يبدو ان التقصير الذي تمارسه وزارة المعارف في إسرائيل تجاه الطلاب العرب والمدارس العربية وجهاز التعليم العربي عموما اصبح امرا بديهيا لا يلفت الانتباه ولا يثير الاحاديث، فبالإضافة الى شح الميزانيات التي ترمي الى تعميق الفجوة بين المدارس العربية واليهودية وتضييق الخناق على المعلمين من خلال اجبارهم على عدم تمرير مواد تعليمية معينة تساهم بشكل افضل بصقل هوية الطالب العربي وتهميش المواد التعليمية التي تسرد تاريخ العرب مقابل التدقيق والتشديد على مناهج أخرى وترسيخها لصالح سياسة الدولة، تبرز أيضا إشكاليات حقيقية في امتحانات الثانوية العامة التي يجريها الطلاب للحصول على شهادة انهاء المرحلة ويحتاجون الى درجات تقييمية عالية للدخول الى الجامعات، حيث يأتي اصل المشكلة في اهمال واضح ومباشر للوزارة بما يتعلق بامتحان الجغرافيا اذ لم تعمل على ترجمة مصلحات في الخرائط من العبرية الى العربية في الامتحان المحوسب ما يشكل عائقا امام الطالب العربي بحل الامتحان خصوصا في ظل وجود كلمات معقدة.

في الأسبوع المقبل، ستعقد امتحانات شهادة الثانوية العامة "البجروت" لطلاب الخمسة وحدات العرب في موضوع الجغرافيا حيث يتم إجراء الاختبار بالتوازي مع الطلاب اليهود، الامتحان يشمل عدد قليل من الخرائط التي يتم تقديمها للطلاب اذ يحتاجون القدرة على قراءتها وتحليلها. خصوصا ان الامتحان محوسب والخرائط تعتبر تفاعلية.

أستاذ شرف مدرس الجغرافيا من سخنين انه قد لفت انتباهه مؤخرا خلال مراجعة الموضوع مع طلابه قبل البجروت ان الخرائط لم تترجم الى اللغة العربية على الرغم من أن الأسئلة في الامتحان قد تُرجمت الى العربية، ليأتيه الجواب من المشرف على الامتحان بان الطلاب العرب ممكن ان يمتحنوا كتابيا وليس من خلال الحاسوب.

حقوق المواطن رسالة الى وزارة التعليم تطالب بالترجمة الفورية للخرائط

هذا التقصير دفع جمعية حقوق المواطن الى ارسال رسالة الى وزارة التعليم تطالب بالترجمة الفورية للخرائط، وأشارت الجمعية في رسالتها الى ان إجابة المشرف غير مفهومة وتكشف عن الازدراء حيث انه في المدارس التي يتعلم بها الطلاب في بيئة محوسبة يتم تجهيزهم للاستعداد للامتحان قبل أعوام كثيرة ولكن وعلى الرغم من أن المواد الخاصة بالامتحانين - سواء عبر الإنترنت أو كتابيًا - متطابقة، فإن شكل الامتحان، وطرق الدراسة والمهارات المطلوبة للنجاح فيها مختلفة تمامًا

وتابعت الجمعية في رسالتها: في النسخة المحوسبة يتم تنظيم المعلومات وإتاحتها للطلاب من خلال الخرائط المحدثة وذات الصلة، والتي تحوي وتشمل المعلومات المطلوبة. والمركزة كما ان الخرائط نوعية ومصممة لتناسب احتياجات الطالب، اما في النسخة المكتوبة من الاختبار فالحال مختلف، حيث يقضي الطلاب وقتًا ثمينًا في البحث عن الخرائط ذات الصلة في الاطلس والتي تكون فيها المعلومات مبعثرة وغير محدثة، ولا تتماهى مع امتحانات الثانوية العامة ذا لم يكن ذلك كافيًا، كما سيطلب من الطلاب الكتابة بشكل أطول. ما لا يتناسب مع النهج الذي اتبعوه خلال السنوات الماضية.

