تلا البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، حيث توقف عند نص إنجيل هذا الأحد الذي يخبرنا كيف أرسل الرب الاثني عشر بعد أن دعاهم فردًا فردًا ليكونوا معه؛ فقد أرسلهم اثنين اثنين إلى القرى التي كان متوجهًا إليها، وحاول أن يدربهم على ما ينبغي أن يفعلوه بقوة الروح القدس بعد القيامة.
ولفت إلى أن هذا المقطع من الإنجيل يتوقف عند النمط الإرسالي والذي يمكن أن يُلخّص بنقطتين: محور الرسالة، وأكد أن شخص يسوع هو محور ومركز الرسالة لأن الاثني عشر وعندما أرسلهم الرب قاموا بنشاط وكأنه إشعاع ينطلق من المركز، كما أن الرسل لم يكن لديهم شيء يعلنوه من ذواتهم، ولم يفعلوا ذلك بقدراتهم الشخصية، بل تصرفوا كمرسلين، كرسل للرب.
وأشار إلى أن هذا العمل الإرسالي يعني جميع الأشخاص المعمدين، لا الكهنة وحسب، لأن الكل مدعوون إلى الشهادة لإنجيل المسيح في مختلف بيئات الحياة لافتًا إلى أن هذه الرسالة هي رسالة الكنيسة وليست مبادرة شخصية يقوم بها الأفراد أو الجماعات. وقال البابا إن المعمد الذي لا يشعر بالرغبة في إعلان الإنجيل ليس مسيحيًا صالحًا.
وتوقف البابا عند الميزة الثانية للعمل الإرسالي ألا وهي وجه الرسالة الذي يتمثل بفقر الأدوات، وهذا ما يتبين من خلال المهمة التي أوكلت إلى الاثني عشر الذين لم يحملوا معهم شيئًا، فقد أرادهم المعلّم أن يكونوا أحرارًا من كل القيود، ويرتكزوا فقط إلى محبة الشخص الذي أرسلهم، ويتقووا بكلمته التي ذهبوا ليعلنوها. وأكد أن رسل ملكوت الله هم أشخاص متواضعون وفقراء، وليسوا من رجال الأعمال النافذين أو كبار الموظفين أو مشاهير الفن.
وقال إنه يفكر ببعض قديسي أبرشيته روما، كالقديس فيليبو نيري والقديسة فرنشيسكا رومانا وغيرهما، الذين لم يكونوا رجال أعمال بل كانوا عاملين متواضعين في الملكوت.
ولفت البابا فرنسيس إلى أن الشخص المرسل يمكن أن يختبر الفشل، وهذا أيضًا بُعد من أبعاد الفقر، مذكرًا بأن خبرة يسوع الذي نُبذ وصُلب تعكس مصير الأشخاص الذين يرسلهم، ومن خلال اتحادنا مع الرب المائت والقائم من الموت يمكننا أن نجد الشجاعة اللازمة للكرازة بالإنجيل.
[email protected]
أضف تعليق