ليس سراً أن إسرائيل تعتبر واحدة من الدول الرائدة في مجال علاجات الإخصاب الاصطناعي (خارج الرحم)، لكن ما جرى لإحدى السيدات الاسرائيليات يثير أسئلة وتساؤلات حول هذه الحقيقة.
إذ قدم محاميان، باسم السيدة المذكورة، دعوى الى محكمة الصلح في تل أبيب، ضد صندوق المرضى "مكابي" ومستشفى "برزيلاي" في اشكلون، جاء فيها انه منذ مطلع سنوات التسعين، يوم كانت السيدة المشتكية في بداية حياتها الزوجية وهي في العشرينات المبكرة من العمر، توجهت إلى طبيب مختص بالولادة وأمراض النساء، لمقتضيات الفحص الطبي، فتبين له انها تعاني من رحم ذي حاجز وانسداد، وهي ظاهرة نادرة تتمثل بوجود حاجز بين قسمي الرحم، مما يؤدي الى صعوبات جمة في احتمال الحمل.
(24) عاماً من "الغموض والمعاناة"!
وجاء في الدعوى ان الطبيب المختص لم يبلغ السيدة بمضمون تشخيصه لحالتها، ولم يشرح لها التداعيات التي من شأنها منع الحمل – بل وجهها لإجراء علاجات الاخصاب دون أن يبلغها بوجود علاج يشمل إزالة "الحاجز" من الرحم.
وأكدت الفحوصات التالية وجود الحاجز في رحم السيدة، لكن هذه الحقيقة لم تُسجّل في البيانات الطبية، ولذلك تلقت علاجات من نوع آخر، يختلف عن علاجات الحاجز، بينما تلك " العلاجات الأخرى" تنطوي على مصاعب جمة في تمكين المرأة من الحمل، هذا بالإضافة الى ان العلاج يتضمن عمليات ليست بالسهلة وليست بالمضمونة. ولهذا السبب – حسبما ورد في الدعوى – ظلت السيدة المشتكية تخضع للعلاجات (بالعشرات) التي لم تسفر عن أية نتيجة، سوى الإحباط والقنوط واليأس، على مدى (24) عاماً!
طلاق!
والأمر المحزن حقاً، أنه نظراً لما أصاب السيدة من شعور بالنقص والفشل والإحباط، فقد تطلقت من زوجها، ولجأت للإنجاب بقواها ومجهوداتها الذاتية، وهنا أيضاً باءت محاولاتها بالفشل!
وجاءت البشرى عام 2012، حين شخص أحد الأطباء العاملين في صندوق "مكابي" حالتها بشكل دقيق (وجود حاجز في الرحم)، وبعد فحص إضافي أجرى لها الطبيب نفسه عملية جراحية ناجحة لإزالة الحاجز، وبعد مدة قصيرة تمكنت من الحمل!
لكنها صدمت لاحقاً حين تبين ان الجنين مصاب بعاهات وتشوهات شديدة، فأجهضت، وبعد بضعة شهور تمكنت من الحمل بفضل عملية إخصاب بالأنبوب من بويضة تابعة لامرأة أخرى، وانتهى الأمر بولادة بعملية قيصرية أسفرت عن مولودة سليمة معافاة.
وتنظر محكمة الصلح في تل أبيب حالياً في دعوى الإهمال الطبي هذه، حيث يطالب مقدموها بتعويض السيدة من جهة صندوق مكابي، ووزارة الصحة المسؤولة عن إدارة مستشفى "برزيلاي" في اشكلون .
[email protected]
أضف تعليق