تمييز عميق موجود منذ سنوات في جهاز التعليم العربي

المحامية طال حسين من جمعية حقوق المواطن قالت "من خلال البحث الذي اجريناه فان الطلاب الذين اختاروا ان يتعلموا خمس وحدات جغرافيا هم من بين الطلاب الأقل قوة، مقارنة بطلاب الثانوية العامة؛ حيث يعانون من صعوبات مستمرة وثغرات تعليمية، وبعضهم من الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة. لذلك لا يمكنهم التعامل مع العديد من الخرائط باللغة العبرية، دون أي تحذير مسبق او التعامل مع امتحان تحريري كتابي لم يجهزوا أو يعدوا له، هذا امر سيء ومدمر للطالب، يقوض نية الوزارة المعلنة لمساعدة هؤلاء الطلاب على إنهاء امتحانات شهادة الثانوية. وتكشف عن المعاملة المحتقرة تجاههم ومدرسيهم وأسرهم وطلاب التعليم العربي بشكل عام. سلوك فظيع، وكمية خرائط كبيرة تحوي معلومات بالعبرية للطلاب العرب، يضافان إلى التمييز العميق الموجود منذ سنوات في جهاز التعليم العربي.

كلمات مفردة لأسماء أماكن غير معقدة، والطلاب العرب يعرفون العبرية!

تعقيب الناطق بلسان وزارة المعارف للوسط غير اليهودي كمال عطيلة جاء كالتالي: تمت ترجمة امتحان شهادة الثانوية العامة المحوسب في الجغرافيا إلى جميع أجزائه - أسئلة وملاحق ورسوم بيانية ومحاكاة للغة العربية منذ بداية العمل بها قبل 15 عامًا.

وتابع عطيلة في تعقيبه: اما بالنسبة للخرائط، تجدر الإشارة إلى أن هذه الكلمات عبارة عن كلمات مفردة لأسماء اماكن، ولا تتطلب التعامل مع النصوص المعقدة. كما يجري الامتحان في بداية الصف الحادي عشر، وهي مرحلة يستطيع فيها الطلاب قراءة الكلمات العبرية، حيث ان الطلاب العرب يتعلمون اللغة العبرية منذ الصف الأول كموضوع مطلوب.

التماس للمحكمة العليا لإلزام وزارة التربية بترجمة بجروت الجغرافيا للعربية

قدمت جمعية حقوق المواطن ولجنة متابعة قضايا التعليم العربي صباح اليوم الاحد التماسا للمحكمة العليا باسم معلم وطالبة عربيين للمطالبة بترجمة امتحان البجروت في موضوع الجغرافيا للغة العربية او تأجيله الى حين اتمام ترجمته.
وكانت جمعية حقوق المواطن قد توجهت لوزارة التربية والتعليم بطلب لترجمة امتحان البجروت المحوسب في موضوع الجغرافيا ؛ بمستوى 5 وحدات؛ للغة العربية بعد تلقي شكوى من معلم عربي قبل اسبوع حول هذا الشأن. يذكر ان الامتحان من المفترض ان يقام يوم الاربعاء القريب 19.6 فيما لم تتم بعد ترجمة عدد كبير من الخرائط التي من المفترض ان يشملها الامتحان.
وقد طالبت الجهات الملتمسة بتأجيل موعد الامتحان في حال لم تتمكن الوزارة وقسم الامتحانات من توفير الترجمة المطلوبة باللغة العربية، او السماح للمعلمين العرب بترجمة المصطلحات للطلاب الممتحنين.
وقد ذكر الالتماس الذي قدمته المحامية طال حاسين من جمعية حقوق المواطن، أنه خلال عيد "شفوعوت" – اي قبل الامتحان باسبوعين فقط- تمت تنظيم ورشة ارشاد لمعلمي الجغرافيا حول الامتحان المحوسب، وخلالها اكتشف المعلمون العرب ان جزءا كبيرًا من الخرائط لم تترجم للغة العربية، وهذه الخرائط تشمل كمًا كبيرًا من المصطلحات باللغة العبرية التي لن يتمكن معظم الطلاب العرب الممتحنين من فهمها. وقد احتج المعلمون العرب على عدم ترجمة الخرائط فتم التعامل باستهتار مع احتجاجهم.
وجاء في نص الالتماس أن :" التقدم لامتحان البجروت في الجغرافيا بصيغته الحالية يتضمن اختبار فهم المقروء باللغة العبرية! ان عدم ترجمة الامتحان كاملا هو استهتار وتمييز مرفوض ضد الطلاب العرب، ومس سافر بحقهم في المساواة ومنالية التقدم للامتحانات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]