إعاقة جسدية، ونظرة مجتمع كامل، لم تمنعها من الاستمرار، السقوط والنهوض مجددا، والتميز بصفة القائدة والقدوة..
الرائعة ؤ، ناجحة مهنيا لرفضها المعونة وناجحة قياديا لنضالها المتشعب، ماذا تقول ل "بكرا" في شهر المرأة؟
حدثينا عن نفسك اكثر، مهنتك، حياتك الاجتماعية والعائلية، كيف بدأت مسيرتك، وما هي الصعوبات التي واجهتيها في مسيرتك للوصول الى النجاح؟
زهرية عزب من مواليد بلدة كفرقرع، املك إعاقة جسدية منذ جيل سبعة اشهر وحاليا اعمل في مجلس التنظيم في وادي عارة مركز لقسم المراقبة، بدأت مسيرتي المهنية قبل 35 سنة، تحت ظل نسوي وامرأة تحمل إعاقة، الدمج بين الامرين تميز بصعوبته لكن شخصيتي تأثرت بهذا التميز، الصعوبة التي واجهتها كانت صعوبة مضاعفة حيث انه لا يتواجد نساء عديدات في اطار عمي، كما ان أماكن العمل غير متاحة او جاهزة لتغطية احتياجاتي الخاصة، هذا التجاهل وضعني امام متاهة اما ان أطالب بحقي ويتخلوا عن وجودي واما ان التزم الصمت واحافظ على مكان عملي وفعلا هذا ما اخترته في البداية، الا انني بعد ذلك اخترت النضال لأنه حق طبيعي وانساني لكل فرد ان يجد عملا يمارس به مهنته بكرامة حتى اتكفل بنفسي ولا أكون عال على احد، ومن هنا بدأت أطالب تدريجيا بان يكون مكان العمل متاح.
من الأمور التي عملت على تقوية مكانتي هو تعليمي الأكاديمي في مجال تخصصي وساهم بتقوية مهنيتي التي اعتبرها مساهمة ولها تأثير واضح، لذلك فان التعليم ومواكبة التطور التكنولوجي وزيادة المهنية هي من الأمور التي ممكن ان ترفع من وجودنا كنساء عاملات وتعطينا افضلية في سوق العمل المحلي.
كيف تصفين مكانة المرأة العربية في مجتمعنا بشكل خاص وفي البلاد عموما؟
بالرغم من ازدياد المشاركة الفعالة للمرأة في كافة المجالات، الا انه ما زال على عاتقها رعاية الاسرة وتحمل كل المسؤولة كربة منزل، جميع هذه المهام تثقل من شأنها وبنفس الوقت تحد من مجهودها في العمل طالما لم يأخذ الرجل بدوره كشريك في إدارة البيت والاسرة، لذلك فان المرأة العربية لا زالت بعيدة عن السياسة وعن البحث والطب، وأيضا لا نراها في عالم الهايتك، كل الأمور التي تأخذ منها وقت واهتمام تفضل الابتعاد عنها لأنه على عاتقها التربية وإدارة البيت. ومقارنة مع المجتمع اليهودي فان وضع المرأة اليهودية أسهل لان الرجل اليهودي يأخذ دوره كشريك أساسي في البيت. اعتقد ان المجالس النسائية بدلا من ان تكون رافعة لإدخال المرأة في الحلقة السياسية والأمور الاجتماعية فأنها قوقعتها في مكانة معينة، علما انه من الصعب المقارنة مع المرأة اليهودية لان العربية جزء من الأقلية ولا يمكن المقارنة. التغلب على الواقع إذا كنت امرأة او اقلية عربية يكون فقط من خلال العلم والمحافظة على تطورنا المجتمعي وعلى تكافلنا.
كيف تشعرين بانك ساهمت من خلال مسيرتك المهنية ونجاحاتك بخدمة مجتمعك؟
اعتقد انني ساهمت بشكل أساسي في خلق جيل لا يستطيع ان يتجاهل انه لدينا نساء قيادات تملكن إعاقة، لا اتحدث عن نفسي فقط بل هناك عدة نساء اخريات، وهذا يعود أيضا الى دور عدد من الجمعيات الاهلية منها صندوق مسيرة الذي عمل على تمكين المرأة صاحبة الاعاقة بان لا تكون فقط مبادرة ومشاركة ولكن أيضا قيادية في هذا المجتمع. تؤسفني ظاهرة قتل النساء، والعنف ضد المرأة ما يدل على اننا مجتمع لا زال بعيدا عن التكافل بالفرص والحياة.
تمنياتك للمرأة ونصائح توجهينها لها في يوم المرأة وطموحاتك المستقبلية؟
أتمنى لكل امرأة ان تحظى بالأمن والأمان في محيطها وان يكون لها أحلام تسعى لتحقيقها.
[email protected]
أضف تعليق