خصائص ومميزات نوعية تشهدها المعركة الانتخابية القادمة للكنيست الإسرائيلي لربما ابرزها هو موجة التحريض من قبل اليمين المتطرف وحتى من قبل أحزاب وسط ومركز مثل غانتس ولبيد، الذين اعلنوا سابقا بانهم يرفضون تشكيل كتلة مانعة مع الأحزاب العربية، ما شكل حالة احباط واستياء واضحة ومباشرة لدى المواطن العربي خصوصا بعد انشقاق المشتركة وعدم التوافق بين الأحزاب العربي التي برهنت وكشفت عن نوايا أخرى غير الوحدة وخدمة الجماهير على خلاف ما كان يعتقده المواطن الفلسطيني في الداخل حيث انعكست موجة الإحباط هذه في استطلاعات بالرأي كشفت عن انخفاض ملحوظ في نسبة المصوتين العرب وصل حد العدم، فضلا عن الحملات العدائية التي تقوم بها أحزاب اليمين والوسط ضد بعضهم البعض والتي اعتبرت الأعنف والاشرس في تاريخ الانتخابات الاسرائيلية ما يؤثر سلبيا نحو التطرف والعدائية على المواطن الإسرائيلي.

كلما كنت أكثر تطرفا تجاه المواطنين ترتفع اسهمك في الشارع اليهودي

الدكتور خالد أبو عصبة قال حول هذا الموضوع لـ "بكرا": كلما اقترب موعد الانتخابات كلما كان هناك أكثر تحريض وارتفاع في وتيرة التصعيد ضد العرب بشكل عام وضد الجماهير العربية في البلاد بشكل خاص.

وتابع: السبب في ذلك ان الأحزاب اليمينية المتطرفة اتخذت مسارا بانها تستطيع ان تجند أصوات أكثر من الشارع اليهودي كلما أظهرت تطرف أكبر في المواقف ضد المواطنين العرب وهذا امر مؤسف بطبيعة الحال.

وأشار قائلا لـ "بكرا": هناك استطلاعات تؤكد وتشير انه كلما كنت أكثر تطرفا تجاه المواطنين العرب والفئات الشرقية ترتفع اسهمك أكثر في الشارع اليهودي.

التحريض ضد العرب ورقة ناجحة في الانتخابات

د. ثابت أبو راس مدير صندوق إبراهيم عقب بدوره قائلا: من المؤسف ان التحريض على المواطنين العرب أصبح عادة خاصة حيث انه في انتخابات 2015 قاد رئيس الحكومة بنفسه هذا التحريض الذي اصبح الورقة الرابحة في معركة الانتخابات، نتنياهو لم يكن يتوقع الفوز حينها حتى يوم الانتخابات عندما القى خطابه وقال ان المواطنين العرب يتدفقون الى صناديق الاقتراع، بحجة الانتخابات يبحث اليمين على التحريض اكثر على العرب.

وتابع: المؤسف أكثر ان غانتس متجه الى ذات الطريق واعلن ان حزبه لن يتوجه الى القوائم العربية من اجل الاعتماد عليهم كجسم مانع او كجزء من أي حكومة مستقبلية حيث نرى ان تهميش المواطن العربي وصوته موجود لدى الحزبين الكبيرين وأصبحت الأحزاب العربية بمناسبة كرة يلعب بها الحزبين الكبيرين حيث يرفض الجميع أي تعاون مع العرب.

