ابتكر ثلاثة طلاب من دائرة علم الحاسوب بجامعة بيرزيت، وهم: رامي سلمان، وأحمد الجمل، ومحمد نبيل قيّم، نظاماً آليًّا للكشف عن كسور العظام في جسم الإنسان من خلال برنامج حاسوبي جرى تصميمه، ويجري العمل على تطويره حاليًّا.
وتقوم فكرة النظام على الكشف بشكل آلي عن كسور العظام في صور الأشعة السينية، باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، إذ عمل الطلاب على ابتكاره كمشروع تخرج بإشراف أستاذ الذكاء الاصطناعي في دائرة علم الحاسوب د. مجدي مفارجة.
وفاز النظام بجائزة أفضل مشروع وفريق منظم، في مسابقة ريادة الأعمال العالمية المُنظمة التي أقيمت في ماليزيا قبل أيام.
ويقول الطالب في دائرة علم الحاسوب الجمل إن العمل على النظام بدأ في شهر أيلول الماضي، وبرزت فكرة المشروع من حاجة المراكز الطبية لنظام يقلل الأخطاء التي تحدث نتيجة التشخيص الخاطئ لصور الأشعة، وما ينتج عنها من نتائج عكسية على المريض.
ويتطلع الجمل إلى تطوير مجال الطب في فلسطين من خلال إدخال التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي قد تساعد وبدقة عالية في مجال الطب الحديث.
ويضيف: "في البداية، توجهنا إلى العديد من المشافي الفلسطينية وقابلنا أطباء وسألناهم عن إمكانية تقبّل الفكرة وتطبيقها، وتلقينا تشجيعًا وحثًّا على تطبيقها". لكن الجمل يشير إلى مواجهة فريقه معضلة تكمن في عدم وجود صور أشعة تحدد هل العظام مكسورة أم لا.
ويتابع: "أجرينا بحثًا مطولًا عن مصدر لتلك الصور، إلى أن وجدنا مجموعة كبيرة من الصورة المصنفة بشكل دقيق عن طريق جامعة ستانفورد الأمريكية، حيث تم تجميع أكثر من 54 ألف صورة وتصنيفها على مدار عشر سنوات.
أما آلية عمل النظام، فإنه عادة ما يقوم فني الأشعة بتصوير المريض وطباعة صورة بلاستيكية يقوم من خلالها بتفحص مكان الكسر بالعين المجردة، لكن في النظام الجديد، تذهب الصورة (ديجيتال) إلى الحاسوب، ويتم تحميلها وفق آلية تدخل بموجبها في عدة عمليات تحضيرية لفحص الكسر، وفق الجمل. وبعد تدريب النظام على عدد كبير من الصور، يصبح بإمكانه اتخاذ قرار بوجود كسر أم لا.
وبصورة أدق، يصف الجمل النظام أنه عبارة عن "برنامج حاسوب مدرَّب على 54 ألف صورة مختلفة لاكتشاف الكسور".
وحول فوز النظام بجائزة أفضل مشروع، يقول الجمل إن الفريق شارك في مسابقة للمشاريع الريادية، أقيمت في العاصمة الماليزية (كوالالمبور)، وحصل على المركز الأول بين 100 مشروع مشارك في المسابقة من 40 دولة في العالم.
بدوره، يقول د. مجدي مفارجة إن هدف المشروع تقديم خدمة للمستشفيات والأطباء والمراكز الصحية، لتقليل الأخطاء الطبية التي يمكن أن تحدث في عملية التشخيص.
ويضيف: "باستطاعة أي طبيب أو فني أشعة استخدامه من خلال خدمة الإنترنت، وسيكون بمبلغ زهيد جدًّا، في ظل ارتفاع أسعار الأجهزة الطبية والبرامج الخاصة بتلك الأجهزة".
وحسب مفارجة، فإن نسبة دقة النظام في المرحلة الحالية تتراوح من 83 إلى 85%، مع الاستمرار في التطوير لتحسين الكفاءة. كما أن النظام قابل للتطوير، بحيث يمكن له تشخيص أمراض خطيرة وطفرات يتم تصنيفها عن طريق هذه التقنيات.
...
[email protected]
أضف تعليق