أحيا الطلاب العرب في جامعتي تل أبيب والقدس، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ71 للنكبة.
في جامعة تل أبيب، اختتمت الجبهة الطلّابيّة، حركة جفرا- التجمع الطلابي وأطر طلّابيّة أخرى في جامعة تل أبيب اليوم الأربعاء، أسبوع إحياء ذكرى النكبة بمراسيم مركزيّة سنويّة عقدت في "ساحة أنطين" في مدخل الجامعة للسنة الثامنة على التوالي في تحدّ واضح وجريء لقوانين حكومة اليمين الهادفة الى إسكات الرواية الحقيقيّة حول النكبة ومجريات 1948 وعلى رأسها قانون النكبة الذي سنته عام 2011 لمنع احياء ذكرى النكبة.
وقد شارك في المراسيم رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة والنواب، أيمن عودة، عايدة توما- سليمان، د. عوفر كسيف، د. يوسف جبارين، والنائب السابق د. دوفر حنين من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ود. مطانس شحادة عن التجمع الوطني الديمقراطي، وغيرهم، الى جانب حشد من الطلاب والمحاضرين العرب واليهود في الجامعة.
عودة: لن تنجح أي صفقة واي آلة هدم ولا خطة حكومية أو دولية بتصفية قضية الشعب الفلسطيني
وأكد النائب عودة: "ذكرى النكبة بهذه السنة تحمل راهنية استثنائية في ظل صفقة القرن الأمريكيّة والتي تهدف بالأساس لتصفية القضية الفلسطينيّة". وتابع "ما دام شبابنا يذكرون نكبة شعبنا لن تنجح أيّ صفقة، وأي آلة هدم ولا خطّة حكومية أو دوليّة من تصفية قضية الشعب الفلسطيني وسلب حقه من تقرير مصيره. فقط الاعتراف بالنكبة والغبن التاريخي وتصحيحه يكف السلام العادل والمساواة الحقة".
توما – سليمان: طالما بقي في هذا الشعب اجيال شابة، تتذكر وتواصل النضال، يبقى الأمل حيًا فينا.
وقالت النائب عايدة توما – سليمان في كلمة مقتضبة "النكبة ليست قضية ماضويّة ولا ذكرى متجمّدة، بل هي قضيّة ومأساة متدحرجة. إن كانت قد بدأت بالتهجير والتغريب والسلب والسطو على أرضنا وحياتنا وحقّنا بالبارود والنار، فإنها اليوم تأخذ شكلًا اخر لكنها تصُب في ذات السياسات. سياسات نزع الشرعية عن وجودنا كأقلية قومية داخل وطنها، اجهاض حق شعبنا الفلسطيني بتقرير مصيره، القضاء على قضية اللاجئين وحق العودة، ملاحقات سياسية، سياسات هدم البيوت ومنع التوسع لقرانا وبلداتنا، سياسات الافقار وتقاعس فادح في درء تفشي الجريمة وغيرها من السياسات التي لا تهدف الّا لقمع وجودنا وتهجيرنا وتغريبنا عن هُويتنا القومية الفلسيطينية".
وتابعت "احيينا اليوم ذكرى النكبة ال 71 مع طلابنا في جامعة "تل أبيب" المقامة على أرض القرية الفلسطينيّة المهجّرة الشيخ مونّس، لنؤكد أنه مع مرور 71 عامًا على 15 أيّار 1948، ما زال شعبنا الفلسطيني حي وفعّال، نناضل من اجل استقلال شعبنا في دولته الفلسطينية المستقلة، ونلاطم المخرز هنا في وطننا من اجل حقوقنا الجماعية بما فيهم حق العودة، وحقوقنا المدنية المشتقة من كوننا اهل هذه البلاد". لتختم بالقول "طالما بقي في هذا الشعب اجيال شابة، تتذكر وتواصل النضال، يبقى الأمل حيًا فينا".
جبارين: النكبة مركّب أساسي في الهويّة الجمعية لكل الفلسطينيين
في حين قال النائب د. يوسف جبارين أن "إحياء ذكرى النكبة في جامعة تل أبيب اصبح حدثًا اساسيًا لدى جماهيرنا بهذه الذكرى، حيث يبادر طلابنا وطالباتنا الذي نعتزّ بهم لهذا النشاط، رغمًا عن كل العراقيل الّتي يواجهونها وذلك رغم تحريض الفاشيين من الحركات اليمينية".
وأردف "النكبة هي مركّب اساسي في الهويّة الجمعية لكل الفلسطينيين، وهي لا تزال مستمرة من خلال ممارسات يومية تهويدية، ضد الارض والانسان والهوية، تمارسها السلطات الإسرائيلية من العام ١٩٤٨ وحتى يومنا هذا. وكما أكدنا اليوم، فاللاجئون سيعودون، والحق الفلسطيني سيعود لاصحابه".
