تستعد مدينة الناصرة اليوم الأحد لإضاءة شجرة الميلاد بمناسبة عيد الميلاد المجيد قرب مركز القديس أنطون (الشجرة على شارع بولص السادس التي بجانب فندق الجليل)، والتي سوف يقوم بتغطيتها مباشرة عبر الموقع.

وفي حديث خاص لموقع بكرا مع نبيل توتري - مركِّز جمعية الموكب لمسيرة الميلاد عن الاستعدادات القائمة قال عن الفرق بين الشجرة هذا العام وعن العام الماضي:"إذا أردنا المقارنة بين الشجرة لهذه السنة والسنة الماضية، فلا شك أنّ هناك قفزة نوعية من حيثُ مستوى الزينة والعمل والجهد الكبير، إذ أصبح لدينا خبرة أكبر في تزيين الشجرة الطبيعية، علمًا أنها طبيعية مائة بالمئة وليست اصطناعية، فالشجرة الاصطناعية يظل من السهل تزيينها كما يجب، والاصطناعية يمكن التحكم بها كما نشاء، لكن عندما نتحدث عن الشجرة الطبيعية فإننا محكومون بوضع الشجرة من حيثُ الأغصان والأوراق وكل هذه الأمور المهمة.

وأكد أن بلدية الناصرة دعمت المشروع وكذلك جهات أخرى، على رأسها النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة الذي قدّم دعمًا شخصيًا كبيرا.

أضاف توتري: "هذه السنة كسبنا خبرة جيدة بتزيين الشجرة، كما ساعدتنا "شركة لايت آب"، والتي نجحت بتزيين الشجرة من خلال الزينة الرائعة والإضاءة الجيدة.أما من ناحية الحدث نفسه أي 3/12، فسيكون هناك مسرح كبير خارجي، وعروض من الساعة الخامسة وحتى السادسة مساءً، وتقدمها الفنانة أمل خازن.وبعد العرض الذي يبدأ الساعة السادسة مساءً وينتهي عند الثامنة، حيثُ ينطلق برنامج فني ميلادي، مع مجموعة فنانين.

واسترجع توتري الاحتفالات السنة الماضية قائلاً: في السنة الماضية استضفنا فنانًا واحدًا فقط، هذه المرة نستضيف عدد من الفنانين بينهم: الفنانة إدلين عيسى، الفنانة ميري منسى، وسترافق البرنامج جوقتين، جوقة من البلاد بقيادة الفنان لؤي زهر، وهي عبارة عن جوقة مع فرقة موسيقية، وستحضُر مغنية من إيطاليا، اسمها آنا موزو، وستأتي جوقتها 16 شخصًا، وستحضُر بتاريخ 2/12 إذ ستشارك في إضاءة الشجرة في بيت لحم، وفي 3/12 ستصل الناصرة، وستقدِّم عرضًا موسيقيًا أجنبيً، عن البلاد، في المسرح الخارجي.بالإضافة إلى وجود برنامج فني تقليدي، يقام في القاعة الداخلية، عن السابعة مساءً، سيبدأ في القاعة الداخلية البرنامج الرسمي - يتم من خلالها استقبال رئيس بلدية الناصرة والمطارنة والشخصيات الرسمية والاعتبارية، حيثُ سيلتقون داخل القاعة، وسينطلق برنامج فني تقدمه الصبية الموهوبة سما شوفاني، كما سيُلقي رئيس البلدية كلمة، وعند الثامنة مساءً ينتهي البرنامج الداخلي، وبعدها سيخرج الجميع المسرح، وفي الساعة الثامنة يبدأ برنامج الإضاءة، والألعاب النارية، ويستمر حتى الساعة التاسعة مساءً.

يُشار أنّ القاعة الداخلية تتسع لاستقبال 400 شخص، أما البرنامج في الخارج فحسب تقدير الشرطة يستوعب بين 5 آلاف حتى 7 آلاف شخص، كما هو متوقّع.

أمام مسيرة الميلاد فتنطلق بتاريخ 23/12/2017، والهدف من وراء إحياء المسيرة يوم السبت، يأتي ليخدم المدينة وأهلها ومحتفليها، إذ أنّ انطلاق المسيرة في هذا اليوم يجعل عدد كبير من خارج المدينة وزوارها وسياحها، والمهتمين بالمشاركة بمسيرة الميلاد، وهكذا يمكن لغير المحتفلين من المسلمين واليهود أن يُشاركوا في هذه الاحتفالية الهامة ليس محليًا بل في العالم بأسره.

التكاليف باهظة: لكنّ فرحة الميلاد لا تضاهيها أيُ فرحة!

