بعد أشهر من المقابلات الشّخصية والتّحضير، افتتح مشروع أنا من هذه المدينة- لوّن بلدك بالحياة، سنته الحادية عشرة بالحماس والطّاقات الشّبابيّة نحو تعزيز الانتماء لبلداتنا ومناهضة العنف بجميع أشكاله.
انطلقت الدّورة التّدريبية للمرشدين يوم الخميس الموافق 12/10/2017 في مركز الطّفولة بالنّاصرة بحضور عشرات الشّباب والصّبايا المتطوعين، أجيال 17-19 من الناصرة، عين ماهل، كفركنا وعيلوط. حيث سيتمّ تدريبهم حول مواضيع مثل: الهويّة، الشّخصيّة، الاتصال والتّغيير المجتمعيّ. ومن ثمّ سيستقطب كلّ متطوعيّن اثنين مجموعة مكوّنة من 20 طالبا، للعمل معهم حول هذه المضامين خلال العامّ الدّراسيّ ، يهدف تنفيذ مبادرة لمناهضة العنف.
وقد أردفت سمر عزايزة، مركّزة مشروع: "لوّن بلدك بالحياة"، هذا هو مشروع تطوّع وقيادة شابّة، يعنى بتعزيز الانتماء للبلد ومناهضة العنف، وتعزيز ثقافة التكافل الاجتماعيّ، ينظّم المشروع في مدينة النّاصرة والمنطقة. نحن نؤمن بأنّ الجيل الشّاب قادر على قيادة زمام الأمور، والتّأثير على ذاته وعلى المجتمع، ونحن نرى أننا كمركز طفولة لنا دورا في تدعيم هذه الطّاقات وإعطائها الحيّز، للانطلاق والإبداع، من أجل بناء مجتمع أفضل.
عن تجربتها في المشروع قالت المرشدة حلا زريقي: انا طالبة في الصّف الثّني عشر، تخصّص كيمياء حاسوب، من قرية كفركنا. "لوّن بلدك بالحياة" هو مشروع تطوّع وقيادة شابّة، يعزّز في ذاتنا شعور الانتماء للبلد، ويعطينا العديد من المهارات الاجتماعيّة والشّخصيّة، لقد اشتركت في هذا المشروع لعدّة أسباب، أودّ نكر أهمّها: المشروع يذوّت في أنفسنا الحبّ للآخر، وحبّ المساعدة دون مقابل. وأيضا يزيد من ثقتنا بأنفسنا، ويعلّمنا القيادة والانضباط،، بالرّغم من الكمّ الهائل من الوظائف والمهام البينية الملقاة علينا في المدرسة، إلا أنني أُفرّغ وقتي للالتحاق بالمشروع المتميّز هذا .لأننا بحاجة أن نعيد البنية التّحتيّة لمجتمعنا. فنحن جيل جديد نرفض أيّ اعتداء نفسيّ أو جسديّ يسبّب انتهاك لكرامة أو جسد الآخر. وسنكون رسلا لأجل رسالة المشروع التّي نؤمن بمبادئها.
أخيرا أودّ أن أقدّم نصيحةً لكلّ من يهتمّ بتطوّر المجتمع ويطمح للأفضل، بزيادة الوعيّ بين الجيل الشابّ الصّاعد. فلنكن يدًّا واحدةً لنعمّر مستقبلاً مزهرًا.
وأردفت سمر عزايزة: منذ مطلع العام 2017 قتل أكثر من خمسين إنسانا من مجتمعنا العربيّ جراء حوادث العنف. ان حالات القتل هذه تشكّل خطرا على النّسيج الإجتماعيّ، وتشكّل مصدرا للتّعاسة والدّمار النّفسيّ. ومن الجّدير بالذّكر أنّ ثلاث حالات قتل، تمّت برصاص الشّرطة.. ولكنّ العنف لا يقتصر فقط على الإعتداء الجّسديّ الذّي يولّد حالات القتل، إنّما نحن نتحدث أيضا على العنف الجّسديّ والنّفسيّ اليوميّ، الذّي أصبح لغة حياتيّة بيننا، وبهذا أصبحنا ننتهك الحقّ في الكرامة وسلامة الجّسد وكأنه أمرا طبيعيّا.
من هنا يناشد مركز الطّفولة مجتمعنا بجميع أطيافه، للعمل ضدّ هذه الظّاهرة، ومدّ يدّ العون لنا، لكي نعمل خلال هذا العامّ سويّة لأجل مناهضة هذه الظّاهرة. وفيه ستعمل مجموعاتنا في بلادنا العربيّة، وسنكون على أتمّ الاستعداد لاستقبال مقترحات لأجل مناهضة هذه الظّاهرة . ونرجو أن تكونوا عونا لنا، لان التّغيير المجتمعيّ هو مسار طويل يحتاج إلى شراكات.
[email protected]
أضف تعليق