تقع قرية الحمّة المُهجرة، على بُعد 12 كم جنوب شرقي طبريا، كانت القرية مبينة على شريط ضيق من الأرض في وادي اليرموك وترتفع المنحدرات الى الشمال والجنوب منها. وكان فيها محطة من محطات قطار سكة الحديد التي كانت تربط حيفا بسكة الحجاز عبر سمخ في الطرف الجنوبي لبحيرة طبرية.
في أيام الرومان كان الموقع يسمى إماثا ويتبع قضاء غدرا (أم قيس) الذي بات الآن جزءاً من الأردن. وقد جدد بناء الحمة في سنة 663 م, أيام خلافة معاوية بن أبي سفيان بعد أن أتلفها زلزال وكانت معروفة بينابيعها الحارة التي كانت تعزى إليها مزايا علاجية، نظراً الى ما يحتوي مياهها عليه من نسبة علية من مادة الكبريت.
على الرغم من أن هذه الينابيع كانت تجتذب الكثيرين أيام الإغريق والرومان فقد هجرت ولم يعد يزورها الا بعد البدو الذين كانوا يضربون مضاربهم الموسمية في ذلك الموقع. وقد حصل رجل أعمال لبناني يدعى سليمان ناصيف في سنة 1936 (أيام الانتداب البريطاني) على امتياز لاستغلال الينابيع. وبعد ذلك صار الفلسطينيون وسواهم من العرب يتوافدون الى المنطقة من اجل الاستجمام والعلاج.
حوّل الموقع الى منتجع سياحي إسرائيلي, فيه حياض للسباحة وبركة صغيرة لصيد السمك. ولا يزال المسجد المهجور قائما ولا تزال مئذنته وأعمدته الرخامية سليمة مثلما كانت. ويشاهد الى الجنوب منه أسس أبنية دارسة كشفت التنقيبات الأثرية عنها. وثمة خمسة أبنية بحجر البازلت الأسود الى الشرق من موقع القرية. ولا تزال محطة قطار سكة الحديد قائمة, واسم القرية مكتوباً فوق مدخلها. وثمة ثلاثة أبنية أخرى مهجورة بالقرب من المحطة, فضلا عن بقايا بعض المنازل المدمرة.
[email protected]
أضف تعليق