نظّم نادي حيفا الثقافي يوم الجمعة 13.10.17 جولة بإرشاد المؤرخ د. جوني منصور في حي محطة الكرمل القديم في المنطقة السفلى من مدينة حيفا شارك فيها العشرات بهدف التعرّف على حيفا العتيقة.
كان يسكن الحي أبان النكبة قرابة 600 عائلة عربية بينما اليوم تسكن فيه 26 عائلة عربية!! يعاني الحي من الإهمال المتعمد واستنزاف سكانه مقابل شركة الإسكان والبلدية لحملهم على الرحيل.
ابتدأت الجولة في كنيسة جبرائيل التي بناها فؤاد جبرائيل سعد من حيفا، وسميت الكنيسة على اسم والده، وشملت منطقة مقام الشيخ عيسى، ومنطقة المقابر، وما يُسمّى بحي حيفا العتيقة.
قال د. جوني عن تسمية حيّ محطة الكرمل بهذا الاسم: "عندما احتل الإنكليز فلسطين، عمل سلاح الهندسة في الجيش البريطاني على مدّ خط سكة حديد من مصر إلى مدينة اللد في فلسطين، وامتدت لاحقًا حتى مدينة حيفا، وهكذا صار اسم المحطة هنا في حيفا محطة الكرمل، وبعدها تم الربط بين هذه المحطة وسكة الحجاز". هذا الربط بين المحطات في هذه المنطقة بالذات، جعلها نقطة اتصال بين ثلاث قارات، آسيا، أفريقيا وأوروبا عن طريق شبكة سكك الحديد توصل بين دمشق و حلب، ثم الأناضول فإسطنبول ومن هناك إلى برلين.
إقامة سكة الحديد أدت إلى تطوير وازدهار مدينة حيفا على حساب مدينة عكا، وشهدت منطقة حيفا العتيقة حركة سكانية ناشطة امتدت إلى ساحة الحناطير والمساجد.
شملت الجولة زيارة منطقة المقابر : المقبرة الألمانية، المقبرة العسكرية البريطانية (التي رُمّمت مؤخرًا لأن موظفين ورجال شرطة إنكليز من زمن الانتداب مدفونون فيها) ، مقبرة اليهود والمقبرة الإنجيلية.
في تعقيب لرئيس نادي حيفا الثقافي، المحامي فؤاد مفيد نقارة جاء أن هذه الجولة في حي المحطة بعد أن سبقتها السنة الماضية جولة في منطقة ساحة الحناطير والمسجد الكبير، تهدف إلى تعريف أهل البلد على تاريخهم وتوثيق الذاكرة الفلسطينية واستحضار الماضي، ويقوم النادي بتوثيق هذه الجولات وبثها للعالم العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى يعرف الجميع أننا هنا باقون وهنا أناس يصونون الذاكرة ويحافظون على المكان .
أما المحامي حسن عبادي فعقّب أن د. جوني منصور مؤرخ عُروبيّ حتى النخاع ويستحق بجدارة لقب مؤرخ حيفا، حيث أصدر في حينه كتابه الموسوعي "حيفا... الكلمة التي صارت مدينة" وأرفق به خريطة حيفا العربية. لحيفانا معه مذاق آخر...زدنا حيفا أكثر وأكثر!
شاهد الجولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشاركها الكثيرون على صفحتهم من أبناء شعبنا في الشتات، منهم الدكتور يوسف عراقي ، فعقّب قائلًا : "جولة معرفية في حيفا برعاية نادي حيفا الثقافي للتعرف على معالم حيفا وتاريخها . كان لي شرف المشاركة بجولة مماثلة في العام الماضي وكم تعلمت من هذه الجولة الغنية بالمعلومات عن تاريخ حيفا القديم والحديث حيث قام الدكتور جوني بمهنية عالية و هو المؤرخ والعارف بتاريخ حيفا جيدا وله عدة مؤلفات عن حيفا العربية قرأت بعض منها .أشاركها على صفحتي لأهلنا في الشتات.كل التحية والاحترام للدكتور جوني لدوره في احياء تاريخ حيفا والشكر موصول لنادي حيفا الثقافي".
[email protected]
أضف تعليق