أُقيمت شعائر الجمعة المباركة الأخيرة من عام 2017 في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة حيث أُفتتحها القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم بصوته الرائع مما زاد خشوعًا وتعطرت شذى النفحات الإيمانية الروحانية النورانية وطيب التجليات.
كما وألقى الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع وكانت بعنوان "لغة الحب والجمال"، وبعد مقدمة الحمد والشهادة بالله سبحانه وتعالى الجميل الذي يحب كل جميل والذي خلق الجمال وزين به خلقه صاحب الكمال والعظمة والجلال وبالرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي حاز على الجمال البشري كله أصل الجمال ومنبع الكمال والصورة التي يحتذى ويقتدى عاش المصلون أجواء ولحظات الحب والجمال، وقال فضيلته: "لا يمكن أن يجتمع القبح والجمال في قلب، إما القبح وإما الجمال، صاحب قلب جميل ونفس مشرقة (كن جميلًا ترى الوجود جميل) كما قال الشاعر الإمام الشافعي (نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا)".
وأشار إلى الصحابي أنس إبن مالك الذي خدم النبي أكثر من 10 أعوام وإجتماع القمر كان مكتملًا ونظر إلى البدر ووجه النبي وقال (وجه النبي أجمل)، وتطرق إلى العباس ما الذي دعاه للايمان وتصديقه للنبي عندما كان النبي رضيع مر عليه كان يشير بسبابته إلى القمر وأينما مال السبابة مال القمر وأهل مكة عندما أرادوا أن يؤمنوا بالنبي أن يحدث حدث يراه القاسي والداني إنشقاق القمر.
وأضاف: "يوجد البعض يرون قبيح، التعليم من الله والنبي، الله ينظر إلى خلقه كافة بعين الرحمة والجمال ((وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب))".
مبينًا رحمة الله ونظرة الله للعبد المسيء والنظرة الجمالية من الله للعبد، وإستعرض رجل كان بمجلس عند رسول الله عددوا بين خصاله الصفات السيئة التي لا تليق، النبي ختم المجلس بكلمة لكنه كريم، النبي علمهم وعلمنا إلى يوم القيامة النظر إلى الإنسان بصفة الجمال، ونوه إلى الطالب إذا كان ضعيف في موضوع وقوي في موضوع آخر تعزيز الثقة الصفه والنظر بالصفة الجمالية ومعاملة الخلق بلغة الحب والجمال.
ذاكرًا معركة بدر التي كانت أول إنطلاقة للإسلام عدم الإساءة إلى أهل بدر لعل الله إطلع عليهم والنبي غفر لهم، وحمزه عندما غضب وإرتفع صوته على النبي وإعتذر، والله سبحانه وتعالى الجميل الذي يحب الجمال ليس الجمال الظاهر فقط أيضًا الجمال الباطن، وقصة النبي يوسف عليه السلام وإمرأة العزيز عندما لامته إنتساب تراود فتاها عن نفسها.
لافتًا إلى النظرة الجمالية عندما يذكر أمام النبي عثمان رضي الله عنه عندما شرى بئرًا وأطلقها في سبيل الله المسلمين يسقي المسلمين مجانًا النبي وقف قال (ما ضر عثمان بعده شيء إلا وأدخله الله الجنة)، وموقف عثمان عندما جهز جيش العسرى الصحابة وضعهم المادي كان صفر قال (تعداد جيش المسلمين على نفقتي الخاصة كلهم) كبر النبي قال (ما أكرم عثمان وما أشد حياءه إن الله ليستحي منه).
وتابع: "النظر إلى الكون إلى الناس نظرة جمالية والعيش مع حب الله ورسوله ربط القلب بجمال الله وجمال رسول الله القبيح يصبح جميل، لغة الجمال والحب الله لو ما أحب الكون ما خلقه، الله خلق الكون بالحب والجمال وزينه بالكواكب والنجوم وبسط الأرض وفجر الأنهر الله أحب الإنسان ونفخ فيه روحه وقوم الإعتدال كما قال في الحديث القدسي (يا عبدي لقد خلقت الكون من أجلك وخلقتك أنت من أجلي)".
وإختتم برجل جاء من عمق الصحراء إلى النبي عليه الصلاة والسلام وجده ساجد عند الكعبة والنبي إنتظره حتى أنهى صلاته ورفع وجهه الجميل إلى الرجل قال له (كأنك تبغيني) قال الرجل (ويح قريش أمن مثل هذا الجمال تفر قريش).
ودعا الله أن يرزق الجميع الجمال والكمال والحب حتى إنبعاث الجمال والحب للجميع.
[email protected]
أضف تعليق