفاصيل المعرض استحوذ على القسط الأوفر من الوقت.
وبدورها طرحت سارة كبها في معرضها موضوع الزواج بإيجابياته وسلبياته، مع الإشارة إلى خطورة الزواج المبكر، مستخدمةً طريقة وتقنيات مبتكرة وغير مألوفة في أعمالها الفنية، بحيث قامت بالرسم داخل فقاعات النايلون المعد للتغليف مستخدمةً نحو الف إبرة، وقد استغرق هذا العمل الذي تطلب مجهودًا هائلا نحو أربعة أشهر. وأرادت سارة أن تشير من خلال ذلك إلى وجود الكثير من الأمور المهملة من حولنا والتي يمكن أن تخدمنا إذا ما تمعنّا بها وفكرنا بطريقة إبداعية خارج الصندوق.
ومن جانبها، تطرّقت منيرة منصور من خلال معرضها إلى علاقتها بالمجتمع وعلاقة المجتمع بها، والأحكام التي تطلق على المرأة وعلى أخلاقها من خلال أمور سطحيّة ومحاولة تقييد حريّتها وإرادتها. معرض جنى شواهنة تناول الخط العربي والزخارف الإسلامية بتفاصيلها والأشكال المتكرّرة التي تتضمنّها، وذلك من خلال زخرفة وإبراز أقوال مأثورة لشخصيات صوفيّة ذائعة الصيت.
وتناول معرض الاء هيثم علاقتها بجدّتها التي ساهمت في تعزيز هويّتها العربيّة وتمسّكها بلغتها العربية في ظل الأخطار المحدقة بمكانة اللغة العربية واقحام الكثير من الكلمات العبرية عند استخدامها. ومن ناحيتها طرحت بيان بشارة في معرضها ومنحوتاتها تأثير التكنولوجيا والشاشات علينا واقتحامها لجميع جوانب حياتنا واستبدال دفء العلاقات الشخصيّة ببرودة العلاقات الافتراضية. وتناولت لما وتد في معرضها موضوع قتل النساء من خلال ثلاث لوحات كل لوحة تحكي قصة مختلفة. أمّا حنين وتد فطرحت من خلال لوحاتها التي استخدمت فيها اللون الذهبي على مخمل أسود موضوع قدسيّة قلب الانسان.
ويذكر أنّ كليّة الفنون همدراشا، هي إحدى أعرق الكليّات في البلاد. وهي مؤسّسة رائدة في المجال الثقافي والتربوي والفني في البلاد، تخرّج فيها كبار الفنانين بشتّى التخصّصات الفنيّة. وتدمج الكليّة ما بين التعليم النظري والعملي، وتخرّج سنويًّا افواجًا من الفنانين المبدعين ذوي الافاق اللامحدودة والمدرّسين اللامعين في نفس الوقت، اذ تمنح اللقب الأوّل وكذلك شهادة تدريس في مجال الفنون، كما تمنح أيضًا اللقب الثاني في التربية للفنون. ويعتبر التنوّع الفكري والتعدّدية أحد حجارة الأساس التي تقوم عليها الكليّة، الأمر الذي يعزّز مكانتها كحاضنة للابداع والتميّز والحريّات.
[email protected]
أضف تعليق