“القدس العربي”-(وكالات): تسلط الاتهامات الموجهة للمنتج هارفي واينستين الضوء على جملة ممارسات شائنة تبدو شائعة في أوساط هوليوود لناحية الوسائل المستخدمة من الأشخاص النافذين في هذا المجال للتحرش بالممثلات الطامحات للمضي قدما بمسيرتهن السينمائية.
فقد وجهت حوالي عشر نساء بينهن نجمات كأنجلينا جولي وأشلي جاد وغوينيث بالترو اتهامات للمنتج النافذ في هوليوود هارفي واينستين بالتحرش الجنسي.
ويسجل تشابه كبير في الروايات التي تسوقها هؤلاء النسوة في هذا الإطار لجهة الأساليب التي اتبعها واينستين للتحرش بهن.
وتقول المتحدثة باسم المركز الوطني للموارد لمكافحة العنف الجنسي كريستن هاوسر إن الضالعين في عمليات التحرش الجنسي يميلون إلى اعتماد “نظام أثبت فعاليته بنظرهم يعمدون لتحسينه وإتقانه وتكراره”.
وتشير عالمة النفس جودي بلوم إلى أن هذه الأساليب تمثل “فخا ذا إطار منمط لاصطياد فريسة جنسية”.
كما أن النجم التلفزيوني السابق بيل كوسبي المتهم من حوالي خمسين امرأة بالتحرش او الاعتداء الجنسي او الاغتصاب، كان يمارس طقوسا خاصة أيضا لاصطياد ضحاياه.
فهو كان يستغل التواجد في مواقع تتميز بأجواء احتفالية كالمطاعم أو السهرات الخاصة بمجلة “بلاي بوي” للتقرب من الشابات عبر التلميح لهن بإمكانية مساعدتهن على التقدم المهني قبل حملهن إلى تناول الكحول والمخدرات بحسب الضحايا المفترضات.
وسيكون بيل كوسبي موضع محاكمة جديدة العام المقبل بعد الغاء محاكمة أولى له في حزيران/يونيو.
وتلفت غايل ويات وهي عالمة نفس ومعالجة جنسية متعاقدة مع جامعة “يو سي ال ايه” إلى أن أكثرية العلاقات الحميمة بين الناس تنطوي في جزء منها على ممارسات أشبه بالطقوس الثابتة.
وتقول “لدى الناس طريقة للتقرب من شركائهم وللشعور بالإثارة الجنسية يعمدون إلى تكرارها”.
غير أن المتحرشين الجنسيين يتغاضون عن عامل الرضا لدى ضحاياهم. ويصبح كل شيء مباحا بنظرهم لحمل الشخص المرغوب على “الشعور بأن لا خيار أمامه” وفق جودي بلوم التي تمارس مهنة العلاج النفسي في مدينة سانتا مونيكا.
وتتهم أربع نساء بينهن أزيا أرجنتو وروز ماكغوان المنتج هارفي واينستين بالاغتصاب غير أن هذا الاخير أكد على لسان متحدثة باسمه أن هذه العلاقات حصلت بالتراضي.
ترصد الضحية
وتروي ضحايا مفترضات لواينستين أنه كان يلحق بهن إلى الغرفة كحيوان يترصد فريسته، كما أنهن كن يشعرن بالذعر على مشاهدته في وضعيات شائنة.
كذلك تشكل البنية الضخمة لواينستين البالغ وزنه 136 كيلوغراما عامل إكراه جسدي لضحاياه.
وتوضح جودي بلوم أن الطقوس المعتمدة تساعد المتحرشين على “عدم الشعور بالذنب وعقلنة سلوكهم”، مضيفة في توصيفها لطريقة تفكير المتحرشين.
ويقيم المتحرشون علاقة مصلحة متبادلة تقوم على الحصول على خدمات جنسية في مقابل المساعدة على التقدم المهني، لإقناع أنفسهم بأنها تحصل بالتراضي.
وتشكل غرف الفنادق مساحات تعزل عن الواقع بحسب بلوم التي توضح “هذا ليس أمرا تفعلونه في منزلكم بل هو يحصل في الفنادق أو قاعات التدريس بعد الحصص”.
هذه الاعتداءات تحصل في شتى القطاعات حيث يكون هناك أشخاص (غالبا من الرجال) في موقع سلطة كالمدراء العامين أو الكهنة أو المدرسين أو السياسيين.
وتقول بلوم “هذا سلوك مشترك لدى أشخاص نافذين جدا” يطورون “أساليب أخرى للحصول على جائزة جنسية”.
وغالبا ما يستعين المتحرشون بمساعدين كما الحال في قضية واينستين الذي كان يكلف معاونيه بث جو من الأمان للضحايا من خلال التواجد في “الاجتماعات” قبل التواري وتركهم وحيدين.
وتشير بلوم إلى أن الخوف الذي يثيره هذا السلوك لدى الضحايا يمنح المتحرشين شعورا باللذة اذ يضيء لديهم على الهيمنة في مواجهة شخص أكثر ضعفا.
غير أن غايل ويات تأسف لأن “قلة من الناس يتحدثون” عن هذه التجارب خشية الوقوع ضحية ردود انتقامية تؤثر سلبا على مسيرتهم أو تضر بسمعتهم.
وتعزو جودي بلوم هذه السلوكيات المنحرفة في كثير من الأحيان إلى صدمات خلال الطفولة جعلت المتحرشين يشعرون بأنهم “نكرة” ما يدفعهم إلى استغلال القوة الممنوحة لهم للحصول على خدمات جنسية ممن هم أضعف منهم.
[email protected]
أضف تعليق