نتنياهو يحرض ضد العرب لانه في مأزق سياسيا وامنيا

أردف قائلا: التحريض على العرب أيضا منوط هذه المرة بالأحزاب اليمينية التي تقود معركة الانتخابات والعامل الجديد هو جماعة كهانا وسموتريتش من جهة عدا عن تحريض الليكود واليمين المتطرف والأحزاب الدينية حيث نرى ان كثرة الأحزاب التي تركز على التحريض العنصري ذد المواطنين العرب، حيث ان ثقافة الخوف المتجذرة في المجتمع اليهودي هي رابحة وسياسة التخويف من العرب أصبحت رابحة أيضا حيث يستعملها الجميع من اليمين وليس هناك من يدافع عنا من أحزاب اليسار او المركز وخاصة غانتس الذي يرفض إمكانية التعاون معنا.
وأضاف أبو راس لـ "بكرا": التحريض هذه المرة ينبع من سببين الأول هو ان المعركة الانتخابية حادة جدا هذه المرة وتقف على عضوين هنا وهناك بين المعسكرين اليمين والمعسكر الاخر مع العلم ان غانتس لا يعتمد على العرب ولكنه بحاجة الى 61 عضو بمن فيهم العرب من اجل صد إمكانية وصول نتنياهو للحكومة، احتدام المعركة ووقفوها على عضو او اثنين يكون التحريض اكثر، ولكن إسرائيل ومع كل الدعم الأمريكي في الجولان والقدس الا انها في مأزق سياسيا وامنيا ولا تستطيع حل قضاياها.

وتابع: عادة الحكومة الإسرائيلية واليمين الإسرائيلية يبحث عن قضايا رابحة بدل ان بكون النقاش عن قضايا امنية ورأينا ان هناك مشاكل مع غزة ومع سوريا وايران وحزب الله ولا يفلح نتنياهو بحلها لذلك فهو يبحث عن ضحية ويحرض على العربي الفلسطيني، ما جعل المواطن العربي محبط اكثر وخصوصا بعد ازمة المشتركة والامر بات واضحا في كل استطلاعات الرأي التي تشير الى تدني نسبة التصويت هذه المرة بسبب الإحباط وعدم التأثير في الحكومة وتهميش الصوت العربي وأيضا بسبب الإحباط من تصرفات الأحزاب الأربعة في المشتركة وانشقاقها.

الحملات والتحريض سيجعل المجتمع الإسرائيلي كله اكثر عدواني ومتطرف

بدوره قال اوفير شبيجل المستشار الاستراتيجي والسياسي بان الحملات الانتخابية الحالية عدائية جدا وتؤثر سلبيا على الجمهور الإسرائيلية وتجعله اكثر تطرفا واضاف: بالفعل هناك حملات انتخابية عدائية جدا وحادة تشهدها هذه الانتخابات حيث ان الدولة موجودة في وضع أمنى معقد ليظهر اشخاص يدعمون هذا التحريض واشخاص يرفضونه، ما يزيد من وتيرة التحريض.

وتابع قائلا: نحن امام حملات انتخابية عدائية جدا لان معظم الأحزاب هي أحزاب وسط او يمين، وجميعها تتنافس على من يحب أكثر الدولة ويظهر صهيونيته بصورة أكبر كما ان الأحزاب اليمينة والوسط تهاجم بعضها البعض ويتهم أحدهم الاخر بالغباء وانعدام فهمهم للأمور في مجالات عديدة منها الاقتصاد وامور أخرى.

ونوه قائلا: لا اعلم ما هي نتائج الانتخابات القادمة ولكن اعتقد انه سيكون هناك تأثير للوضع الأمني الحالي على النتائج، وقد ظهر عبر التاريخ ان الوضع الأمني يغير كثير على النتائج، كما اظهر التاريخ أيضا ان عدد كبير من الناخبين يقررون لمن سيصوتون قبل الانتخابات بأيام فقط واحيانا في يوم الانتخابات نفسه.

وأختتم: ما يهم الان هو النظر على تأثير هذه الحملات الانتخابية على المجتمع الإسرائيلي عموما، حيث ستترك اثرا كبيرا، حيث انه كلما كان الحوار من قبل القياديين او المرشحين اكثر عدائي فان العدائية والتطرف تأخذ شرعية اكبر في صفوف المواطنين، وهذا سيجعل المجتمع الإسرائيلي كله اكثر عدواني ومتطرف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]