فنان لا خلاف على موهبته، فهو قادر على تقديم كل الأدوار بنفس الإتقان والإقناع. لذا، أصبح طارق لطفي واحداً من أهم الممثلين الموجودين على الساحة الفنية حالياً. عاد للسينما بعد غياب استمر 9 سنوات بفيلم جديد هو «122» الذي حقق من خلاله نجاحاً كبيراً واعتبره النقاد تجربة فنية تحمل الكثير من الجرأة. تحدثنا مع طارق لطفي عن الفيلم الجديد وكواليسه وكذلك عن حياته الخاصة وعائلته وعن تفاصيل يومه العادي بعيداً عن الكاميرات.

كيف استقبلت نجاح فيلم «122»؟

لم أتوقع كل هذا النجاح للفيلم. فقد توقعت أن يحقق نجاحاً ولكن ليس بهذه الطريقة. لذا، أنا سعيد جداً بردود الأفعال الإيجابية التي وصلتني من مختلف أنحاء الوطن العربي ومن الجمهور والنقاد على حد سواء، وممتن لكل شخص أشاد بالعمل وطالبني بتقديم المزيد من الأعمال على المستوى نفسه. وأقول لهم أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم جميعاً.

ما الذي جذبك إلى شخصية «نبيل» وإلى الفيلم بشكل عام؟

الفكرة المختلفة والجرأة في الطرح والتقديم السينمائي. فشخصية «نبيل» صعبة جداً. وبشكل عام، أنا أميل للشخصيات الشريرة. فهي تمثل لي متعة في التمثيل في ظل محاولاتي لإقناع الجمهور بمصداقية الشخصية على رغم كونها أبعد ما تكون عن شخصيتي الحقيقية. وهذا من وجهة نظري التحدي الحقيقي.

بمناسبة المصداقية في الأداء، هل تسببت بالفعل في إصابة غادة عبد الرازق بنزيف أثناء تصوير أحد الأعمال الفنية بسبب اندماجك في الدور؟

نعم، حدث هذا أثناء تصوير مسلسل «مع سبق الإصرار»، إذ كان هناك مشهد ضرب استمر أمام الكاميرا لمدة 6 دقائق وظهر على الشاشة دقيقة ونصف الدقيقة. وقبل البدء بتصوير المشهد، سألتها «أضرب بجد»؟ أجابتني بالإيجاب فانطلقت واندمجت إلى درجة كبيرة وبدأت الضرب. في البداية، لاحظت أن يدي تسببت في إيذائها بجانب فمها، فأشارت لي باستكمال التصوير وعدم التوقف واستمر الضرب وأصيبت بتورم في الفك ونزيف داخلي في الفم وكدمات في أماكن متفرقة من جسدها، مما أدى إلى حصولها على إجازة من التصوير بعدها.

هل نتج من هذا المشهد خلاف بينكما بعد انتهاء التصوير؟

بالعكس، فهي تدرك تماماً أن هذا الاندماج هو في مصلحة العمل. وغادة ممثلة موهوبة وشاطرة وتدرك جيداً قيمة أن يخرج العمل في أفضل صورة حتى لو كان الثمن إصابتها بكل هذه الكدمات. فسعادتنا أثناء مشاهدة المسلسل على الشاشة وحب الناس وإعجابهم بأدائنا الطبيعي، ينسينا في النهاية أي تعب.

بعضهم كان يخشى التصوير معي

توقع الجمهور أن تعود لهم بشخصية رومانسية أو فيلم اجتماعي لكن عودتك بفيلم رعب «122» خالف توقعات الجمهور. فما رأيك؟

الحقيقة أن القدرة على جعل العمل يخالف توقعات الجمهور أحد أهم أسباب النجاح من وجهة نظري. فأحد أدوار الممثل، قدرته على إدهاش الجمهور باختيارات غير متوقعة طوال الوقت وهو ما أحاول أن أقدمه في أعمالي الفنية سواء في السينما أو التلفزيون.

شخصية «نبيل« ليست موجودة في الواقع فهي شخصية خيالية إلى حد كبير. هل وجدت صعوبة في تجسيدها؟

بالطبع، نظراً إلى أنه ليست هناك مرجعية قد أعود إليها لأستمد منها تفاصيل الشخصية والأداء. «نبيل» ليس طبيباً عادياً أو محامياً مثلاً، يمكنني أن أقابل نموذجاً مشابهاً له في حياتي العادية. لذلك، كان واحداً من أصعب الشخصيات التي قدمتها في حياتي وسعيد بها جداً وكذلك باستقبال الجمهور لها.

