أنجزت "الجمعيَّة الدوليَّة للحفاظ على صور" قرية حرفية في جوار مدينة صور بجنوب لبنان، سمَّتها "محترفات صور"، بهدف إحياء الحرف التراثيَّة المُهدَّدة بالإندثار، بالإضافة إلى تأمين فرص عمل للشباب والنساء وذوي الاحتياجات الخاصَّة. عمارة المكان مستوحاة من العمارة الفينيقيَّة، ويتلازم فيها التراث والسياحة في إطار طبيعي خلَّاب.

محترفات صور تمتدّ على 7500 متر مربَّع وسط بساتين الحمضيات، وهي تحترم الشروط البيئية لنواحي جمع مياه الأمطار وتخزينها ومعالجتها، وتكريرها لتصبح مياه شفة، وإعادة تدوير المياه المبتذلة، واتباع نظام الطاقة الشمسية. أمَّا مواد البناء فمستلَّة من صلب منطقة صور، وتشمل: الحجر الطبيعي والطين والخشب.

واجهة القرية

تطلُّ واجهة القرية على بحر صور، حيث اكتُشف الأرجوان. والتنقُّل داخلها ممتع، ويسمح بمعاينة مبانٍ صغيرة مهداة لصناعات عدّة.
تتوسّط الساحة الكبيرة طاولات وكراسٍ، حيث يمكن المتعة بالغداء الذي يقدمه "مطعم محترفات صور"، وهو عبارة عن مأكولات لبنانيَّة، لا سيَّما تلك التي تشهر صور بها، مثل: "سندويشات الفتايل". ولكلِّ من صاج المرقوق وجرن الكبَّة مكان.

توفير فرص عمل

تضمُّ القرية عددًا من الأقسام، ومنها: معرض الصور، وآبار لجمع ماء الشتاء واستخدامه في مجالات شتَّى، والزجاج المنفوخ التقليدي، وصناعة الفخَّار، والطباعة على القماش، والرسم على الأواني الزجاج.
وعن هذه الأعمال الحرفيَّة، تقول رئيسة "الجمعيَّة الدولية" السفيرة مها الخليل الشلبي: "أهداف المشروع هي توفير فرص عمل للنساء وذوي الاحتياجات الخاصَّة، مع تأمين التفاعل الاقتصادي والاجتماعي، لتصبح القرية مركزًا ثقافيًّا واقتصاديًّا، إضافة إلى أهميَّة الصناعات الحرفية التاريخيَّة".

محترفات ناشطة

من المحترفات الناشطة حاليًّا، نذكر: الزجاج المنفوخ التقليدي، ففي العصر الفينيقي انطلقت هذه الحرفة من شاطىء صور، وثمة آمال في أن تزدهر راهنًا بعد فترة من خبوها، و"البوروسيليكات" وهو نوع حديث من الزجاج المنفوخ مقاوم للصدمات الحراريَّة، وصناعة الفخَّار، والرسم والطباعة على القماش، وأيضًا الخياطة التي لطالما ارتبط تطوُّرها بتطوُّر النسيج.
كما توفّر القرية عطلة مميّزة في أحضان الطبيعة وتعلَّم حِرَفْ مختلفة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]