ايمانًا منّا أنّ للنساء دورًا مهم في النضال الوطني، الدور الذي جسدته عدد من الشهيدات والناشطات، نذكر منهّن الشهيدة خديجة شواهنة من سخنين، والتي سقطت في يوم الأرض، وقناعة منّا أنّ لا يمكن تجزئة النضال إلى نِسوي أو قوميّ أو إجتماعيّ، فهو نضال مُوّحد يصب في نهاية المطاف في تحرير مجتمعنا من القيود المفروضة عليه بدءً من الاحتلال وحتى تقاليد مجتمعية تعزز "دونيّة المرأة" وتبعدها عن دائرة الإنصاف، تنشط "كيان"- تنظيم نِسوي، دائما ومؤخرًا، في عددٍ من الفعاليات الوطنيّة حفاظًا على روايتنا الفلسطينية التاريخية ودفاعًا عن اراضينا من المصادرة، حيث عملت على تنظيم تلك الفعاليات مجموعات "كيان" في الحقل.
ومن الفعاليات التي عملت "كيان" على تنظيمها كانت مشاركة واسعة، من حيث التنظيم والحشد، في المظاهرة التي نُظمت يوم الجمعة، 29.3.19، في الجديدة المكر دفاعًا عن اراضي الطنطور، التي تتعرض في الآونة الأخيرة إلى محاولات سلب ومصادرة بحجة اقامة مدينة جديدة.
وكانت مجموعة "كيان" في الجديدة- المكر، مجموعة "نساء قياديات"، قد شاركت في اللجنة الشعبية ونشاطاتها المحلية والقطرية، والتي كان اخرها تنظيم الحدث الأخير والدعوة إليه، كما وعملت المجموعة على حشد النساء ودعوتهّن للمظاهرة التي لاقت الصدى الكبير وشارك بها العشرات من ابناء مجتمعنا من الجديدة المكر ومن القرى والبلدات العربية.
وفي تعليقٍ لها، قالت إحدى المنظمات والقياديات في منتدى "نساء قيادات"، منتهى ابو عيشة، على أنّ مشاركة النساء في الحدث، سواءً من حيث التنظيم أو المشاركة الفعالة في الحدث نفسه، تحمل مقولة مهمة، فنضالنا موحد، ليس فقط لأننا جزءُ لا يتجزأ من هذا المجتمع الذي يعاني من التمييز والإقصاء والتهميش إنما لأن المخطط لا يضر فقط بالرجال إنما يضر بالمجتمع كاملةٍ، من رجال ونساء وأطفال.
وأوضحت ابو شارب على أنّ مساعي مجموعة "نساء قياديات" في التصدي للمخطط مستمرة وانها لن تتوقف عند هذه المشاركة العينية إنما مستمرة حتى الغائه، الأمر الذي حُدد كهدف منذ بداية التظاهرات.
وفي فعالية أخرى، قامت مجموعة "كنز"، الناشطة في دير حنا، بتنظيم عدد من الفعاليات في البلدة، والتي هدفت إلى احياء ذكرى يوم الأرض الـ 43، حيث بدأت الفعاليات يوم السبت (30.3.19) بمحاضرات توعوية لطلاب المدارس، تم خلالها الشرح للطلاب من قبل الناشطات في المجموعة عن يوم الأرض، اسبابه، احداثه وتداعياته حتى اليوم، ليقمن لاحقًا بتوزيع لاصقات على طلاب المدارس توضح الحدث وتساهم في رفع وعي الطلاب لأهميته.
كما قامت المجموعة بمشاركة الأطر الرسمية في زيارة أضرحة الشهداء والقاء كلمة، ولاحقًا شاركت في المسيرة القطرية التي تم تنظيمها في سخنين لإحياء المناسبة.
وحول هذا النشاط قالت النِسوية، جهينة حسين، من مجموعة "كنز أنّ مشاركة النساء في إحياء ذكرى يوم الأرض مفهوم ضمنًا. في مجموعة "كنز" قررنا أن نسلط الضوء على رفع وعي طلاب المدارس لما يعانوه من مساعي تشويه وطمس وتغييب لروايتهم التاريخية، وقد لمسنًا غياب الراوية الفلسطينية عند قسم منهم، إلا أنّ هنالك معرفة أولية لقسم كبير من الطلاب لما جرى في أحداث يوم الأرض.
وأكدت حسين على أنّ المجموعة ستعمل على نشاطات اضافية تساهم ايضًا في دفع نسائنا إلى أخذ الدور المنشود في الحفاظ على هويتنا وروايتنا الفلسطينية.
وعن نشاطات "كيان – تنظيم نسوي"، اوضحت رفاه عنبتاوي- مديرة "كيان" أنّ المؤسسة تنشط منذ 20 عامًا لتمكين نسائنا في عدة مستويات، فمن خلال العمل مع النساء في الحقل يتم تدربيهّن ورفع وعيهّن في عددٍ من المواضيع منها الصحيّة والحقوقيّة وأخرى تتعلق بالأحوال الشخصيّة.
وأضافت عنبتاويّ أنّ المؤسسة بدأت قبل سنوات بالعمل المكثف والمستدام على رفع الوعي السياسي لدور النساء وزيادة مشاركتهن الفعالة في القضايا الوطنية، وذلك من خلال المبادرة لمشروع "نساء على درب العودة"، والذي يرتكز على الفرضيّة أنّ نسائنا بحاجة إلى تمكين في المستويات التي ذكرت أعلاه، إلا أنّ هذا لا يكفي، فعندما نعدد دوائر التمييز والتهميش التي تعاني منها نسائنا نصل إلى حلقة اضافية عدا المجتمع الذكوري والبطريركية الأبوية، وهي المؤسسة الإسرائيلية والاحتلال، الأمر الذي عزز لنا القناعة أنّ هنالك حاجة للعمل مع نسائنا في سبيل تعزيز العمل السياسيّ وربط نضالهن النسوي بالوطني مع التأكيد أنه لا يمكن عزل أحدهما عن الآخر.
وأوضحت عنبتاوي أنّ تعزيز نسائنا في المستوى السياسي قادر ايضًا على تقوية حضورهن في الحيّز العام، حيث تساهم التدربيات في دفعهن إلى المشاركة في الأطر الفاعلة، محليًا وقطريًا، واتخاذ القرارات في الوقت التي اقتصرت هذه الأطر سابقًا على الرجال فقط، وطموحنا هو ان تكون النساء شريكات في كل ما يتعلق بهذا النضال.
[email protected]
أضف تعليق