توجّه الشاب الفلسطيني اللاجئ في السويد، ميلاد أبو عيسى لمراسل "بكرا" شاكياً من المعاملة الفظّة التي لاقاها في مطار اللد من قبل رجال الأمن.

وروى أبو عيسى ما حصل معه منذ لحظة وصوله الى البلاد وترحيله للسويد بحرقة وألم..

ويبلغ ميلاد من العمر 27 عاماً ويسكن بمدينة يوتوبوري ويعمل ضمن مشروع دعم نفسي للاجئين المراهقين في السويد ودرس مهارات قيادة وعلم إجتماع بمعهد يوتوبوري.

ومن المتوقّع أن يباشر ميلاد تعليمه الجامعي في السويد بموضوع العلوم السياسيّة.

ورُحلّ أبو عيسى من البلاد الى جانب 18 شخص جاءوا من السويد.. كلّهم من أصول فلسطينيّة.

وقال: "حاولت دخول البلاد مطلع عام 2018 ولم يلق طلبي، الموافقة لأن السلطات لم تقتنع بأنني هنا بهدف السياحة وأنني سأزور البلاد لبضعة ايّام ومن ثمّ أعود ادراجي للسويد وتعاملوا معي بطريقة بشعة جداً ومن ثمّ وصلتني دعوة من مؤتمر رام الله ثقافي، دعوة مختومة مع تنسيق أمني، تصريح وكلّ شيء وأبلغوني بأنني استطيع المجيئ عن طريق مطار اللد وعندما وصلت الى المطار حقّقوا معي فأجبتهم بأنه بحوزتي دعوة ليقولوا لي:" بلّها واشرب ميّتها!".

تابع أبو عيسى استغرابه قائلا:" وجّهوا لي عدّة اسئلة حول من أعرفهم وأتواصل معهم واذا كنت على صلة بأحد ناشطي المقاطعة وحول علاقتي بالمنظّمات لأردّ عليهم بأنه لا علاقة لي بالمنظّمات وانا لست مهتمّاً بالسياسة وأخبرتهم بأنني اريد الدخول للبلد كون أصولي فلسطينيّة وأطمح بزيارة البلاد للمرّة الأولى وبعد مرور نصف ساعة على كلّ هذا جاءت الحقيقة المرّة ليخبروني بمنعي من دخول البلاد لمدّة عقد! حاولت معرفة السبب... لم يخبروني وعاملوني بطريقة فظّة!".

سجن الترحيل

أوضح ميلاد، انّ هذا ما حدث وبعدها اصطحبوني لسجن الترحيل ورفضت أن أنام هناك وأخبرتهم بأنني احجز تذكرة لأي مكان من مصروفي الخاص لا داعي لأن تصطحبوني لهذا السجن! فأخبرني أحدهم بأنهم يعرفون عملهم أكثر منّي وأنّه عليّ إتباع التعليمات فقط بدون مشاكل وحدثت مناوشات بين وبين عاملي السجن.

حيفا فلسطينيّة

لفت أبو عيسى الى انّ:" دار نقاشا بيني وبين أحد أفراد الشرطة الذي سألني " انت سويدي...ليش شعرك مش أشقر"، فأخبرته لأنني فلسطيني من حيفا ليقول لي بأن حيفا اسرائيليّة، الأمر الذي رفضته أنا مؤكدا على انّ حيفا فلسطينيّة وستظلّ فلسطينيّة".

أكمل اللاجئ كلامه قائلا:" اصطحبوني بعدها على متن سيّارة شبيهة بتلك التي تنقل المساجين ونقلوني الى المطار مع العلم انني مقيّد لا اتمكّن من التحرّك وحجزوا لي على متن طائرة من تل أبيب لبروكسل ومن هناك لمانشستر".

وجّه ميلاد أبو عيسى رسالة للسلطات الاسرائيلية عبر "بكرا" جاء فيها:" الاحتلال متيقّن تماما من انّه احتلال وهو يخاف من هذه الفكرة ويعلم انه مجرّد مجيئنا الى هنا نحن أبناء المخيّمات، يعني أننا لم ننس حتّى لو بتنا في الجهة الثانية من الكوكب وسنظلّ نحاول ومن جهتي شخصيّا كلّما أرى ان هناك فرصة سأحجز تذكرة لأحاول دخول البلاد وبإذن الله سأنجح بدخول البلاد حتّى نهاية العام".

حرقة قلب

وأنهى كلامه قائلا:" لا أعرف ماذا أقول، هي حرقة قلب عندما ترى أن أمتار معدودة هي الفاصل بينك وبين بلاد وأنت تعلم أن المحيطين بك قد احتلّوا أرضك ويحيطون بك من جميع الجهات وفوق ذلك يعرّضوك للإهانة ورغم كلّ هذا الأمر كان هناك خوف في عيونهم ورهبة منّا لأنهم لم يفكّروا بأننا سنأتي، اعتقدوا بأنهم شرّدونا من المخيّم وأننا لن نعود، لكنّهم لم يعرفوا انّ فلسطين أمر مقدّس عندنا وواضح الشغف على وجوهنا لدخول فلسطين وزيارتها وكلّنا سنعود وسنحاول وسأحاول دائماً حتّى لو منعوني، أريدهم ان يعرفوا اننا لم ولن ننسى".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]