اقيم يوم امس في قاعة المؤتمرات في الكلية الاكاديمية تال حاي يوما دراسيا بعنوان الطائفة الدرزية ودولة اسرائيل – وخطوات مستقبلية وذلك بمبادرة من كلية بيت بيرل وبالتعاون مع المجلس الشعبي الدرزي – اليهودي، وقد أظهرت الكلمات والمداخلات، ان أبناء الطائفة المعروفية الدرزية في البلاد يشعرون بظلم كبير من الدولة ووزاراتها والمؤسسات الحكومية في عدد من القضايا الملحة، والتي تتصدرها قضية البنى التحتية وقضية المسكن والخرائط الهيكلية واستهتار لجان التخطيط والبناء بأهمية المسكن الآمن مما يشعرهم بالظلم والتمييز الحكومي ضد الأقلية العربية الدرزية.
ويأتي هذا اليوم الدراسي لوضع الخطوط العريضة في كيفية التغلب على المشاكل والصعوبات التي تعاني منها السلطات المحلية في قضايا التخطيط والبناء وذلك بحضور كل من يوسف نصر الدين وموشي بن عطار رئيسا المجلس الشعبي الدرزي – اليهودي، وعضو الكنيست النائب صالح سعد والنائب السابق شكيب شنان، ومفيد مرعي رئيس منتدى السلطات المحلية الدرزية والشركسية، ورئس مجلس حرفيش المحلي، والدكتور جبر ابو ركن مدير الايدولوجي للجمعيات الفاعلة بالوسط الدرزي، وسعيد قزل عضو الادارة بالمجلس الشعبي، والشخصية الاجتماعية سليمان حبوس من الجولان والمربي الاستاذ علي صلالحة مدير مدرسة بيت جن والتي تفوقت في امتحانات البجروت على النطاق القطري، ومنير ماضي، وحل ضيوفا على اليوم الدراسي كل من يوم طوف ساميا ومدير كلية تال حاي إيلي كوهين، ورئيس الكلية يوسي مكاري، وتسفي تسميرت رئيس السكرتارية التربوية بوزارة المعارف، وجمهور من المدعوين وطلاب الكلية.
يوسف نصر الدين الذي رحب بالحضور اشار في كلمته الى ما قدمه المجلس الشعبي الدرزي اليهودي للجامعيين الدروز بتوزيع منح دراسية، وتطرق الى دمج الجامعيين الدروز في المؤسسات الاسرائيلية، مؤكدا اهمية دعم توجه الفتيات الدرزيات للدراسة الجامعية، وتطرق الى وضع الطائفة الدرزية في البلاد، مطالبا المساواة في القضايا الحياتية.
رئيس كلية تال حاي البريفيسور يوسي مكاري أكد أن هناك اهمية بانتساب الطلاب الدروز بالكلية، والطلاب من الطائفة الدرزية الذين يصلوا للكلية هي مجموعة مميزة كونها لا تحتاج الى أي مساعدة خاصة كونهم يتقنون اللغة العبرية وبطلاقة، وهذا يجعل سهولة الانتساب للكلية وتحقيق نجاحات دراسية".
عضو الكنيست النائب صالح سعد كانت له مداخلة وتحدث بها عن الاقتراحات التي يتقدم بها في الكنيست وأن جل هذه الاقتراحات هي اجتماعية لرفاهية المواطن الاسرائيلي، وابناء الطائفة الدرزية من ضمن المواطنين كونهم احدى مركبات المجتمع الاسرائيلي، وتحدث عن القضية الحارقة بشأن التخطيط والبناء في البلدات الدرزية مطالبا باقامة لجنة تحقيق لمعرفة التقصير الذي تسببت به الدوائر الحكومية المسؤولة عن التخطيط والبناء في الوسط الدرزي، وعدم توسيع مسطحات البلدات الدرزية وتضييق الخناق عليها، واقترح اقامة مؤسسة خاصة التي تهتم بقضايا التخطيط والبناء للوسط الدرزي دون ادخال السلطات المحلية والمواطنين بدائرة مفرغة بالتوجه لمؤسسات عديدة وكل منهم يلقي بالمسؤولية على الآخر.
