في خطوة غير مسبوقة، أجبرت الشرطة الاسرائيلية في القدس رجال العشائر على إسقاط البند المتعلق بإهدار دم المتهم بالتسبب بموت سيدة مقدسية، بسبب ابتزازه المتواصل لها بحجة أن هذا البند "دعوة للقتل ومخالف للقانون وهو اعتداء على حياة الآخرين وتهديدهم ولا يحق للعشائر إصدار ذلك".
واستدعت الشرطة يوم أمس مجموعة من رجال الإصلاح والعشائر في مدينة القدس، للتحقيق معهم على خلفية العطوة العشائرية بين عائلتي أبو طير وعميرة، واستمر التحقيق معهم حتى ساعات منتصف الليل، ثم انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسجيل من داخل مركز شرطة الاحتلال "عوز" ظهر فيه عميد الإصلاح الشيخ موسى تيم، والشيخ عصام عميرة، والشيخ خليل عميرة، وقام خلاله إبراهيم الشاهد بقراءة بيان باللغتين العربية والعبرية وجاء فيه "على إثر النزاع بين عائلتي عميرة وأبو طير والعطوة التي أخذت في صور باهر، وصدرت بعض العبارات المخالفة لقوانين الدولة وهي عبارة عشائرية وليس للتنفيذ بل لتهدئة الخواطر ولا يحق لنا أن نهدر دم أحد... عليه نسحب هذا البند من العطوة وليست عليه أي أثار ويلغى ويبلغ للجميع وخصوصا آل عميرة".
عادات نمارسها منذ سنوات
وتعليقا على ما جرى قال الحاج عبد السلايمة أحد وجهاء العشائر المقدسيين المعروف "نمارس الأعراف والمفاهيم العشائرية منذ سنوات طويلة حتى قبل وجود دولة إسرائيل دون تدخل من أي جهة، وكل جملة وكل كلمة عشائرية لها أبعادها ومفاهيمها الخاصة لرجال الإصلاح."
وأضاف " في الحوادث الخطيرة كقضية قرية صور باهر وأم طوبا، وكما هو معتاد في كافة العطوات العشائرية يكون أول بنود مراسم العطوة هو اهدار دم الجاني وهذا حكم رباني قبل أن يكون حكما عشائريا ودنيويا لقوله تعالى : النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ".
وأضاف السلايمة أن ما ورد في العطوة من بنود يأتي في صلب عاداتنا العشائرية والهدف من ذلك امتصاص الغضب والنقمة التي تحدث في أعقاب الجرائم للأهالي عامة ولعائلة الضحية بشكل خاص والحد من تداعياتها، وهذا متعارف عليه، خاصة أن الجريمة الأخيرة تمس الأمن في المجتمع وهي من الجرائم الخطيرة جدا التي استدعت تدخلا فوريا ساهم في حقن دماء أبرياء.
سابقة
وأردف الحاج عبد السلايمة "أن ما جرى من قبل شرطة الاحتلال من استدعاء وتحقيق مع رجال الإصلاح وإلزامهم على حذف أحد بنود العطوة سابقة خطيرة، وتدخل سافر في أعرافنا العشائرية وحيث بات الاحتلال وبعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص القدس يحشر أنفه في كل صغيرة وكبيرة من شؤوننا كمقدسيين بما في ذلك أعرفنا العشائرية، محاولا فرض الأعراف الجديدة".
وأكد أن في الجرائم البشعة والكبيرة والخطيرة يتم هدر دم الجاني، وتم هدر دم العديد من القتلة، وعادة تؤخذ العطوة من عائلة المجني عليه أو الضحية، والعطوة لا تشمل الجاني، بل هي كرامة لأهالي الجاني المحترمين الذين يرفضون ما اقترفه ابنهم من فعل.
واستنكر السلايمة استدعاء واحتجاز رجال الإصلاح ومعظمهم من كبار السن ومن رموز العشائر المعروفين بنزاهتهم وحرصهم على صون أمن المجتمع والحفاظ على سلامته وسلمه الأهلي.
المصدر: معا
[email protected]
أضف تعليق