كيف تلقيت استقبال الجمهور في البلاد العربية المختلفة؟

أسعدني لدرجة لا تتخيلونها، فقد شعرت ببهجة حقيقية بعدما لاحظت حب الناس وإعجابهم بالفيلم في الدول العربية ودول الخليج وخروجهم من السينما بفرح كبير. وأذكر أن بعضهم كان يخشى التقاط صورة معي بعد الفيلم نتيجة تأثرهم بشخصية «نبيل» التي كانت تمثل بعض الرعب لهم أثناء مشاهدة العمل وهذا أمر أسعدني جداً لأنه يعني أنني نجحت في تقديم الدور بطريقة مقنعة.

أولادي والفن

بعيداً عن الفن كيف تقضي يومك لو حصلت على إجازة من التصوير؟

أنا حالياً في إجازة من التصوير بعدما انتهيت من تصوير كل الأعمال التي تعاقدت عليها مؤخراً والحمد لله حققت ردود أفعال جيدة أسعدتني. أفضّل البقاء في المنزل كثيراً لأستمتع بدفء العائلة وقضاء أطول وقت ممكن مع أسرتي الصغيرة زوجتي حبيبتي وأولادي الثلاثة شريف وليلي وياسين.

ابنك الأكبر عمره 16 عاماً وأصغر أبنائك 6 سنوات، هل ظهرت على أحدهم أي بوادر فنية؟

ابني الأكبر يعشق أفلام الرسوم المتحركة وينفذها في مدرسته ويشيد المعلمون بقدرته على تقديمها بطريقة ممتعة ويفضل احتراف المجال الفني، لكني بشكل عام لا أحبذ فكرة أن يدخل أي من أبنائي هذا المجال الصعب لأن المشوار مجهد جداً ويتطلب تعباً كبيراً، في حين أنه قد يدخل مجالاً آخر ويجد الأمر أكثر بساطة وسهولة ويحقق أحلامه في المجال الذي اختاره بدون أن يتعب بهذا الشكل.

ماذا لو أصر أحدهم على احتراف الفن؟

لن أقف في طريق أحلام أبنائي لو أصروا على دخول المجال الفني، لكني أتحدث عما أفضله أنا بشكل شخصي، فلن أشجعهم على ذلك. لكن، لو لاحظت أن أحدهم لا يريد امتهان غير الفن، بالتأكيد سأقف إلى جانبه وأدعمه حتى آخر نفس.

أنا شخص غيور

تعيش قصة حب مع زوجتك عمرها 20 عاماً حدثنا عنها وكيف تم التعارف؟

تعرّفت عليها في حفل افتتاح مجلة منذ ما يزيد على عشرين عاماً، فخطفتني بجاذبيتها وروحها. وحاولت التعرف عليها والتحدث معها لكني فشلت. فوسّطت صديقاً مشتركاً وفاتحته في رغبتي في التقرب منها، لكنه أخبرني أنها تعيش في الولايات المتحدة الأميركية، وأتت إلى مصر في زيارة قصيرة، ستعود بعدها لتكمل حياتها هناك، لكني أصررت على أن أتعرف عليها. وقد كان تعارفنا وبدأنا الحديث ولم أكن متأكداً من حقيقة مشاعرها تجاهي. فحاولت إثارة غيرتها وأخبرتها أنني سأقابل اليوم فتاة أخرى صديقة غالية جداً ولها معزة خاصة.

فوجدت انفعالاً على وجه شاهندا «زوجتي الحالية» وهنا تأكدت أنها تحبني وبدأت أتقرب منها بشكل أكبر.

هل سافرت زوجتك بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية أم استقرت في مصر؟

استقرت في مصر ولم تذهب إلى أميركا مرة أخرى واستمرت فترة تعارفنا 6 أشهر ثم خطوبة لم تكمل العام واستمر زواجنا 20 عاماً والحمد لله ربنا يبعد عنا كل شر وسوء.

هل أنت شخص غيور بشكل عام؟

غيور جداً ولكن ليست الغيرة المرضية التي قد تتسبب في إيذاء الطرف الآخر. أشعر بالغيرة على حبيبتي وزوجتي وأظهر لها غيرتي هذه من حين إلى آخر. وهي تعرف جيداً طبيعة النظرة التي تحمل غيرة عليها.

أعاني من الفوبيا

هل صحيح أنك تعاني من فوبيا «الحقن»؟

أعاني بالفعل من فوبيا «الحقن»، فأنا أشعر بخوف شديد من فكرة دخول سن الإبرة في الوريد أو في أحد عروق جسمي لدرجة كبيرة. وأكره اللحظة التي قد أُضطر فيها إلى اللجوء لأخذ عينة من دمي لإجراء تحليل ما، فهذا أمر مرعب جداً بالنسبة لي.


المصدر:سيدتي 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]