إن التعامل بشكل صحيح مع مشاجرات الأطفال هو مفتاح العلاقات الاجتماعية المستقبلية لهم. فغالباً ما تولد الغيرة بين الأشقاء مضايقات وشتائم وأجواءً سيئة في المنزل، الأمر الذي عادة ما يثير أعصاب الوالدين، مما يزيد من الإحباط لديهما وفرض مزيد من العقوبات عليهم.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة «البايس» الإسبانية، فمن المؤكد أنه كلما ارتفع عدد الأبناء، ازداد التفاعل بينهم، فلكل منهم احتياجاته وأذواقه وأفكاره. كما أن العلاقة الاجتماعية الحالية والمستقبلية بين الإخوة تعتمد إلى حد كبير على العلاقة بينهم خلال مرحلة الطفولة والمراهقة.
وإليكِ بعض النقاط الأساسية للتعامل مع الغيرة بين الأبناء بطريقة فعالة، وفقاً لخبيرة العلاقات الأسرية الإسبانية تانيا غارسيا.
أولاً، من الضروري أن نفهم أن الغيرة بين الأشقاء ليست عادة سيئة، وإنما أمر طبيعي تماماً. فقد اعتاد الطفل الأول في العائلة أن يحتكر اهتمام والديه لنفسه وأن يحظى بمحبتهما؛ لذلك فهو يحتاج دائماً إلى تفهم كبير من جهتهم.
وتزامناً مع قدوم طفل جديد إلى العائلة، تبقى الغيرة أمراً لا مفر منه. إضافة إلى ذلك، يصبح في بعض الأحيان الطفل أكثر عدوانية تجاه أخيه الجديد، وحتى والديه؛ ما من شأنه أن يؤثر على نفسيته ونموه. في المقابل يتعين على الوالدين التعامل مع هذه المسألة كأمر طبيعي، واحترام ما يشعر به طفلهم.
ثانياً، من الضروري توفير الاهتمام اللازم لكل فرد منهما، لذلك من الضروري تخصيص بعض الوقت لكل منهما. ومن المؤكد أن ذلك سيعقّد وتيرة الحياة لدينا، لكن من شأنه أن يحدث تغييراً واضحاً في سلوك أطفالنا، وبالتالي، ستكون خمس دقائق من وقتك، وحدك مع طفلك واللعب والتواصل معه كفيلة بتعزيز علاقتك به.
ثالثاً، ضرورة تخصيص عالم خاص لكل طفل، نظراً لأن كل واحد يختلف عن الآخر ويحتاج إلى مساحة خاصة به. ولا يهم إذا كان هذا المكان غرفة أو ركناً منها؛ لأن كل ما يحتاجونه هو الشعور بأنهم في عالمهم الخاص.
رابعاً، أن هذه الظروف غالباً ما تجعل الآباء يتصرفون بعصبية؛ مما يجعلهم لا يحسنون التعامل مع هذه التغييرات. في المقابل من المهم جداً أن يتصرف الوالدان بهدوء.
خامساً، المعارك بين الإخوة تنمو وتزداد على طول مسار الحياة، وهو أمر طبيعي، وهناك حالات أكثر حدة من غيرها. لذلك فإن أطفالنا في حاجة ماسة إلى دعم جيد منا؛ لمساعدتهم على حل مشاكلهم وتعزيز العلاقة بينهم.
سادساً، الولدان مطالبان دائماً بوقف السلوك العدواني بين أطفالهما ووضع حدود للسلوك العنيف والاندفاعي لكل طفل تجاه الآخر. ولا يجب أن يكون ذلك باستخدام العنف والصراخ والعقاب.
[email protected]
أضف تعليق