كشف الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء الفرق بين الروح والنفس أثناء تفسيره للآية الكريمة “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ” في برنامج منابر النور ، والذي يذاع على قناة mbc . وقال المغامسي: ” أهل العلم من المفسرين يقولون إن سبب نزول هذه الآية يحتمل أمور عدة ، من أشهرها عندهم رواية تقول “أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على ملأ من يهود فقال بعضهم لبعض سلوه وقال بعض آخر لا تسألوه ثم عزموا أن يسألوه فقالو يا أبا القاسم ما الروح؟ فاتكأ النبي صلى الله عليه وسلم على عسيب نخل فقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فعلمت أنه يوحى إليه ثم تلا قول اله عز وجل ” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً” فالعلم بالروح مما استأثر الله عز وجل به ولم يطلع عليه أحدًا من خلقه، فهي من أعظم الغيبيات، إلى عصرنا العلم الحديث على تقدمه مازالو يبحثون في مسألة الروح لم يجدوا لذلك حلا”

وأضاف: ” الروح إذا كانت متصلة بالبدن تسمى نفس والله عز وجل يقول “يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” ، ويقول ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ” أما إذا خرجت من الجسد تسمى روحا ، وجاء في الحديث “إن الروح إذا قبض تبعه البصر” ومعنى ذلك أن البصر يتابع الروح وهي تخرج من الحلقوم فقال الله عز وجل ” فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ” . واستطرد قائلا : “الروح تنفك عن الجسد وتتصل به فإذا اتصلت به اتصالًا تامًا كما هو حال الأحياء فهي تسمى نفس ، فإذا خرجت تخرج إلى عالم البرزخ، هذا في حالة الوفاة ، فانفكاك الروح كليةً عن الجسد هذا هو الموت، والروح من الثمانية التي لاتفنى بإجماع العلماء،، وهذه الروح تتصل يوم القيامة بالأجساد التي خرجت منها اتصالًا لا انفكاك بعده”.

وأكمل : ” وقد جاءت مفردة الروح في القرآن على معان أُخر غير الروح التي نتحدث عنها التي هي من الغيب ، ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى ” تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ” والمراد بالروح هنا جبريل عليه السلام على أشهر أقوال العلماء، كذلك تاتي الروح بمعنى الوحي الذي فيه حياة القلوب فقال عز وجل في سورة النحل “يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ”. واختتم بقوله: ” الروح تنفك عن الجسد انفكاكا جزئيا حال النوم، فلا يقال عن النائم ميتاً ولا يقال عنه مستيقظًا ، ولذلك قلم التكليف لا يجري على الإنسان وهو نائم، لأن اتصال الجسد بالروح آنذاك ليس اتصالًا كليًا”.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]