التقى مراسل "بكرا" مفتي محافظة جنين، الشيخ محمد أبو الرب خلال مشاركته بندوة عن التبرع بالاعضاء في الجامعة العربية الامريكية في جنين التي نظمتها كلية العلوم وعدد من طلاب "قيادة" – اتحاد اكاديميي ام الفحم، وذلك السبت الفائت.

واجرى مراسلنا مقابلة مصورة مطولة مع المفتي حول قضية التبرع بالاعضاء، وقضية نقل السفارة الامريكية من تل ابيب للقدس، والأوضاع المشحونة بالزبابدة عقب خلاف تطور بين شاب مسيحي وشاب مسلم.

وأبرق المفتي أبو الرب، تحياته بمناسبة قدوم العام القادم 2018، غدا الاثنين.

وقال:"هذا عمل انساني يحقق مصلحة لبني البشر والشرع الاسلامي الحنيف جاء بما يحقق المصالح ويدفع الانسان ليعيش بصحة وعافية، هذا من مقاصد الشريعة الإسلامية ومن هنا نقول ان الشريعة اباحت التبرع ضمن ضوابط شرعية لسيرورة الامر سواء من حي لحي او من ميت لحي وهذا ضمن مقاصد الشريعة".

وأردف:" من حي لحي يجوز التبرع بما لا يعطل عضو في الانسان او بما لا يهدد حياته، لا يجوز ان نزيل الضرر بضرر مثله، حياة الانسان مثلا تتوقف على قلبه فلا يجوز ان يتبرع بقلبه وهو حي من اجل انسان اخر او ان يتبرع بعضو من الأعضاء التي تحمل الجينات الوراثية التي يمكن ان يختلط بها الانسان وهذا ينطبق من حي لحي".

وأشار الى ان:" هناك أعضاء لا تتوقف عليها حياة الانسان فيمكن التبرع بالدم والجلد وببعض الانسجة اما من ميت لحي أيضا يجوز حتى من الأعضاء التي تتوقف عليها الحياة كالقلب والرئتين شريطة موافقة الميت على التبرع وان ينتفع المريض بهذا العضو المتبرع به وان لم يكن الميت قد أوصى، على أولياء الميت ان يوافقوا على هذا التبرع".

وحول مبادرة محافظة رام الله، ليلى غنام بالاستعداد في التبرع لصائب عريقات، يقول:" ليلى لم تتبرع برئتيها، هي استعدت ان تتبرع لان الرئتين تتوقف عليها حياة الانسان وهذا من باب الاثار وهذه اخلاق الانسان ولكن كما قلت ضمن الضوابط الشرعية التي يجوز له ان يتبرع بها على ان لا يعطل عضو من اعضاءه التي تتوقف عليها حياة الانسان".

حرية الديانة مكفولة للجميع والقدس ارض إسلامية

وتطرق لموضوع نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس قائلا:" القدس هي مدينة فلسطينية إسلامية عربية، لا يمكن لرئيس امريكي ان يعطيها لمن يريد، هذا ملك للمسلمين والأرض المقدسة الأصل فيها ان يدخلها كل أصحاب الديانات، المسلم يعبد الله في بيت الله، المسيحي وحتى اليهودي، حرية الديانة مكفولة للجميع ولكن هذه ارض إسلامية".

وعن ردة الفعل، يقول:" نعم هناك احتجاجات لانه تم المس بمشاعر المسلمين بكل العالم، وهذا قرار غير صائب بنظرنا ولا يمكن للرئيس ان يعطي القدس عاصمة لإسرائيل وينسى فلسطين".

الأجواء المشحونة بالزبابدة

وحول سؤال مراسلنا عن القاء الزجاجات الحارقة صوب الخمارات في قرية الزبابدة، يقول:" نحن في فلسطين نعطي مثل للعالم كله في التعايش ولا يوجد فرق بين مسلم ومسيحي ونحن دائما في تعاون بجميع المجالات ولا بد ان تحدث بعض الأخطاء والاصل ان لا يأخذ جميع الناس بخطأ واحد ونتمنى ان تهدأ الأمور بمساعي القائمين على الامر وكان من المفروض ان يكون اجتماع لكن تأجل من باب إعادة اللحمة لابناءنا في الزبابدة لانه منذ مئات السنين نعيش ولا فرق بين مسلم ومسيحي".

وبخصوص امنيته من العام الجديد، يقول:" أتمنى ان يهيئ لنا الظروف والأجواء المناسبة وان يحقق امانينا بإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وان يحقق الامن والأمان لجميع العالم وليس فقط لنا كفلسطينيين وحتى لليهود نتمنى لهم الامن والأمان فنحن لا نهوى سفك الدماء ولا نرغب باقصاء الاخر، نحن شعب محاصر ومظلوم وسلبت حقوقه ومن حقنا المطالبة بالحقوق والدفاع عنها".

وانهى كلامه قائلا:" بالنسبة للتبرع لليهودي او غيره فهذا عمل انساني ومن ناحية دينية لا يشترط في التبرع ان يكون لمسلم او ليهودي، احياء النفس البشرية احياء لكل الناس سواء كان ليهودي او مسلم او مسيحي فالتبرع لا يشترط ان يكون لأحد، من يريد التبرع فهذا من باب عمل انساني والعمل الإنساني يجوز لجميع الناس".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]