صرّح احد المحامين من الوسط اليهودي وهو المترافع عن مؤسس المجموعة الفيسبوكية " ערבי גבר זה ערבי בקבר"، انّ التحريض النابع من اليهود هو اقلّ تهمة واقلّ خطورة من التحريض النابع من العرب.
أثار هذا التصريح، ردود فعل غاضبة عند المحامين العرب والأوساط الحقوقيّة لأن التحريض هو تحريض - على حدّ اعتبارهم-.
متأصلة في المحاكم
بدوره، قال المحامي علي حيدر لـبكرا:" من الواضح ان العنصرية لا تقتصر على المتهمين والمدانين بالتحريض والكراهية والعنصرية بل في كثير من الاحيان تكون متأصلة في من يدافع عنهم في المحاكم؛ وهذا النموذج لمحام يطالب بتخفيف العقوبة عن مدان يهودي بالعنصرية مدعي عدم المساواة بين اليهود والعرب في العقوبه هو تجسيد لهذا النهج".
وأضاف:" في الواقع فإنّ الجهاز القضائي نفسه يميز بين اليهود والعرب من حيث الادانة والعقوبة على مدار سنوات كما اثبتت الابحاث والدراسات وهي ظاهرة ليست جديدة. ولكن ادعاء المحامي في هذه الحاله العينية وبشكل مباشر وواع يشير الى توجهات استعلائية وعنصرية متأصلة والى وقاحة فجة. إن هذا التصرف والسلوك لا ينبع من فراغ ولكن الخطاب السياسي والثقافي العام في اسرائيل والذي تقوده الحكومة من خلال القوانين والقرارات والتصريحات والاعمال التحريضية هو من يجعل العنصرية والتمييز يكتسبا شرعية وحضور".
وأنهى كلامه قائلا:" من المفروض والمتوقع من نقابة المحامين العامة ملاحقة وتأديب ومعاقبة المحامي المذكور والزامة بالتراجع والاعتذار عن أقواله لكي لا تشكل هذه الادعاءات سابقه. كما ان المفروض والمتوقع من نقابة المحامين تعليم وتدريب وتأهيل المحامين على تجوين وتذويت قيم المساواة والعدل والخ. كما تجدر الاشارة الى ان هذا التصرف يشير الى ما وصل اليه الجهاز القضائي والقانوني في اسرائيل من ترد وانحطاط".
الكيل بمكيالين
من جانبه، قال المحامي جلال ابو واصل لـبكرا:"على الرغم من ان ادعاء المحامي هو عنصري وصدر عن حقارة وكان يجب شطب ما قال من محضر المحكمة، الا انه، للأسف يعبر عن الحقيقة لانه في ملفات التحريض تكون الاحكام ضد المتهمين العرب كبيرة جداً، اما اذا كان المتهم يهودي فيكتفون بأحكام بسيطة احيانا لا تتعدى غرامة او عمل لصالح الجمهور وأصلاً الشرطة لا تقدم لوائح اتهام ضد محرضين يهود الّا نادراً".
التحريض هو تحريض
امّا المحامي علاء تلّس قال بحديثه مع بكرا:" هناك تمييز في المحاكم وللأسف بعض المحامين يستغلّون هذه الفجوات وانّ مجرد التفكير بهذه الطريقة لهو اكبر دليل على نظرية الاستعلاء على الأخرين والإستهتار بهم . وذلك بحدّ ذاته يعتبر تحريض ارعن لأنّه يفرّق بين جينات البشر ونوع دمّهم حتّى واعتقد ان هذا الكلام يعود بجذوره الى حقبة مهمة في تاريخ الشعب اليهودي والذي اعتقد ولا زال انه خير البشر وانّ الله اصطفاهم على العالمين. وهذا بحد ذاته خطر جدا، لان هذا الأخير من اهم اسباب ودوافع التحريض على الاخر وصولا لتصفيته ، هذه التصفية قد تحمل عدة معاني تبدأ بالنفسي وتنتهي بالجسدي".
زاد تلّس على حديثه:" أنّ التحريض هو التحريض، وتبعاته الكارثية لا يمكن ان تحمل دلالة قومية او دينية والمقصود بالاخيرة، ان التحريض وسلبياته لا تقتصر على قومية دون أخرى".
وأختتم كلامه قائلا:" مثل هذه الإدعاءات لا تستند الى ألمنطق ابدا ويمكن ان أنعنها بالعنصرية البشعة".
[email protected]
أضف تعليق