تختلف الانتخابات في قرية المشهد هذا العام عن أي انتخابات مضت، حيث تشهد حالة مميزة وجديدة، بترشح امرأة في قائمة "مشهدنا" العضوية، لأول مرة في المشهد، وما يزيد الأمر تميّزًا، انها من ذوي الاعاقات، حيث تترشح في القائمة الباحثة في العلوم السياسية- الاجتماعية، جيهان حسن. وهي تترشح القائمة التي يترأسها المرشح فاروق حسن كمرشح للرئاسة، بنهج جديد هو الآخر يختلف عن النهج القائم في القرية وفي القرى العربية عامة، نهج التصعب العائلي والفئوي.
قبل البدء بالحديث عن المرشحة جيهان، وما تمثله من تغيير وثورة حقيقية، وجب الذكر أن المرشح للرئاسة فاروق حسن، يترشح للمرة الثانية لرئاسة المجلس المحلي، ويثبت في ترشحه على موقفه بأن الترشح لرئاسة المجلس يجب أن يكون وفق معايير مهنية بحت، لا عائلية وفئوية، والاقتراع كذلك، حيث يجب أن يكون وفق برنامج المرشح ومهنيته، وأن فقط هذا النهج الجديد يمكن أن ينقل المشهد إلى بر الأمان، إلى التطور والازدهار، وهو في نفس الوقت، هو النهج الوحيد الذي يمكن به رفع اسم البلد عاليًا وبالتالي رفع اسم عائلاتها وأفرادها كلهم عاليًا، وبذلك يكون هو النهج الأفضل لكل شخص يغار على عائلته، وعلى بلده، وعلى أهله. ويعرض المرشح فاروق حسن برنامج عمل مهني يركز فيه على عدة أمور وقضايا مؤكدًا أنه سيستغل كل قدراته المهنية وكل علاقاته لتطوير القرية في كافة المجالات، وأهمها الإسكان وتطوير البنى التحتية وتكثيف النشاط التربوي، الثقافي والرياضي – وفق ما نشره في صفحته حول برنامجه.
ثورتان
مع كل طرحها المميز، وكل ما فيه من أمور جديدة، يبقى أبرز ما تأتي به هذه القائمة، هو ترشح الباحثة السياسية جيهان حسن ضمنها، لتكون أول امرأة تترشح لعضوية السلطة المحلية بتاريخ المشهد، وهذه تعتبر ثورة تاريخية في المشهد، وأول امرأة ذات اعاقة تترشح لعضوية السلطة المحلية بتاريخ المجتمع العربي، وهذه تعتبر ثورة تاريخية كبرى سترفع اسم المشهد عاليًا.
تقول المُرشّحة جيهان حسن: بعد أبحاث عديدة قمت بها، عن وضعية ذوي الاعاقات في البلاد وفي المجتمع العربي خاصة، ومدى التمييز ضدهم، وعدم حصولهم على الحقوق كاملة، والمثير للسخرية أن النساء من ذوي الاعاقات يتعرضن لتمييز أكبر، وذلك لكونهن نساء، فنظرة المجتمع، وخصوصًا في سوق العمل، تفضّل دائمًا الرجال من ذوي الإعاقات على النساء، وهذه كانت الأسباب الرئيسية بترشحي، بالإضافة لطرح المرشح فاروق حسن المختلف عن الطرح المعتاد في المشهد، وأقصد هنا طرحه غير العائلي والذي يعتمد بالأساس على المهنية. ففي المشهد بالذات نحن نحتاج لثورة حقيقية، لرفع مكانة المرأة أكثر، لتغيير النهج في كل موضوع الترشح والاقتراع، ولتطوير القرية أكثر.
الأهداف
وحول أهدافها من هذا الترشح تقول: لدي أهداف كثيرة، قائمة طويلة من الاهداف، لتطوير القرية ثقافيا وخدماتيًا، وقد عرضتها على المرشح فاروق حسن وتعهد بالعمل عليها كلها في حال وصوله، ولكن من الاهداف التي أريد أن أذكرها بشكل خاص، موضوع إتاحة مدارس ومؤسسات القرية للأطفال والأشخاص من ذوي الاعاقة، فإذا لم يشعر الطالب ذو الإعاقة بالراحة في المدرسة وبتنقله فيها وهي بيته الثاني، ستبقى نفسيته بالحضيض ولو كان عبقريًا، مما سيشعره بالنقص وسيسحق حريته ويخفض مستوى الذكاء لديه، فنسبة ذوي الاعاقات كبيرة في المشهد، والمؤسسات وخصوصًا المدارس غير متاحة، وهذا ما أكد لي المرشح فاروق حسن أنه سيعمل فورًا على تغييره.
أهمية التحدي
وأنهت حديثها: عندما سافرت للولايات المتحدة لتعلم اللقب الاول بعلوم الحاسوب، ثم توجهت إلى جامعة حيفا هنا في البلاد لتعلم اللقب الثاني (ماجستير) وقد كان موضوع بحثي حول "نسبة التصويت بالمجتمع العربي للكنيست ومدى تأثير التمثيل العربي على السياسة الإسرائيلية"، وعندما قدمت كل بحث من أبحاثي وكل دراسة، وعندما كتبت كل مقال، كنت اتغلب على العديد من الصعوبات، ونجحت في كل مرة، والآن، نحن كلنا في المشهد علينا أن نتغلب على كل الصعوبات، وأن ننجح باختيار الشخص المناسب لإدارة المجلس، وطاقم الأعضاء المناسب لدعمه، علينا جميعًا أن نتخذ القرار الأكثر شجاعة، والاكثر مهنيةً، لأن مستقبل بلدنا أهم من كل شيء.
المرشح فاروق حسن: المشهد في طريقها إلى عصر جديد
أما المرشح لرئاسة المجلس، فاروق حسن، فقد أثنى على الباحثة جيهان، وعلى فكرها وشجاعتها وثقافتها العالية، وأكد أن المشهد في طريقها إلى عصر جديد، عصر خدمات وتطوير ومشاريع اسكان، عصرٌ ترفع فيه مكانة المرأة، عصرٌ تتاح فيه المؤسسات لذوي الاعاقات، عصر تقدّر فيه العائلات كما يجب ولا تُستخدم للتعصبات الرجعية، بل لصلة الرحم والدعم المتبادل والاحترام، عصرٌ تُرفع فيه راية الثقافة والرياضة والفن والتعليم وتستغل فيه كفاءات أبناء المشهد، للمشهد، عصر نجاح وازدهار. لأن المشهد تستحق ذلك.
[email protected]
أضف تعليق