نشر موقع "دايلي بيست" الأميركي مقالاً أعدّته الكاتبة فيكتوريا يان، تحدّثت فيه عن سكك الحديد في لبنان التي أصبحت مهجورة كمناطق الأشباح.
وحاورت الكاتبة ناصيف المر البالغ من العمر 92 عامًا، وهو من مواليد رياق، وقد عمل في السكك الحديدية كما والده بدءًا من العام 1945. وبدأ المر ينظر حوله الى مبنى مهجور وزهور متفتحة في طرابلس، واسترجع ذكريات قديمة، لافتًا الى أنّ ذلك المبنى كان يضمّ إدارة القطار، وكان مكتب المدير في الطبقة الثانية. وأوضح أنّ السكك الحديدية استُخدمت لنقل البضائع خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، كما كان قطار الشرق السريع والفاخر ينقل الركاب بين أوروبا وآسيا.
وأكّد المر أنّه لا يمكن وصف الماضي بالزمن الحاضر، مشيرًا الى أنّ والده كان أول شخص في العائلة يعمل في مصلحة السكك الحديدية، وكان عمله في حمص السورية خلال الانتداب الفرنسي في ذلك الوقت، ثم عاد إلى لبنان وعمل في محطة طرابلس. أوقال: "خلال السنوات الأولى من عملي بعد والدي، كنت أعمل في صيانة القطارات ثمّ عملت في قيادة القطار، ونقل البضائع، إلى أن اندلعت الحرب الأهلية وتوقفنا عن العمل".
من جانبه، تحدّث الكاتب إدي شويري، وهو مؤلف كتاب Liban Sur Rail، موضحًا أنّه جرى الإنتهاء من بناء الخط الأول لسكك الحديد في لبنان عام 1895 إبان الحكم العثماني، وكان خط السكك الحديدية الاقتصادية العثمانية يربط بيروت ودمشق وحماة لنقل البضائع. وأوضح أنّ الأتراك كانوا يريدون وصل دمشق وبيروت في ذلك الوقت، قائلاً: "لم يكن الطريق البري من دمشق إلى الدول الأخرى في المنطقة آمنًا، بل كان مليئًا بقطاع الطرق، لذلك تم إنشاء خط سكة حديد". وأضاف أنّه بحلول عام 1942، تم الانتهاء من تشييد خط السكك الحديدية الرابع والأخير، والذي ربط لبنان بسوريا وفلسطين.
وأشار الى أنّ رياق شاهدة على التاريخ العثماني، أمّا طرابلس فكانت المحطة النهائية لخط قطار الشرق السريع والفخم في تصميمه، والذي كان ينقل الركاب من أوروبا الى لبنان، مرورًا بلندن وباريس وإسطنبول.
وبعدما خيّمت الحرب الأهلية على لبنان، توقف القطار عن العمل، وفي هذا السياق قال نائب رئيس جمعية Train- Train نبيل دوماني، الذي يعمل بشكل منتظم مع وزارة الأشغال والنقل ومصلحة سكك الحديد والنقل المشترك إنّه يؤمن بأنّه سيعاد تأهيل سكك الحديد قريبًا.
كذلك تطرّقت الكاتبة الى زحمة السير التي تشكّل عائقًا أمام السياح، ولفتت الى دعم الدول المانحة للبنان بقروض وهبات في مؤتمر "سيدر"، ومن شروط "سيدر" تأهيل قطاع النقل والبنى التحتية في لبنان. وبالنسبة لدوماني، فالفرصة سانحة اليوم لإحياء سكك الجديد وإعادة وصل لبنان بأوروبا.
من جهته، علّق المدير العام لمصلحة سكك الحديد والنقل المشترك زياد نصر في حديثٍ لـ"دايلي بيست"، قائلاً إنّ الرئيس سعد الحريري تعهّد بمراجعة الموازنة الخاصة بإعادة تأهيل السكك الحديدية.
المصدر: دايلي بيست - ترجمة لبنان 24
[email protected]
أضف تعليق