تبدأ جمعيّة "مبادرات إبراهيم" بالتعاون مع اتحاد الطلاب والطالبات العامة في إسرائيل بتوزيع نشرة معلوماتية لنحو 10,000 من الطلاب الجامعيين العرب الذين يباشرون هذا الأسبوع دراستهم في الجامعات والكليّات.
النشرة المعلوماتية مطبوعة باللغة العربية وتشمل معلومات متنوعة مثل: الوحدات المؤتمنة على توفير المعلومات والخدمات للطلاب؛ منح الدراسة والإقامة وطرق التوجه للجهات المناحة؛ الحقوق المتعلقة بالدراسة والامتحانات أيام الأعياد الإسلامية والمسيحية والدرزية؛ الحقوق المتعلقة بحرية التعبير في الحرم الجامعي؛ التعامل مع التحرشات الجنسية ومواجهتها؛ حقوق الطلبة أمام اللجان التأديبية وغيرها. علاوة على ذلك، تقدم النشرة شرحًا لمفاهيم مثل "الكليّة و "القسم"، وكذلك نبذة عن عمل منظمة الطلبة العامة.
قررت "مبادرات إبراهيم" ومنظمة الطلاب والطالبات العامة في إسرائيل إصدار هذه النشرة بهدف تسهيل عملية استيعاب الطلاب الجامعيين العرب في المؤسسات الأكاديمية، وفي محاولة للحد من حجم تسرب الطلاب.
يتضح من الاستطلاع الذي أجري مؤخرًا من قبل معهد الاستطلاعات "ميدغام" لجمعيّة "مبادرات إبراهيم"، واتحاد الطلاب والطالبات العامة في إسرائيل و"مركز دراسات التعددية الثقافية والتنوع" في الجامعة العبرية في القدس، وشمل 244 طالبة طالبا عرب من 40 مؤسسة للتعليم العالي في البلاد (وبضمنها الجامعات الخمس أيضًا)، يتضح أن أكثر من 50% من الطلاب العرب غير ملمين بالخدمات المختلفة والحقوق المتوافرة لهم، بما فيها الخدمات الخاصة للطلبة العرب.
تُفاقم عدم العرفة هذه مشكلة استيعاب الطلاب العرب في مؤسسات التعليم العالي ونجاحهم في التعليم، وتساهم بارتفاع نسبة التسرب التي تصل إلى نحو ثلث الطلبة العرب في سنتهم التعليمية الأولى فقط.
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا متسارعًا وملحوظًا في الطلب على التعليم الأكاديمي في المجتمع العربي، وقد تضاعف عدد الطلبة العربي خلال العقد الأخير (من 24,000 عام 2008، إلى 48,000 في السنة الدراسية الماضية. ويتوقع أن يتجاوز عددهم في السنة الدراسية الحالية سقف ال 50,000).
سيتم توزيع النشرة المعلوماتية خلال الأسبوع الأول من افتتاح السنة التعليمية في المؤسسات، وهي فترة تعتبر فترة الذروة من ناحية تواجد الطلاب في مختلف المؤسسات الأكاديمية. بالإضافة إلى ذلك، فمن شأن هذا التفاعل أن يعزز العلاقات بين الطلاب العرب وممثليهم في منظمة الطلبة وفي مكتب عميد الطلبة، لتشكل رافعة للوعي حول حضورهم، منذ بداية طريقهم الأكاديمية. ونحن في جمعيّة "مبادرات إبراهيم" نعطي أهمية خاصة لزيادة منالية المعلومات للطلاب العرب باللغة العربية، وخاصة في بداية مشوارهم التعليمي، وندعو المؤسسات التعليمية إلى تخصيص الموارد المطلوبة لذلك.
مديرا "مبادرات إبراهيم"، د. ثابت أبو راس وأمنون بيئري سوليتسيانو، قالا: "الاستيعاب الناجح للطلبة العرب في الجامعات والكليّات ليس مفهومًا ضمنًا، بل ويتم اختبار ذلك أحيانًا كحدث صعب ينطوي على التحديات. فالحديث عن شبان انهوا لتوهم تعليمهم الثانوي في بلداتهم، حيث تعلموا باللغة العربية وترعرعوا في بيئة تتكلم العربية بشكل يكاد يكون حصري. قدومهم إلى مؤسسات التعليم العالي يرتبط بأزمة استيعاب ثقافية، اجتماعية ولغوية. يضاف إلى هذه الأزمة الصعوبات الأكاديمية الناجمة عن الفجوات بين جهاز التعليم العربي وجهاز التعليم العبري، وكذلك الصعوبات العاطفية المتفاقمة الناجمة عن البيئة الجديدة، بعيدًا عن البيت والعائلة".
وقال رام شيفاع، رئيس اتحاد الطلاب القطرية: "في عالم مثالي لم تكن المؤسسات الأكاديمية تخشى الكتابة والتوجه باللغة العربية لنحو 15% من الطلاب الذين يتعلمون فيها. بنظري، فإن من مسؤولية المؤسسة بالدرجة الأولى العمل على الاعتراف بحقوق جميع المجموعات الطلابية في المؤسسة والعمل على دمجها الكامل في الحرم الجامعي. علاوة على ذلك، أنا سعيد جدًا وأبارك هذه المبادرة. هذه فقط خطوة صغيرة من سلسلة خطوات هامة تقوم بها مبادرات إبراهيم ومنظمة الطلاب، بغية ضمان أكبر تمثيل للطلاب العرب في الجهاز الأكاديمي من ناحية، وبغية الاهتمام بالمركبات الرفاهية والاجتماعية الخاصة بهم خلال فترة التعليم من الناحية الثانية".
[email protected]
أضف تعليق