حذر الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس من حرمان النساء من الميرات وذلك خلال ندوة نظمها نادي الموظفين بالقدس وجمعية الدرب المقدسية الخيرية بعنوان "ميراث المرأة بين الشريعة والواقع".

واستهل الشيخ صبري حديثه بالرد على سؤال حول المراد من أصحاب الفرائض في الميراث فقال ان علم الميراث هو العلم الوحيد الذي شرح وفصل في القران الكريم لأهميته ودقته ويقوم على الأرقام والنسب, اما سائر العلوم والاحكام الشرعية الأخرى فقد وردت مجملة وفصلت من خلال السنة النبوية.

وأشار الى ان أصحاب الفرائض يقصد منه الفئات المنصوص عليها في القران الكريم والمنصوص عليها بالنسب الثابتة , هذه الفئات هي 12 شريحة من المجتمع 8 منها نساء(الزوجة , الام , الجدة, البنت, بنت الابن , الأخت الشقيقة, الأخت لأب والاخت لأم) و4 من الذكور(الزوج , الاب , الجد , الأخ لأم ) وما سوى ذلك من شرائح المجتمع يأخذون من الميراث ما تبقى أي ما يعرف بالعصبة, مضيفا ان هذا بيان على من يقول ان الإسلام يظلم المرأة في الميراث.

وبين ان الله أشار للميراث بكلمة حدود (تلك حدود الله) ووردت أربعة مرات ,لا يجوز التعدي عليها لانها مقررة وثابتة والحدود يقصد منها الواجبات وهي خط احمر لا يجوز ان نتجاوزه.

وردا على سؤال حول الحكمة من قوله تعالى "للذكر مثل حظ الانثيين" قال الشيخ صبري ان الذين يحاولون المس بالقران الكريم ويدعون انهم من انصار المرأة ويزعمون بان ديننا يظلم المرأة نوضح ما يلي: وردت كلمة " للذكر مثل حظ الانثيين" مرتين في القران الكريم, وعندما نقول ان الأخ يأخذ ضعف حصة اخته في الميراث ليس منقصة بحق الأخت والموضوع يتعلق بالالتزامات والذين يتبجحون ويقولون ان هناك ظلم للإناث فهم يجعلون ان الآية تتعلق بالأخ والاخت فقط وبالتالي هذا قرار من الله.

وأضاف من يقول نريد المساواة بين الأخ والاخت كأنه تحدى الله وكأنه يريد ان يظهر نصير للمرأة ولا يدري ان ذلك يقوده الى النار, لذا لا يوجد أي ظلم للمرأة لان الله لا يظلم احد.

الا انه في مجتمعنا الحالي في فلسطين الأخ بالغالب يظلم اخته ويحرمها من الميراث.

المساواة في الميراث

وردا على من يقول نريد المساواة في الميراث بين الذكر والانثى فهي مشكلة كبيرة في مجتمعنا وان بدأت تخف لان البنت سابقا لم تكن متوعية فكريا وثقافيا وكانت تخضع لأنظمة اجتماعية تخشى ان تطالب حقها من الميراث من اخوتها بعد وفاة والدها وتعتبر ذلك عيبا خاصة اذا كانت متزوجة من عائلة أخرى فكأن الاخوة يقولون اذا اعطينا اختنا الميراث فسيذهب لأناس غرباء, ديننا الإسلامي يدعو الى تفتيت الثروة وتكون بالتوزيع العادل للميراث.

وقال: لو طبقنا نظام الميراث بحرفيته سوف لا نجد غني كبير وفقير مدقع ابدا , أصحاب الثروات الكبيرة يحرصون على ان يكون المال للعائلة وحدها , ولا ينتقل لعائلة أخرى, محذرا من حرمان البنت من الميراث , وفي نفس الوقت نرفض مصادقة حكومة تونس على مشروع قانون المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة لأنه يتعارض مع النص القرآني .

توزيع التركة

وسئل اذا كان يحق لاحد الوالدين توزيع تركته في حياته فأجاب الشيخ صبري ان بعض الإباء خاصة كانت الثروة كبيرة يحرص على توزيع التركة في حياته حتى لا يحصل خلاف بين الاخوة فلا مانع من التوزيع, لكن ينبغي عليه ان يراعي الاحكام الشرعية في ذلك وان يكون نصيب الأخ ضعف نصيب الأخت كما ورد في القران الكريم.

وأضاف انصح حين التقسيم والتوزيع ان يوثق الاب ذلك عند كاتب عدل لا ان يكون التوزيع مشافهة , خوفا من حدوث المشاكل بعد وفاة الاب.

وردا على سؤال حول مسألة " لا وصية لوارث" قال الشيخ صبري ان الحديث النبوي الشريف" لا وصية لوارث" فيه عمق عدالة وعمق اجتماعي ونفسي لأنه في حال أوصى الاب لأي وارث سيكون هناك خلاف بين الورثة. يحق للاب ان يوصي غير الورثة لمشروع خيري مثلا او لمسجد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]