أعلن رئيس حزب العمل، آفي غباي، الثلاثاء عن تفكيك "المعسكر الصهيوني"، وفضّ الشراكة مع كتلة "هتنوعاه" التي تترأسها عضو الكنيست تسيبي ليفني، وسيخوض الانتخابات المُقبلة بشكل مستقل، فيما ستبحث ليفني عن كتلة أخرى لخوض الانتخابات، في حال قررت مواصلة المسيرة السياسية. ما رآه محللون بانه كشف عن أزمة في اليسار الإسرائيلي

عودة بشارات: الانشقاق في المعسكر الصهيوني يذكٌر بما جرى في البيت اليهودي

المحلل السياسي عودة بشارات قال ل "بكرا": الانشقاق في المعسكر الصهيوني يذكٌر بما جرى في البيت اليهودي: انشقاق يتم اعداده سرا خلال اسابيع ويتم الاعلان عنه بشكل مفاجئ لإرباك الحليف وتحويله الى عدو. هذا الأمر هو ما يميز الحياة الحزبية في الوسط اليهودي ونأمل ان لا نشهد امرا مماثلا بين جماهيرنا العربية.

وتابع: السبب الاساسي لخطوة آفي غباي هو وضعه المتدني في استطلاعات الرأي واعتقاده انه باتخاذ موقف حازم ضد ليفني فهو يقول لجمهوره بأنه قيادي وقادر على اتخاذ خطوات حاسمة. من جهة اخرى من الممكن رؤية هذا التطور بمثابة خطوة استباقية من قبل غباي في مواجهة امكانية تشكيل حلف بين تسبي لفني وبين بيني غانتس الذي يسعى لتشكيل قائمة تحظى بتأييد واسع في مواجهة نتنياهو.

ويجب الاعادة للأذهان ان العلاقة بين غباي وتسيبي لفني اتسمت بالتوتر على خلفية مطلب لفني الذب وضعته بشكل انذار، ان تكون رئيسة المعارضة خلفا ليتسحاق هرتسوغ الذي استقال من الكنيست في اعقاب خسارته رئاسة الحزب امام غباي. وعلى الصعيد السياسي فقد ظهر تباين واضح في المواقف. ففي حين تبنى غباي مواقف يمينية وأحيانا يمينية متطرفة في الشأن السياسي فقد تميزت تصريحات لفني بالاعتدال مقارنة مع تصريحات غباي.

وقال مشيرا: في الوقت الذي وضعت فيه لفني الشأن السياسي على رأس اهتماماتها فان الجانب الاقتصادي الاجتماعي احتل موقع الصدارة في اجندة غباي. ولكن الامر الاساسي هو تدني شعبية المعسكر الصهيوني والتقديرات المختلفة لسبب ذلك. ففي حين تشير اغلبية المحللين الى ان غباي لم ينجح في اختراق الشارع الاسرائيلي فقد تم بالمقابل توجيه اتهامات للفني انها تعمل على تقويض الدور القيادي لغباي.
في نهاية الامر فان هذه الخطوة الدراماتيكية التي قام بها غباي، من الممكن ان تكلفه ثمنا باهظا في الانتخابات القادمة، ومن المستبعد ان تشكل قفزة في شعبية حزب العمل.

محمد دراوشة: انشقاق المعسكر الصهيوني هو تعبير عن أزمة اليسار الإسرائيلي

بدوره محمد دراوشه عقب قائلا: انشقاق المعسكر الصهيوني هو تعبير عن أزمة اليسار الاسرائيلي، الذي لا يستطيع إفراز شخصية قيادية، والتكتل خلفها. نذكر جيداً الصراع الدائم بين شمعون بيريس وإسحاق رابين، ومنذ تلك الفترة استمر حزب العمل وشركائه بصراعات داخلية أفقدته القدرة على العودة لاستلام مقاليد الحكم.

وتابع: غباي يحاول ان يتخلص من ليڤني التي تمثل عبئاً سياسياً بالنسبة له. وعلى ما يبدو سيبحث عن شركاء بديلين في وسط الخارطة السياسية، او مع بيني غانتس.غباي يثبت انه ثعلب سياسي، ويفتقد بذلك ثقة كثيرين في الخارطة السياسية، مما قد يقود الى معارك، وربما انقسام داخلي في حزب العمل.

ونوه قائلا: إذا استمرت معارك الوسط واليسار، ولم يتفقوا على شخصية محورية لتقوده، فسيبقى لاعبي احتياط ثانويين في الخارطة السياسية الاسرائيلية. هم في أمس الحاجة الى اطر جامعه وَوَحدويَّة، وليس تفتُّ وتفكُّك مستمر.

مئير مصري: لا اشك بقدرة ليڤني بإيجاد شركاء سياسيين

ونوه د. مئير مصري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس وعضو في حزب العمل الإسرائيلي: لا اشك بقدرة ليڤني بإيجاد شركاء سياسيين، لتستمر في التواجد في الكنيست المقبلة.

وأشار قائلا: ثلاثة أشهر قبل انعقاد الانتخابات العامة في إسرائيل وفي ضوء تدهور العلاقة بين رئيس حزب العمل أفي غباي ونظيرته في حزب الحركة تسيبي ليفني، المتحالفان معاً في إطار قائمة "المعسكر الصهيوني"، قرر الأول حل الشراكة القائمة بين الكتلتين حتى صباح الأمس، وذلك بشكل مفاجئ وأحادي الجانب. ولعل السبب الرئيسي في اتخاذ قرار بهذا الحجم من المجازفة هو تطاول السيدة ليفني على الرئيس المنتخب لحزب العمل في أكثر من مناسبة، داعيتاً إياه بوضع ما أسمته بالفخر والطموح الشخصي جانباً والتنازل عن المقعد الأول لصالح شخصية دخيلة على الحياة السياسية بحجة أن استطلاعات الرأي تنبئ لها بالحصول على عدد أكبر من المقاعد في الكنيست القادمة.

واختتم: إن غباي الذي قد تم انتخابه قبل عام في إطار ديمقراطي وتعددي اختار التمسك بالشرعية التي أتت به على رأس المعارضة في إسرائيل ورفض إملاءات ليفني المتعالية والمهينة على حد وصفه. لا شك في أن خطوة كهذه سوف تحرم حزب العمل من قطاع معين من الناخبين، ولكنها في نفس الوقت سوف تساعده على أن يفرض نفسه في حزب عمل أكثر تماسكاً واتساقاً قبيل معركة انتخابية صعبة يريد خوضها بكونه منافساً حقيقياً للحزب الحاكم وبديلاً له.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]