لكل مجتهد نصيب بهذا التعبير يمكننا وصف النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الموهوب والمتألق، الذي صال وجال في الملاعب الأوروبية والعالمية لهز شباك الخصوم وصناعة مجد تاريخي لنفسه.

وقد لا يتفق كثيرون مع هذا الوصف، خاصة من يعتبرون رونالدو لاعبا غير موهوب، وإنما هو نتاج لتدريبات شاقة ولنفخ إعلامي، كما أن هناك فئة أخرى ممن تتغنى بعبارة "المنتهي" للإشارة إلى أن زمن رونالدو قد ولى وانتهى، لكن المعطيات والأرقام والإنجازات تقول عكس ذلك، بل وتتناقض مع كل هذه التأويلات.

رونالدو موهوب بالفطرة

هل أخطأ واحد من أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم الاسكتلندي ألسير أليكس فيرغيسون، عندما تعاقد مع رونالدو عام 2003 ولم يكن الأخير يتجاوز حينها الـ18 من عمره؟

طبعا لا، ففيرغسون المعروف باكتشاف المواهب رأى أن رونالدو يمتلك شيئا مختلفا عن بقية اللاعبين في سنه، لهذا ضغط السير على إدارة فريقه السابق مانشستر يونايتد للتعاقد مع ابن جزيرة ماديرا عام 2003. ودخل الفريق الإنجليزي حينها في منافسة شرسة مع أندية أوروبية قوية على غرار يوفنتوس، وبرشلونة، وإنتر ميلان، لخطف الموهبة البرتغالية.

الشيء الوحيد الذي قد يدفع فيرغيسون و3 فرق أوروبية كبيرة تتنافس على لاعب يافع بهذا العمر هو الموهبة.

ربما كانت موهبة رونالدو أقل نسبيا من موهبة الأرجنتيني دييغو مارادونا على سبيل المثال لا الحصر، لكن كانت لديه الأساسيات التي بنى عليها كل شيء ليصل إلى مستواه الحالي.

رونالدو صنع مجده بنفسه ولم ينفخ إعلاميا:

لو كان الإعلام يصنع النجوم من طينة رونالدو لاحتكر اللاعبون الفرنسيون والإنجليز جائزة الفيفا التي تمنح لأفضل لاعب في العالم وجائزة الكرة الذهبية، وكلنا نعلم مدى قوة الإعلام في هاتين الدولتين.

في الحقيقة رونالدو صنع مجده بنفسه، وتمكن بفضل ثقته في قدراته وبفضل اجتهاده في التدريبات من تحويل نفسه من لاعب صاحب موهبة متوسطة (ليست خارقة) مستقبله قد لا يكون كبير جدا إلى لاعب أسطوري، ينافس دوما على الظفر بالجوائز الجماعية والفردية وتحطيم الأرقام.

كلما وصفوه بالمنتهي رد الصاع صاعين

وصفوه بالمنهي عندما أكمل عقده الـ30 عام 2016 فرد عليهم بفرض نفسه نجما أوحد في تلك السنة، فقاد فريقه ريال مدريد إلى لقب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم الأندية، وبلاده إلى لقبها الأول في بطولة كأس أمم أوروبا متوجا السنة بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم.

وصفوه بالمنتهي العام الماضي فقاد الريال للتويج بخماسية تاريخية (أهمها دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني)، وحقق رونالدو في نفس السنة جائزة الكرة الذهبية للمرة الخامسة في مسيرته متساويا مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، كما توج بجائزة أفضل لاعب في العالم المقدمة من الفيفا، وأفضل لاعب في أوروبا المقدمة من اليويفا.

وصفوه بالمنتهي مع بداية الموسم الحالي فرد منتصف الأسبوع الحالي وأكد أنه ما زال يتمتع بكل مميزات اللاعب النشيط والرشيق، بعدما قفز لأكثر من مترين لينفذ ضربة خلفية مزدوجه وجدت طريقها إلى شباك حارس نادي يوفنتوس، العملاق جانلويجي بوفون الذي لم يحرك ساكنا. ورفع رونالدو غلته بهدفيه (سجل هدفين أمام يوفنتوس) في شباك اليوفي إلى 119 هدفا، في صدارة ترتيب أفضل الهدافين في تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا، ليبتعد بفارق 19 هدفا عن غريمه ليونيل ميسي، كما ينفرد رونالدو أيضا بصدارة قائمة أكثر اللاعبين تهديفا مع الأندية والمنتخبات هذا الموسم برصيد 45 هدفا.

هذه المعطيات والأرقام والإنجازات تؤكد أن رونالدو لاعب موهوب ومجتهد، استطاع التغلب على الضغوطات والانتقادات التي لا طالما واجهته، ليصنع لنفسه اسما ضمن أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم وربما يكون الأفضل على الإطلاق إذا قاد منتخب بلاده البرتغال للظفر بلقب مونديال روسيا هذا الصيف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]