يعمل “سيفاس بانساه” البالغ من العمر 70 عامًا ميكانيكيًّا في مدينة لودويجشافين الألمانية، لكن هذه الوظيفة ليست سوى جزء من حياته، فهو أيضًا “ملك” يحكم ما يقرب من 300 ألف شخص من قبائل “هوهو” التي تعيش في غانا وقريبة من الحدود مع توجو.
بعد الانتهاء من يوم عمله، يغير بانساه ملابس العمل الزرقاء ويرتدي أخرى ملونه ويضع تاجًا على رأسه ويجلس على عرشه ويحكم مملكته الواقعة في غانا. وبفضل الإمكانيات التي تقدمها التقنيات الحديثة وتحديدًا عبر سكايب، يعقد الملك محادثات مع رعاياه في جلسات وخطب فردية، بالإضافة إلى حضور اجتماعات مع القادة المحليين.
وبحسب تقرير لجريدة “آ بي ثي” الإسبانية -ترجمته “عاجل”- فإن الملك بانساه وصل إلى السلطة عام 1992 عقب وفاة جده، ووقع عليه الاختيار من بين أشقائه البالغ عددهم 75 شخصًا، لأن أباه وأخاه الأكبر لم يقع الاختيار عليهما؛ نظرًا لأنهما أعسران، ما يجعلهما غير مؤهلين للحكم في نظر القبيلة. وعندما توفي جده، كان بانساه ينهي دورة في الهندسة الميكانيكية في ألمانيا، لكن لم يعود إلى قبيلته وقرر البقاء في مدينة “لودويجشافين”؛ حيث اعتبر أن هذا سيسمح له بإجراء المزيد من الاتصالات للحصول على تحالفات وتبرعات لمملكته. ويعيش بانساه الآن وزوجته جابرييل (60 عامًا) وابنه كارلو وابنته كاثرينا في ألمانيا، ويتابع عمله في صيانة السيارات وأيضا في إدارة حكم مملكته.
ويقول ملك قبائل “هوهو”، “الألمان يحبونني وأنا أحب ألمانيا لذلك بدأت في القيام بالبرامج الإنسانية لخدمة أبناء شعبي”، وهو يقوم الآن بجمع التبرعات لإنشاء مشاريع إغاثة تشمل بناء مدرسة فنية لشعبه الذي يشكل 13 في المئة من سكان غانا. ويصف بانساه مشروعة الإنمائي في غانا بأنه لتعزيز الأنشطة التقنية والحرفية والتي حسب قوله هي “أساس المجتمع”. بالإضافة إلى التبرعات فإنها أموال المشاريع والبناء تأتي من مصادر أخرى، حيث أصبح بانساه من المشاهير في ألمانيا ويبيع تذكارات مثل القمصان، وحقائب اليد والنظارات الشمسية مع صور له.
[email protected]
أضف تعليق