عاد اليوم الطفل كريم جمهور من قلنسوة البالغ من العمر ستّة أعوام لكنف واحضان عائلته بعد ان تعرّض للخطف على يد مجهولين، يوم الثلاثاء الفائت.
عمّت الفرحة، أرجاء الشارع العربي عامة وقلنسوة خاصة بمناسبة عودة كريم سالماً غانماً.
تجدر الإشارة الى ان قلنسوة عاشت في الأيام الأخيرة حالة من الذعر عقب ما حصل من ترويع وخطف غير مسبوق.
السؤال الذي يطرح: ماذا بعد تحرير كريم من أيدي الخاطفين؟ هل سيظلّ العنف ينخر بنا كمجتمع ويروّع الأمنين؟
مراسل "بكرا" اعدّ هذا التقرير الذي فحص فيه اراء البعض حيال الخطوات التي يجب ان تتخّذ عقب تحرير الطفل.
هذه الجريمة تكشف مرة أخرى عورات السلطة وتخاذلها
النائب د. يوسف جبارين، الذي تابع أيضًا الموضوع امام مكتب المفتش العام للشرطة وأمام وزير الأمن الداخلي:"لا شك ان عودة كريم سالمًا الى احضان اهله هي مصدر فرحة بعد ايام عصيبة على الاهل وعلينا جميعًا. انّ تضافر الجهود الشعبية والبرلمانية ساهم بعودة كريم من خلال الضغط على الشرطة والمؤسسة. من ناحية أخرى، فجريمة الاختطاف هي حدث فاصل في منسوب الجريمة وفي فقدان الأمن والأمان في بلداتنا".
وأردف:" هذه الجريمة تكشف مرة أخرى عورات السلطة وتخاذلها الخطير، فلولا غياب سلطات تنفيذ القانون لما تجرأ الفاعلون على ارتكاب مثل هذا العمل ضد طفل بريء".
وأنهى كلامه قائلا:" علينا مراجعة احوالنا وتجديد مساعينا بقوة أكبر لمواجهة العنف والجريمة. كل مجتمعنا مهدد وكل المجتمع يجب ان يتكاتف اكثر من اي وقت مضى للتصدي للعنف والجريمة".
يتوجب نشر كل تفاصيل القضية
عضو بلديّة اللد - المحامي عبد الكريم الزبارقة قال بحديثه مع بكرا:" على الشرطة ان تستمر في التحقيق وتنشر كل تفاصيل القضية وان تعاقب من تثبت ادانته واعطاء المجتمع العربي حقه.ونحن كمجتمع يجب ان ننتفض في وجه كل مجرم واخضاعه".
حالة فشل إجتماعي
بدوره، قال المحامي نضال عواودة لـبكرا:" اولا اهنئ عائلة الطفل بعودته سالما معافيا.
لكن لا بد من التطرق إلى حالة الفشل الإجتماعي التي يمر بها مجتمعنا حيث أصبحنا كمجتمع كالأيتام على مائدة اللآم، لا عنوان لنا في المحن الدولة ومؤسساتها متغيبة عمدا ونحن كمجتمع ننتظر حلول سماوية، فشلنا هذا جعلنا نلجأ لجلادينا لإيجاد الحلول".
وأضاف:" ليس منا من يتوقف عند سبل الحلول أو إيجاد أليات تمنع انحدارنا إلى هذا المستوى".
خلُص تعقيبه بالقول الى انّ:" هذا الحدث يمثل ذروة في انحطاط القيم والأخلاق ولست متأكدا أو مطمئنا من اننا لن تنحدر إلى أبعد من ذلك في ظل الوضع القائم.لذلك مطلوب من قياداتنا اكثر ومشاعري مختلطة من ناحية فرحت لعودة الطفل ومن ناحية أخرى أشعر بنكسة شديدة هذه الجريمة النكراء تجعل كل واحد منا قلق ويفكر بأبنائه القاصرين الابرياء وهذه الجريمة لا تغتفر وهي من الكبائر".
يتوجب على القيادات السياسية والجماهيرين أن تبدأ بالتفكير بحلول بعيدة المدى
من ناحيته، قال مدير المركز الجماهيري في قلنسوة - مصطفى ناطور بحديثه مع بكرا:"اعتقد انّ المشكلة هي ليست مشكلة كريم وحده، المشكلة هي مشكلة المجتمع العربي كله، فيجب النظر لهذه المشكلة على انها مشكلة عامة والتفكير بإيجاد حلول للحد من ظواهر العنف بالمجتمع العربي، يجب على القيادات السياسية والجماهيرين أن تبدأ بالتفكير بحلول بعيدة المدى للتغلب على مشاكل الوسط العربي الكثيرة، منها مشاكل الفقر ومشاكل تشغيل الموظفين والعمال، المشاكل الاجتماعية، النزاعات الاجتماعية موجودة بيننا والكثير من هذه المشاكل تؤدي الى دائرة العنف وتغذيها فعندما ننجح بإيجاد حل لهذه المشكلة سنقوم بخطوات كبيرة من أجل حل مظاهر العنف بوسطنا العربي".
وزاد:"بهذه المناسبة أقول الف الحمدلله على السلامة لكريم ولعائلة كريم ولا شك انهم مروا بأربعة ايام صعبة جدا ونأمل من الله عز وجل ان لا يعيد مثل هذه الحوادث أو مثل هذه الحادثة على أي احد".
حول الخطف، يقول:" العملية غريبة جداً، أول مرة يحدث ان يتم ادخال اطفال لدائرة العنف وإقحامهم بهذه النزاعات فهذا الأمر بحد ذاته اجتياز للخطوط الحمراء وإجتياز للعادات والتقاليد".
وأنهى كلامه قائلا:" الأمر الايجابي هو اننا رأينا كم ان المجتمع العربي توّحد مع اهل بلدنا قلنسوة من خلال التظاهرات والمطالبة بإطلاق سراح الطفل كريم وأهل بلدنا كانوا مع بعضهم البعض وعبّروا عن رفضهم لمثل هذه الأعمال من اجل إرجاع كريم".
[email protected]
أضف تعليق