النائب السابق شكيب شنان قال:" العلاقة بين الطائفة الدرزية ودولة اسرائيل يشوبها للأسف بؤرة صعبة جدا تتعلق بالحياة الاساسية هي البناء والتنظيم وبالعيش الكريم، ومن حق كل انسان ان يكون له مأوى آمن ومستقر، وقضية التضييق على حياة المواطن العربي عامة والدرزي خاصة في موضوع التخطيط والبناء تشكل عقبة كبيرة، في علاقة الطائفة الدرزية مع دولة اسرائيل، ولكن ولاء الطائفة والانتماء لا يخضع للشك والقضية هذه سيتم علاجها ومتابعتها، ولن يكون أي مفر للدولة من دون اعطاء المأوى لكل مواطن بما يشمل المواطن الدرزي".
وأضاف شنان:" السلطات المحلية الدرزية قامت بما هو ملقى على عاتقها وعملت الكثير وخرجت للمظاهرات والقضية الاساسية هي التخطيط والبناء والخرائط الهيكلية واماكن العمل للشباب والشابات المثقفين والغير مثقفين، وكل بيت درزي ككل بيت في الدولة يعاني من نسبة بطالة كبيرة، وانا أعول كثيرا على قضية الخرائط الهيكلية كونها تعتمد على التواجد الانساني، واذا الانسان عليه ان يدفع غرامات والتزامات مالية باهظة سيتسبب الى مرارة العيش، وتحويلها الى كارثة".
مفيد مرعي رئيس منتدى السلطات المحلية الدرزية ورئيس مجلس حرفيش أشار بكلمته الى ان أمام ابناء الطائفة الدرزية اولويات تقع في مقدمتها العلاقة مع الدولة في ظل ما يحدث في المنطقة والدول المجاورة، والعمل الجاد لدعم الطلاب في المؤسسات التربوية والتعليمية ورفع نسبة البجروت ودعم الجامعيين وتوجيههم نحو العلوم ودمجهم في المؤسسات الفاعلة في البلاد، والقضية الثالثة المهمة هي بملف التخطيط والبناء والتمييز الحارق بحق السلطات المحلية الدرزية، وعدم التجاوب باقامة مناطق صناعية هايتك لتشغيل المواطنين الامر الذي يتسبب بتحويل البلدات الدرزية الى فنادق للنوم في حين في صباح كل يوم يهجر شبابنا قراهم باتجاه مركز البلاد او المناطق الصناعية اليهودية بالمنطقة،
تسفي تسميرت قال:" نحن في امتحان شديد الاهمية، واذا لم نستطع ان نتعايش مع الطائفة الدرزية وان نمنحها حقوقها فلن يكون لنا مستقبل بالشرق الاوسط، فكيف لنا ان نتعايش مع العالم العربي الذي حولنا.
ايلي كوهين مدير عام كلية تال حاي اكد ان الكلية تستضيف بين جنباتها نسبة كبيرة من الطلاب الدروز وادارة الكلية تقوم بعملية تسهيل جميع الامور امامهم دون التنازل عن المستوى الاكاديمي للكلية وهناك تعاون وثيق مع العديد من المدارس الثانوية في البلدات الدرزية ويتم استيعاب الطلاب المتميزين في العديد من المشاريع التعليمية.
الاستاذ علي صلالحة تحدث عن اهم القضايا التي يراها على اهمية كبرى تواجه الطائفة الدرزية في البلاد والقضية الاولى تتبلور بزيادة التكاثر السكاني وان تتكون العائلة من والدين وثلاثة او اربعة ابناء، لأن الخشية ان ننقرض مع العام 2050 ، والقضية الثانية هي ان تكون لنا بوصلة لنعرف الى اين سنصل مستقبلا، وما هي هويتنا وما هو انتماءنا وما الهدف الذي سنصل به بطائفتنا.
وأضاف صلالحة:" كلي أمل أن العالم الدرزي او العالمة الدرزية تقف في ستوكهولم لنيل جائزة نوبل على ما قدمه للبشرية، وعندنا ثقة كبيرة بشبابنا وشاباتنا بذلك، نحن لدينا طاقات كبيرة وعلينا أن نبني ونقيم مؤسسات لأن مجتمع بدون مؤسسات لا يمكن ان يحيا، ليس لدينا قيادة دينية وليس لدينا قيادة سياسية، وليس لدينا قيادة اجتماعية، ونحتاج ان نعمل معا من اجل ان ننجح بكل ما يمكن ان يساهم بقوة واستقرار الطائفة".
هذا واختتم اليوم الدراسي بمجموعة مداخلات من طرف الجمهور وطرح اسئلة على المتحدثين والمشاركين في حلقات النقاش على المنصة.
[email protected]
أضف تعليق