وأضاف توتري: "إنّ الطلبات والاحتياجات ليست سهلة، فمطلوب من الجمعية تحضير المسرح، قاعة تتسع للجميع، سماعات، شاشات يتابعها المنظمون، كما يُطلب من بلدية الناصرة مهندس أمن، وهناك ضرورة للحصول على رخصة لتنظيم البرنامج الفني منذ بدايته وحتى نهايته، خاصةً أننا نتحدث عن حدث تاريخي هام ينتظره الجمهور من سنة إلى سنة، ويرافق هذا البرنامج، برامج للأطفال، وإلقاء كلمات، وتنسيق مع الضيوف المطارنة، برنامج الأطفال والكلمات.


وتابع توتري: "البرنامج مركّب جدًا، ومهم، والتكلفة ليست بسيطة، لكننا قادرون، إذ سنقوم ببناء مسرح قد يكلف 20 ألف شيكل، ولكل تزيين شجرة هناك حاجة لمبلغ يتجاوز الـ 100 ألف شيكل ما يعني أنّ برنامج الشجرة لوحده يكلف حوالي 80 ألف شيكل، وكذلك الزينة التي تكلِّف حوالي 300 ألف شيكل.


يضيف توتري: "حتى اليوم لا يوجد اعتراف بهذه المسيرة من قِبل أي جسم مثل وزارة السياحة وغيرها من المؤسسات، علمًا أنّ رئيس بلدية الناصرة مشكورًا لعطائه فهو يغطي جزءًا من المصاريف، أي حوالي 150 ألف، ونحنُ نسعى للحصول على ميزانية من أشخاص ومتبرعين، بينما لا يعلم كثيرون أنّ الأمر غير مرتبط بمجرد كبسة زر، بل هو مسار عمل طويل على مدار سنوات، بأن ترى إضاءة الشجرة والمسيرة.
ونوه توتري: "لأوّل مرة يقام حفل في قاعة بركوفيتش نتسيرت عليت يتم من خلاله تقديم التبرعات لصالح مشروع الشجرة ومشاريع إيجابية لصالح الناصرة وأهلها، ويشدّد توتري أنّ وزارة السياحة لا تساهم في الدعم، وهذا الأمر سيء، رغم المحاولات الدائمة للتواصل والتعاوُن مع وزارة السياحة، ويبدو أنها غير معنية بالتعاون معنا..


يُشار أنّ المسيرة تجمع بين 50-60 ألف شخص، ومهم أن يعرف الجميع أنّ الجمعية تعمل بتطوع من قبل أفرادها، وعددهم 13 شخصًا، ولا أحد منهم يحصل على مال مقابل عمله، كلهم متبرعون، والمسؤولية عن الحدثين على مسؤولية الجمعية، وهي تكلفة كبيرة، مثل: الحواجز التي تقسّم في الشوارع، في مسيرة الميلاد ويكون هناك أكثر من 1500 حاجز، يتم استخدامهم من قبل شركات حراسة حسب القانون.
يشير توتري أنّ هناك تجربة عميقة في مجال تزيين الشجرة وانطلاق مسيرة الميلاد، إذ يجري العمل في هذا المجال منذ 35 عامًا حتى اليوم، بينما إضاءة الشجرة تتم من منذ 10 سنوات.

وحول التفاؤل بالإنجازات والعطاء في مسيرة الميلاد يقول توتري:لم يكن هناك تفاؤل لكنّا تركنا هذا المجال، نحنُ نجمع الأموال وهناك الكثير من المتبرعين المشكورين على جهودهم وعطاؤهم.لكنّ التقدُّم يتطلب مقارنة مسيرتنا بمسيرات في الخارج، ويهمني وضع زينة عبر السيارات، والمؤسسات التي تعمل بها وفي البرنامج الذي يُقام، فمثلاً في سنوات سابقة شارك الأطفال في مسيرات احتفالية، وهذا البرنامج يكلفنا في الحقيقة ما يساوي 50 ألف شيكل. مسيرة الميلاد ستنطلق يوم السبت 23/12/2017، على اعتبار أنّ كثيرين من الزوار والسياح وغير المحتفلين يحبون الانضمام لهذا الحدث التاريخي الهام في مدينة الناصرة.

وختم توتري أنّ نحو 40 ألف شخص يهودي شاركوا في احتفالات الميلاد السنة الماضية، وتأتي أهمية دمج اليهود وغير المحتفلين في هذا البرنامج الاحتفالي، ما يعني استفادة اقتصادية وسياحية في قلب مدينة الناصرة، وسط أجواء الألفة بين الجميع على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]