أعلنت السلطات المصرية عن كشف علمي مهم يتعلق باكتشاف نظام نقل الكتل الحجرية من المحاجر في منطقة المنيا جنوب البلاد لبناء الأهرامات في الجيزة.
وأعلنت وزارة الآثار المصرية أن البعثة الأثرية الفرنسية الإنجليزية المشتركة والتابعة للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية وجامعة ليفربول الإنجليزية، توصلت إلى طريقة نقل المصري القديم للكتل الحجرية من محاجر مرمر بموقع حتنوب شرق مدينة تل العمارنة بالمنيا في فترة حكم الملك خوفو، مضيفة أنه تم التوصل لذلك من خلال الدراسات والأبحاث التي أجرتها البعثة على الكتابات والنقوش الأثرية المكتشفة في موقع محاجر المرمر المصري.
مسؤولون بوزارة الآثار المصرية كشفوا أن الكشف عن نظام نقل الكتل الحجرية ورفعها من منطقة المنيا ومن المنحدرات بها إلى موقع بناء الأهرامات، رغم أنها تزن العديد من الأطنان سيؤدي إلى التوصل لتفاصيل علمية حول بناء الأهرامات وكيفية قيام المصريين القدماء بذلك العمل الإعجازي.
وأكدوا أن أعمال المسح الهندسي والطوبوغرافي وتصوير النقوش ورفع الرديم عن الموقع، ودراسة الكتابات والنقوش الموجودة به ستجيب عن السؤال الأهم، وهو كيف نجح المصريون القدماء في استخراج المرمر المصري وهو من أفخم أنواع الأحجار وأروعها ونقلها واستخدامها في صناعة التماثيل والتوابيت والبلاط والمزهريات والأهرامات؟
من جانبه يقول الدكتور مختار الكسباني أستاذ الآثار ومستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار السابق في مصر، أن الكشف مهم جدا وسيفصح عن حقائق علمية كانت ومازالت لغزاً غامضاً لدى الكثيرين، لثقل حجم الأحجار المنقولة والمستخدمة في بناء الأهرامات، وعدم وجود وسائل حديثة كالموجودة في الوقت الحالي لرفع ملايين الأحجار ونقلها من المنيا التي تبعد نحو 400 كيلومتر عن موقع بناء الأهرامات في الجيزة.
ويضيف أن الدراسات الخاصة بالكشف الجديد والنقوش ستجيب عن عدة أسئلة، وهي ما هي المعدات والآلات التي استخدمها المصريون القدماء لاستخراج هذه الأحجار ورفعها ونقلها؟ وهل قاموا بذلك باستخدام القوة البدنية والجسدية لهم أم باستخدام أحدث ما توصل إليه فكرهم في ذلك الوقت من اختراعات وابتكارات؟ مؤكدا أن قدماء المصريين كانوا بارعين في علوم الهندسة والفيزياء وطوروا تلك العلوم واستفادوا منها في بناء الأهرامات.
يقول الدكتور الكسباني إن المصريين استخدموا من الأدوات والآلات والمواد الخام في بناء الأهرامات، كما برعوا في استخدام الجرانيت الأحمر والبازلت لبنائها، ويشهد الجرانيت المصقول في التماثيل الفرعونية بعلو كعبهم في هذا العلم، مضيفا أنهم كانوا ينقلون الأحجار من المحاجر من موقع وجودها وينقلونها على مراكب ووسائل نقل أخرى ثم يقطعونها قرب موقع البناء ويجرونها من خلال زلاجات خشبية وسحبها فوق الرمال الرطبة التي تقلل قوة السحب.
بناء الأهرامات تكشف أيضا كما يشير الخبير الأثري إلى براعة المصريين في علوم الفلك فالفتحات الخاصة بالهرم مواجهة لكافة الاتجاهات الأرضية الأربعة، كما توجد فتحات أخرى مرتبطة بنجم الشعرى اليمانية وهو أقرب النجوم للأرض، ويعتبر ألمعها في السماء.
ويقول إن البحث العلمي لكافة هذه الاكتشافات سيحدد وبشكل كبير كافة تفاصيل بناء الأهرامات، وكيف أبدع فيها المصريون القدماء؟ وما هي المواد والآلات المستخدمة؟ وستجيب عن سؤال آخر أكثر أهمية وهو كيف تمكنوا من رفع هذه الأحجار الكبيرة إلى أعلى ارتفاع وصلت إليه الأهرامات؟
الدكتور حجاجي إبراهيم أستاذ الآثار بجامعة طنطا يؤكد أن الكشف مهم جدا ويمكن تسويقه سياحيا وعالميا والترويج له وتعريف العالم بالحضارة المصرية القديمة ومهارة وبراعة المصريين القدماء الذين تحدوا المستحيل وبنوا إحدى عجائب الدنيا السبع.
وأضاف أن الاكتشاف سيجعلنا نصل للإجابة عن السؤال الذي حير العالم طيلة 7 آلاف عام، وهو كيف بنى المصريون الأهرامات؟ وكيف صنعوا تلك المعجزة الخارقة لنواميس الطبيعة وعلومها في عصرهم؟
المصدر: العربية
[email protected]
أضف تعليق