تكتب "هآرتس" أن بعض استطلاعات الرأي تتنبأ، في الأيام الأخيرة، باجتياز حزب "زهوت" (هوية) برئاسة موشيه فايغلين، لنسبة الحسم. ويعزو مسؤولو "هوية" صعودهم في استطلاعات الرأي إلى تجنيد كتلة حرجة من الناخبين الجدد في قناة غير متوقعة - الشباب حتى سن 35 سنة، وبعضهم علمانيون، الذين يدعمون القيم التحررية ولا سيما تقنين المخدرات الخفيفة. ومع ذلك، فإن فحص برنامج "هوية" يشير إلى أن طموحات الحزب أوسع من ذلك بكثير، وأن حملة الحزب على الشبكات الاجتماعية أقل ميلًا لإظهار ذلك.
ويتضح من البرنامج أن فايغلين، الذي يعتبر متطرفًا يمينيًا، لم يغير مواقفه. إنه يطمس هذه الرسالة عندما يتوجه إلى مجموعته الجديدة من الناخبين، حتى وإن عرضه أمام الناخبين المحتملين الذين يرغبون في الخوض بشكل أعمق في برنامجه. من يقرأ ألـ 300 صفحة من برنامج "هوية" أو النسخة المختصرة على الموقع الإلكتروني للحزب، سوف يرى بسهولة أن فايغلين يواصل، على سبيل المثال، اقتراح نقل الصلاحيات في الحرم القدسي إلى الحاخامية الكبرى، واحتلال المدن الفلسطينية والشروع في سياسة لتشجيع الفلسطينيين على "الهجرة الطوعية". وكل من يرفض إعلان الولاء للدولة سيتم حرمانه من كل حقوقه.
فيما يلي ملخص الخطة السياسية: "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين
ينفي فايغلين تماما إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام. ووفقاً للبرنامج، "لا يمكن تعريف السلام على أنه هدف للدولة، وقد أدى تعريف السلام كهدف إلى احتلال ألمانيا النازية لتشيكوسلوفاكيا وتمكين ألمانيا النازية من شن حرب عالمية". ولا يرفض برنامج "هوية" إمكانية الوصول إلى السلام، فقط، بل إنه ينفي وجود شعب فلسطيني. ويكتب: "لا توجد مشكلة 'فلسطينية' في أراضي أرض إسرائيل التي تقوم فيها سيادة 'عربية'... إذا اختفت إسرائيل من الخريطة، معاذ الله، فعندها ستختفي في اللحظة ذاتها 'القومية الفلسطينية' أيضًا... لا توجد قومية "فلسطينية". هناك أمة عربية لا تقبل بوجود سيادة اليهود على أي جزء من أرض إسرائيل."
ويقترح "هوية" في برنامجه السياسي خمس مراحل، تشمل منح مكانة خاصة من دون الحق بالتصويت لـ"الأغيار" الذين يوافقون على الولاء لدولة إسرائيل، و"سلة هجرة" للفلسطينيين الذين يرفضون (من خلال التوضيح بأنه سيتم قتل أو طرد "أعداء إسرائيل"). ويعرض هوية إلغاء اتفاقات أوسلو ومساواة مكانة جميع أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية بمكانة رجال حماس - مكانة الأعداء." وبعد ذلك يعرض "هوية" على "جميع الإرهابيين الانسحاب بكرامة"، وإعادة احتلال المدن الفلسطينية ("من خلال استعادة السيطرة وبعد ذلك، تصفية، طرد أو اعتقال كل العناصر الإرهابية التي ستبقى على الأرض"). كما يعرض "هوية" تطبيق السيادة الإسرائيلية الكاملة على المناطق وإنشاء "مراكز للشرطة وغيرها من رموز السيادة الإسرائيلية في كل مدينة وقرية في يهودا والسامرة وغزة".
وفي نهاية العملية، سيكون أمام الفلسطينيين اختيار أحد ثلاثة خيارات يطالب "هوية" بإعطائها لهم: "سلة هجرة سخية لأولئك الذين يرغبون في الهجرة"، مكانة المقيمين الدائمين (لا تشمل حقوق التصويت)، ومطالبتهم "بإعلان الولاء العلني لدولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي"، ومكانة مواطنة تتطلب "مسارا طويل المدى يتم خلاله فحص ملاءمتهم وولائهم. وبالإضافة إلى إعلان الولاء، إجراء امتحانات لهم في اللغة، وتوصيات، وما إلى ذلك، وسيكون مطلوبا من المتقدمين لهذا المسار الانخراط في الجيش أو الخدمة الوطنية". ليس من الواضح ما الذي سيحدث لأولئك الذين لا يقسمون الولاء على النحو الذي يطالب به برنامج فايغلين، لكن البرنامج يؤكد أن "كل من يقرر محاربة إسرائيل سيتم طرده أو قتله".
ويشدد البرنامج على أن معارضة منح حق التصويت للعرب لا تستند إلى اعتبارات نفعية بل على إيديولوجية. "إن معارضتنا لمنح حق الاقتراع التلقائي لغير اليهود فور تطبيق السيادة هي معارضة مبدئية وليست نفعية، دولة إسرائيل تأسست لكي تكون دولة يهودية ... ويجب عليها أن تعبر عن هذا المبدأ وتحميه بنظام حكومتها".
أما فيما يتعلق بالآثار المترتبة على السياسة في البرنامج المقترح، فإن البرنامج يقول إنه لا يوجد سبب للخوف من قطع المساعدات الأمريكية، لأن "التخلي عن المساعدات الأمريكية هو نتاج الواقع". وفيما يتعلق بالمقاطعة الأوروبية المتوقعة، من الممكن إعلان "مقاطعة أولئك الذين يقاطعون إسرائيل" والقانون الدولي "ليس مسألة محتوى بل رغبة في الوقوف وراء الحقيقة".
ويقترح فايغلين إطلاق خطة للبناء والإخلاء في البلدة القديمة في القدس، وبعدها سيتم نقل المجمع الحكومي، ومبنى الكنيست والمحكمة العليا إلى جانب الحرم القدسي الشريف. ويكتب في برنامجه: "سيتم تطبيق عملية طويلة الأجل من الإخلاء والتعويض في المناطق المجاورة للجبل (للحرم)، من أجل السماح بالنقل التدريجي للمجمع الحكومي ورموز السيادة إلى جوار المدينة القديمة وجبل الهيكل (الحرم)." ويقترح فايغلين طرد دائرة الأوقاف ("ستخسر كل صلاحياتها على الجبل")، لكن سيتم السماح للمسلمين بالصلاة فيه.
[email protected]
أضف تعليق