يأخذ مسجد الشيخ زايد الكبير اسمه من الحاكم الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صاحب فكرة البناء ووضع حجر الأساس، فضلا عن ذلك يقع مكان دفن الشيخ الراحل بالقرب من المسجد، ما يجعله موقعا مميزا بالنسبة لمقيمي دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد بني مسجد الشيخ زايد الكبير ليكون رمزا للتسامح والاحترام، ومركزا بارز لعلوم الدين الاسلامي، ما يسمح للثقافات المختلفة أن تفهم بعضها البعض، مع إتاحة الفرصة لغير المسلمين لمعرفة أكبر بالاسلام، ولعل الرسالة الرئيسية وراء بناء المسجد هي: السلام والحب والتسامح.
جدران الرخام الأبيض النقي
تم بناء جدران مسجد الشيخ زايد الكبير بالكامل من الرخام المستورد من مقدونيا، ويبقى اللون الأبيض هو واحد من الخصائص الأكثر إثارة للدهشة في المسجد والذي اختاره الشيخ زايد الراحل كرمز على النقاء، فيما تكتمل الجدران الرخامية بالحجارة الملونة على شكل زهور ونباتات في جميع أنحاء المسجد.
فمن الأعمدة إلى جدران المدخل، إلى قاعة الصلاة الرئيسية، يمكن للزوار الإعجاب بالتفاصيل المعمارية المذهلة التي لا تقارن لهذا المسجد الرائع.
قاعة الصلاة الرئيسية في مسجد الشيخ زايد الكبير
قاعة الصلاة هي عمل فني خاص بالمسجد من الأرض إلى السقف، تعلوها ثلاث قباب وترتبط بالساحة الخارجية من خلال رواق مقبب ومئذنتين، وتتمتع بتفاصيل رائعة في كل مكان، حتى أن الزائرين عادة ما ينبهرون بروعة المكان وبهائه، ويقضون من الوقت الكثير في اكتشاف روعة التصاميم، مع العلم ان عدد الأعمدة داخل قاعة الصلاة الرئيسية 24 عموداً ضخما تستخدم إلى جانب روعة مشهدها بالرخام الأبيض الناصع المزين بأشكال الزهور، في حمل الأسقف والقباب ما يضفي جمالاً ورونقاً على المسجد.
جدران قاعة الصلاة الرئيسية مصنوعة من الرخام وتغطيها تصاميم جميلة، جنبا إلى جنب مع السقف، فيما يبدو المنبر الرئيسي بتصاميم جميلة مزينة بأسماء الله الحسنى.
المسجد لديه سبعة ثريات كريستالية رائعة، إلا أن الأكبر تقع في قاعة الصلاة الرئيسية وتزن حوالي 12 طنا، أما الثريات “الأصغر” في القاعة فتزن حوالي 8 أطنان، هذا إلى جانب روعة الفسيفساء التي استخدمت لتغطية ساحة المسجد بالكامل التي تمتد على مساحة 17 ألف متر مربع، والتي تصنف كأحد أكبر ساحات المساجد في العالم.
فضلا عن ذلك تتميز أرضية المسجد بأكبر سجادة في العالم والتي تبلغ مساحتها 5 آلاف و 627 مترا مربعا،7 طنا، بوزن 35 طنا منها من الصوف و 12 طنا من القطن، مع 25 لوناً طبيعياً يغلب عليها اللون الأخضر، وما يزيد من روعتها أنها قد صنعت بشكل يدوي إيران من قبل 1200 ناسج وناسجة، و 20 فنيا و 30 عاملا بتكلفة نحو 30 مليون درهم.
القباب الرائعة في مسجد الشيخ زايد الكبير
جامع الشيخ زايد الكبير لديه 82 قبة شاملة متفاوتة الحجم مصنوعة من الرخام مثل بقية المسجد، هذا إلى جانب الذهب والزجاج المستخدم أيضا في روعة البناء، وتعد قبة المسجد الرئيسية أكبر قبة مسجد في العالم، ويبلغ ارتفاعها 85 متراً وقطرها 32,8 متراً. فيما يوجد تحت القبة النوافذ الضخمة التي تسمح للضوء الطبيعي بالدخول إلى قاعات الصلاة في المسجد. وتقع أكبر هذه القباب فوق قاعة الصلاة الرئيسية.
ويضم المسجد 22 برجا للإضاءة في الهواء الطلق خلال ساعات المساء، ولكن حتى إضاءة المسجد لها من الخصوصية ما يضفي مزيدا من الجمال على المكان، إذ تمثل الإضاءة مراحل القمر، بدءا من الغيوم الداكنة التي تعكس بداية الشهر مع هلال القمر، حتى أنها تغيير تدريجيا إلى الإضاءة الأكثر حيوية وإنارة كلما يقترب القمر من الكمال.
أجمل صور لمسجد الشيخ زايد الكبير
مسجد الشيخ زايد الكبير بني في الفترة من 1996 إلى 2007 ويغطي مساحة إجمالية قدرها 12 هكتارا، مع قدرة على استيعاب أكثر من 40،000 مصل، ليعد بذلك واحد من أكبر وأجمل المساجد في العالم .
إن النمط المعماري لجامع الشيخ زايد الكبير هو مزيج من الأساليب المعمارية العربية والفارسية والمغولية والهندية والمغربية ذات اللون الأبيض والذهبي.
ومن الخصائص المميزة لجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي اللون الأبيض النظيف الذي يتناقض مع لون الرمال والطرق القريبة، الذي يبدو أكثر تألقا عندما يزهو خلال أشعة الشمس الجميلة.
وباعتباره معلما مهما والمسجد الأكبر في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن مسجد الشيخ زايد الكبير لا يستخدم فقط كمكان للعبادة، بل يفتح أبوابه أيضا أمام سائحي المدينة الذين يرغبون في رؤية الجمال المعماري وعظمة المسجد الذي يبلغ قياسه 420 × 290 م، وقد زار المسجد العديد من المشاهير منهم ريهانا وسيلينا غوميز.
المصدر: المسافر العربي
[email protected]
أضف تعليق