وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة بأنها "بيت الأكاذيب" قبيل ساعات من تصويت أعضاء الجمعية العامة على مشروع قرار يدعو لسحب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.

وقال نتنياهو خلال جولة له صباح اليوم الخميس في مستشفى أوستا في أسدود المحتلّة إنّ "الأمم المتحدة هي بيت الأكاذيب" مضيفاً أنّ "القدس هي عاصمة إسرائيل سواء أرغبت الأمم المتحدة بذلك أم لم ترغب..سنواصل البناء هناك وستنتقل السفارات الأجنبية، تتقدمها الولايات المتحدة، إلى القدس. سيحدث هذا".


وبحسب نتنياهو فإنّ إسرائيل ترفض تماماً هذا التصويت حتى قبل الموافقة على مشروع القرار، واصفاً اليوم بـ "المهم والمصيري داخل إسرائيل وكذلك خارجها" وقال "لقد انتظرت أميركا 70 عاما للاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعلى ما يبدو سننتظر سنوات أخرى حتى تسير الجمعية العامة للأمم المتحدة على خطى واشنطن ليصدر عنها ذات الاعتراف".

ووفقا لنتنياهو، فإن الموقف تجاه إسرائيل من العديد من دول العالم، ومن جميع القارات، يتغيّر خارج أروقة الأمم المتحدة، ويرى أن الموقف تجاه إسرائيل "سيخترق في نهاية المطاف جدران ذلك المنزل، بيت الأكاذيب".

واليوم تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة طارئة بناءً على طلب قدمته دول عربية وإسلامية للتصويت على مشروع قرار يدعو لسحب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل.

وتنشط الولايات المتحدة وإسرائيل لعرقلة مشروع القرار بعد يومين من المصادقة في الجمعية العامة على قرار جديد يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

ومن المتوقع أن يكون التصويت عند 17:00 بتوقيت القدس الشريف من مساء اليوم.

ويعتمد تصويت اليوم على قرار صادر عام 1950 ينصّ على إمكانية دعوة الجمعية العامة لجلسة طارئة خاصة لبحث قضية بهدف "إصدار توصيات ملائمة للأعضاء من أجل إجراءات جماعية"، وذلك إذا فشل مجلس الأمن في اتخاذ إجراء في القضية.

وكانت قد عقدت الجمعية العامة عشر جلسات فقط من هذا النوع، كانت آخرها في عام 2009 بشأن القدس المحتلة والأراضي الفلسطينية. وجلسة الخميس ستكون استئنافا لجلسة عام 2009.

ويأتي هذا التصويت بعدما استخدمت الولايات المتحدة يوم الإثنين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار تقدمت به مصر بناء على طلب فلسطيني يدعو أيضاً لإبطال قرار ترمب، بينما أيده بقية أعضاء مجلس الأمن.

وتقدّم اليمن وتركيا بطلب عقد الجلسة الطارئة في الجمعية العامة نيابة عن المجموعة العربية في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.

وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة استبق التصويت الأممي بوصفه قضية القدس بـ"الجانبية"، التي لا يجب أن تخوض معركة مع أميركا بسببها.

وفي تغريدة له عبر تويتر قال الوزير البحريني "من غير المفيد اختيار معركة مع الولايات المتحدة حول قضايا جانبية بينما نكافح معاً الخطر الواضح من إيران".

وردّت حركة الأحرار الفلسطينية على تصريحات الوزير البحريني بوصفها "انحداراً وطنياً وأخلاقياً وقيمياً خطيراً يوضّح حجم المهانة التي تتمتع بها أنظمة التطبيع مع الصهاينة"، مؤكدة أن هذه المواقف تمثّل "طعنة غدر" في ظهر الشعب الفلسطيني والمنتفضين لأجل القدس، وهي من شجع ترامب على إعلانه الأخير بخصوص القدس.


من جهته، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "نظام" الرئيس الأميركي بأنه كاره للديمقراطية بعد تهديده أمس كل من يتجرأُ على الوقوف بوجه مطالبه في الأمم المتحدة على حد تعبيره.

وفي تغريدة على تويتر لفت ظريف إلى أنّ ترامب يُبيّن كيف يكره الديمقراطية، بينما يُهينُ إيران من خلال وصفِها بالدكتاتورية.




وكان ترامب قد هدد بقطع المساعدات المالية للدول التي تصوت لصالح مشروع قرار للأمم المتحدة يرفض قراره الأخير بالاعتراف بالقدس "عاصمة لإسرائيل".

وخلال اجتماع لأعضاء حكومته في البيت الأبيض قال ترامب "إنهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وحتى مليارات الدولارات، ثم يصوتون ضدنا، نحن نراقب هذه الأصوات، فليصوتوا ضدنا، وسنوفر الكثير من تلك الأموال، نحن لا نهتم".

وسائل إعلام إسرائيلية: بعض الدول ستغيب أو ستمتنع عن التصويت
ونقلت وسائل اعلام إسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي مطّلع على المساعي الدبلوماسية المبذولة لـ "إحباط" التصويت في الأمم المتحدة، قوله إنّه لم يحصل أي تغيير على التقديرات التي تشير إلى حصول الفلسطينيين على غالبية في الجمعية العامة، إلا أن هناك تغييراً معيناً لدى بعض الدول بسبب الضغوط الأميركية والإسرائيلية، وأنه من المتوقع أن يتغيب ممثلو عدد من الدول عن التصويت.

وبحسب تقديرات إسرائيلية فمن المتوقع أن تصوت هنغاريا ضد القرار أو تمتنع عن التصويت، إلى جانب جمهورية التشيك، وبذلك لن يصوت الاتحاد الأوروبي بالإجماع على مشروع القرار.

وقالت مصادر إسرائيلية لموقع "والاه" إن ممثلي الولايات المتحدة في الأمم المتحدة طلبوا من إسرائيل العمل مع دول أفريقيا لعرقلة مشروع القرار، لأن إسرائيل لديها علاقات أقوى مع بعضها مقارنة بالولايات المتحدة.

أما مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون فقال إنّ الفلسطينيين يواصلون "تضليل المجتمع الدولي، والاختباء خلف مداولات فارغة المضمون"، بدلاً من الجلوس حول طاولة المفاوضات، وأضاف أنّ أيّ نقاش أو تصويت أو قرار لن يغيّر "الحقيقة التاريخية، وهي أن القدس عاصمة الشعب اليهودي وعاصمة إسرائيل، هذا ما كان، وهذا ما سيكون" على حدّ تعبيره.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]