دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الخميس 14 فبراير/ شباط إلى عهد جديد من التعاون في الشرق الأوسط.

وقال بومبيو، أمام وزراء خارجية ومسؤولين من أكثر من 60 دولة في مؤتمر وارسو، إنه لا يمكن لأي دولة أن تظل بمعزل عن التصدي للتحديات الإقليمية مثل إيران وسوريا واليمن والسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وأحجم بومبيو عن توجيه انتقاد مباشر لإيران لكنه أدرجها في قائمة التحديات بالشرق الأوسط وأقر بوجود خلافات بين الدول بشأن جميع القضايا.

وتشير تقارير الى أن الهدف من مؤتمر وارسو هو أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطا على أصدقائها العرب السُنة من أجل تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم "تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي"، أو اختصارا بكلمة "ميسا" (MESA)، ويطلق عليه البعض "ناتو عربي".

وترغب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأسيس التحالف الذي يضم -إضافة إلى بلاده- ثماني دول عربية، هي دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن، وذلك لمواجهة إيران، والترويج "لمستقبل يعمه السلام والأمن في الشرق الأوسط"، بحسب بيان للبيت الأبيض.

اختلافات 

يرى مراقبون أن هذا التحالف يواجه تحديات أبرزها عدم اتفاق دول التحالف على تحديد مصادر التهديد الذي يواجهها، فبينما ترى السعودية والإمارات والبحرين أن إيران خطر كبير يجب مواجهته بكل السبل، لا تؤمن بقية دول التحالف بأن إيران هي الخطر الأول.

في حين يرى البعض أن مؤتمر وارسو يعد خطوة مهمة في مسألة التطبيع الخليجي مع إسرائيل، إذ ترى الإدراة الأمريكية أن هذا التحالف من شأنه أن يقرب بين إسرائيل والدول الخليجية بهدف مواجهة إيران؟

أمر دعا السلطة الفلسطينية إلى رفض المشاركة ودعوة الدول العربية إلى خفض وفودها إلى مستوى أدنى من الوزاري. وقد عبّرت السلطة الفلسطينية عن استنكارها لمؤتمر وارسو، الذي يهدف برأيها إلى "تطبيع" الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

موقف السلطة الفلسطينية 

وقال نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، "بوقوفها كلياً في صفّ الحكومة الإسرائيلية، تسعى إدارة ترامب إلى تطبيع الاحتلال الإسرائيلي والإنكار المنهجي للحقّ الفلسطيني في تقرير المصير. ويدخل مؤتمر وارسو في هذا السياق".

ومن أجل حث وزراء خارجية أوروبا على المشاركة في المؤتمر، فإن واشنطن قررت إيفاد وزير خارجيتها مايك بومبيو ونائب الرئيس مايك بينس وجاريد كوشنير إلى المؤتمر.

في المقابل يبقى الروس بعيدين عن هذا المؤتمر، إذ التقي رؤساء روسيا وتركيا وإيران في منتجع سوتشي الروسي للتشاور بشأن سوريا تزامنا مع مؤتمر وارسو.

صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية قالت إن مؤتمر وارسو كرس انقسام الأوروبيين بشأن المسألة الإيرانية. كما أشارت إلى تدني مستوى المشاركة الأوروبية في المؤتمر وأيضا إلى خلافات الأوربيين فيما بينهم بشأن هذه القضية.

اتهام ايراني 

في غضون ذلك اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة بالمسؤولية عن تفجير انتحاري وقع الأربعاء في مدينة زهدان جنوب شرق البلاد وأسفر عن مقتل 27 من أفراد الحرس الثوري.

ولم يذكر روحاني اسم أي دولة في المنطقة بخلاف إسرائيل، إلا أن إيران كانت اتهمت من قبل السعودية، بدعم جماعات سنية مسلحة نفذت هجمات دموية ضد قوات الأمن الإيرانية، وهو ما تنفيه الرياض.

وكرر روحاني تحذيرات كبار قادة الحرس الثوري وقال إن طهران عازمة على معاقبة المسؤولين عن أحد أسوأ الهجمات التي تستهدف الحرس الثوري خلال أعوام.

كانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن جماعة جيش العدل المسلحة، التي تقول إنها تطالب بحقوق أكبر وتحسين ظروف معيشة أقلية البلوخ، قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.

من جانبه تساءل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: "أليس من قبيل المصادفة أن تتعرض إيران للإرهاب في نفس اليوم الذي يبدأ فيه مؤتمر وارسو؟ خاصة عندما تهتف مجموعات من نفس الإرهابيين من شوارع وارسو وتدعمها برامج تويتر؟ يبدو أن الولايات المتحدة تتخذ دائمًا نفس الخيارات الخاطئة، لكنها تتوقع نتائج مختلفة"، بحسب نص تغريدته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]