حصلت مؤخرا المحامية ماريا جمال من حيفا على الجائزة الدولية لمؤسسة " اميرة جيرونا" الاسبانية.

حقوق الانسان

وقالت المحاميّة ماريا جمال في حديثها مع بكرا: لا شك بأنّي سعيدة بحصولي على هذه الجائزة التي تُمنح سنويًا لنشطاء شباب في مجالات حقوق الإنسان في إسبانيا. ولأول مرّة مُنحت الجائزة هذا العام لنشطاء دوليين احتفالاً بمرور عشر سنوات على إقامة المؤسسة التي يرأسها ملك إسبانيا فيليب السادس، وبطلب منه، رشحّت سفارات إسبانيا في العالم العشرات من النشطاء الحقوقيين ضمن الصيغة الدوليّة للجائزة التي تحمل اسم ابنة الملك فيليب وولية عهده.

وتابعت: اختياري يشكل اعترافًا بقدراتنا ونجاحنا دوليًا ومهنيًا، وهذا فخر كبير لعائلة "هيومانيتي كرو" بما تضم من طاقم ومتطوعين وداعمين، خاصة وأنه تم اختياري من بين عشرات المرشحين من انحاء العالم، ومن قبل لجنة مهنيّة دولية تم تعينها من قبل الملك. انتهز الفرصة لأشكر القنصل الفخري لإسبانيا الأستاذ وديع أبو نصار الذي قام بترشيحي للجائزة. الاستاذ أبو نصّار يعتبر من الداعمين والمتابعين لعملنا منذ البداية.

اغاثة دولية

وفي ردّها على السؤال بخصوص الذي يميّز عمل "هيومانيتي كرو"، أجابت:"هيومانيتي كرو" هي منظمة إغاثة دولية تختص بتقديم الخدمات النفسيّة للاجئين حول العالم. تأسست سنة 2015 ومقرّها حيفا ولها فروع في انحاء العالم. تعتبر "هيومانيتي كرو" من المؤسسات القليلة عالميًا التي تختص في تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية للاجئين. ترتكز المؤسسة على طواقم مهنيّة محليّة وعالميّة والمئات من المتطوعين المؤهلين على يد طاقمنا، إضافةً لوحدة الأبحاث. لقد عزّزنا أيضًا شراكات أكاديميّة عالميّة لتوثيق مهنية عملنا. ومن منظار شخصي للأفراد المؤسسين والعاملين بالمؤسسة، نحن نرى أننّا غيّرنا المعتاد وكسرنا ما يعرف بحاجز الضحية كوننا أوَّل مؤسسَة تتشكّل داخل الخط الأخضر وتقدّم المعونة والإغاثة لدوّل منها أوروبية بعد أن كان معتادًا أننا في الجانب الذي يتلقى الخدمات وليس من يمنحها. وبهذا ترجمنا ما مرَّ علينا من حروب ولجوء واحتلال إلى لغة وخبرة ومعرفة وأصبحنا في موقع قوّة.

الصحة النفسية

ووجّهت الناشطة رسالة عبر "بكرا" قالت فيها: رسالة المؤسسة كانت ولا تزال أنَّ الصحّة النفسيّة للاجئين يجب أن تكون ركيزة وأساسَ كل عمل معهم. أمّا رسالتي الشخصية بسيطة وهي أنّ كل شخص، خصوصًا المرأة العربية في مجتمعنا، في داخلها قدرات رهيبة ناتجة عن واقعنا المركّب وكل ما علينا فعله هو أن نترجم أحلامنا لخطط عمل وننطلق لأن القدرات موجودة.

معاناة

وتحدّثت المحامية عن هدف عملها مع اللاجئين قائلة: صعب فصل أي فلسطينيّ عن اللجوء، على الرغم مما حصل حولنا في العالم إلا أنّنا لا نزال كفلسطينيين اكثر الشعوب نعاني من اللجوء، لا توجد عائلة فلسطينيّة واحدة الا وعانت من اللجوء والشتات، لذلك من الصعب عليّ تحديد أهداف شخصيّة، فعندما تدخل العاطفة أو الرغبة الشخصيّة في قضية اعتبرها الأهم بكل ما يتعلق بماضينا ومستقبلنا سيكون من الصعب الحفاظ على مهنيّة وبناء مؤسسة عالمية، لذا هدفي هو إنجاح المؤسسة وإدارتها بشكل سليم وعندها انا متأكدة من أنَّ رغباتي وأهدافي الشخصية ستتحقق عن طريق عمل المجموعة ضمن إطار مهنيّ وسليم.

وأنهت حديثها: لا شكّ بأنّ دوري في المؤسسة وفي العمل التطوعي والخيري غير مألوف لمجتمعنا ولمجتمعات غربية أيضًا. إنّ دوري إداريّ من خلف الكواليس، يتركز أساسًا على إدارة الطواقم وتطوير خطط استراتيجية للمؤسسة وبناء شراكات وتجنيد موارد. نوعية عملي تفتقر للمردود العاطفي مثل المردود الذي يتلقاه من يعمل في الخطوط الأماميّة مع الناس، ونادرًا ما يلاقي مثل هذا العمل اعترافًا او تقديرًا اعلاميًا أو حتى من الدوائر المقرّبة. ولكن هذا كان من خيارًا شخصيًا، في عام 2015 عندما أسسّنا الجمعيّة أراد الجميع العمل في المخيمات وعلى الشواطئ في اليونان مثلاً (حيث يصل اللاجئون) ولم يتطوّع أحد تقريبًا في الأمور المكتبيّة والإداريّة. ولكن لا يمكن أن تكون في الخطوط الأماميّة ومخيمات اللجوء ومنح المساعدات من دون العمل في الخطوط الخلفية خلف الكواليس التي تبني وتؤهل وتعزّز الإمكانيات من اجل العمل المباشر مع اللاجئين. لذا فإنَّ التطوّع بالنسبة لي هو خدمة مهنيّة هدفها مساعدة الآخر أولاً بطريقة مهنيّة ومدروسة وليس لإشباع مؤقت لغضبنا وإراحة ضمائرنا تجاه مصائب الآخر بواسطة حملات موسميّة ونشاطات بدون افق مستقبلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]