كسيف: من يؤمن بالسلام والشراكة الحقيقية عليه الاعتراف بالظلم والنكبة
أما النائب د. عوفر كسيف فقد شدد في كلمته على أن "من يؤمن بالسلام والشراكة الحقيقية وحق الشعوب في تقرير مصيرها عليه الإعتراف بالظلم والنكبة التي حلت على الفلسطينيين عند قيام دولة إسرائيل، فالحقائق التاريخية لا يمكن محوها أبدًا".
وأضاف: "الإعتراف بالرواية الفلسطينية هو أمر ضروري وأخلاقي، حان الوقت لكي نسمع اصوات الفلسطينيين، حان الوقت أن نشعر بالمعاناة التي سُببت لهم إثر طردهم من أرضهم وبيوتهم، فقط بهذه الطريقة يمكن تحقيق السلام العادل والشامل".
وأكد النائب د. عوفر كسيف في تغريدة له أنه انضم لبرنامج ذكرى يوم النكبة الفلسطينية في جامعة تل أبيب أن "الاعتراف بالرواية الفلسطينية هي أمر حيويّ من ناحية أخلاقية، وليس أخلاقي فحسب بل عملي. كل من لا يرغب بالعيش على حد السلاح، ويحلم بالسلام والشراكة لا بُد أن يعترف بالغبن الفظيع الذي تسببناه لمئات آلاف البشر عند اقامة الدولة"!
وتابع كسيف "خلال النهار سيتظاهر أيضًا سكان قطاع غزة والذين قسم منهم مهجرو وأحفاد المهجرين من عام 48. إنه وقت الاصغاء لأصوات الفلسطينيين، والاستجابة لللاجئين الطالبين العودة الى أراضيهم، لأنه فقط بهذه الطريقة نستطيع أن نُرسي هنا سلامًا عادلًا يطيب للجميع – الفلسطينيين، الاسرائيليين، العرب، واليهود".
أما النائب أيمن عودة فقد قال أن "الدرب للمساواة لا بد أن تمر عبر الاعتراف بالغبن التاريخي والكارثة القومية التي أنزلت على الشعب الفلسطيني. لا قانون ولا جرافة تستطيع أن تُنسي ذاكرتنا، عائلاتنا التي فقدت أراضيها، المجازر التي ارتكبت بحقنا، وثقافتنا التي تضررت بشكل جسيم. فقط الاعتراف بالماضي سيقود الى تغيير الواقع ولمستقبل مشترك للعرب واليهود".
حيث تحيي الجبهة الطلّابيّة في الجامعة العبريّة في القدس- حرم جبل المشارف ذكرى النكبة بنشاط مركزيّ يشمل معرضًا لصور القرى والمدن الفلسطينيّة والحياة الاجتماعيّة قبل أحداث النكبة في العام 1948 بالإضافة الى توزيع بطاقات تعريف على الطلاب والطالبات تتناول تعريفًا حول بعض القرى الفلسطينيّة المهجّرة وتاريخها.
وفي جامعة حيفا تختتم الحركات الطلّابيّة من الجبهة، التجمع وكتلة جذور أسبوع احياء ذكرى النكبة في فعاليّة اختتامية في الساعة الرابعة عصرًا في قاعة "صفاديا" في الجامعة تشمل معرضًا للصور لفلسطين قبل وخلال النكبة يتناول محطات عدّة في تاريخ الشعب الفلسطيني بالإضافة الى عرض الفيلم الوثائقي "سرقة الكتب الكبرى" الذي يتناول جانبًا من احداث النكبة وهو سرقة الكتب الفلسطينيّة من البيوت المهجرة عام 1948 ووضعها في "المكتبة الوطنيّة".
في جامعة بن غوريون في النقب تحيي الجبهة الطلابيّة ذكرى النكبة في نشاط سياسيّ نهاية الشهر الجاري باستضافة النائب د. عوفر كسيف والنائب السابق يوسف العطاونة تتطرق خلاله الى الأوضاع في النقب والقرى المهجرة بعد مرور اكثر من سبعة عقود على النكبة.
وتجري هذه المراسيم وسط دعوات اطلقها نشطاء في اليمين الفاشي لمنع اجراء هذه المراسيم حيث تظاهر نشطاء اليمين في سنوات سابقة ضد السماح بإجراء هذه المراسيم.
وفي الجامعة العبرية بالقدس شارك عشرات الطلاب بنشاط وحدوي رغم محاولات اليمين للتشويش.
[email protected]
أضف تعليق